سورة الكهف ليلة الجمعة.. 3 آيات مجربة تجلب راحة البال يغفل عنها الكثير    عملة مزورة للابتزاز وليس التبادل النقدي!    نقطة أمنية في عاصمة شبوة تعلن ضبط 60 كيلو حشيش    مركز الإنذار المبكر يحذر من استمرار تأثير المنخفض الجوي    مليار دولار التكلفة الأمريكية لإحباط هجمات الحوثيين في البحر الأحمر    إنهم يسيئون لأنفسم ويخذلون شعبهم    مولر: نحن نتطلع لمواجهة ريال مدريد في دوري الابطال    رغم وجود صلاح...ليفربول يودّع يوروبا ليغ وتأهل ليفركوزن وروما لنصف النهائي    طاقة نظيفة.. مستقبل واعد: محطة عدن الشمسية تشعل نور الأمل في هذا الموعد    الفلكي الجوبي: حدث في الأيام القادمة سيجعل اليمن تشهد أعلى درجات الحرارة    "ابتزاز سياسي واقتصادي للشرعية"...خبير اقتصادي يكشف سبب طباعة الحوثيين للعملات المزيفة    الحكومة تطالب بتحرك دولي لوقف تجنيد الحوثي للأطفال تحت غطاء المراكز الصيفية    شقيق طارق صالح: نتعهد بالسير نحو تحرير الوطن    الدوري الاوروبي ... ميلان وليفربول يودعان البطولة    الدوري السعودي ... الشباب يكتسح ابها بخماسية    "لا حل إلا بالحسم العسكري"..مقرب من الرئيس الراحل "علي صالح" يحذر من مخيمات الحوثيين الصيفية ويدعو للحسم    "طاووس الجنان" و"خادمة صاحب الزمان"...دعوة زفاف لعائلة حوثية تُثير الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب مافيها(صورة)    نقل فنان يمني شهير للعناية المركزة    إصابة 3 أطفال بانفجار مقذوف شمالي الضالع    ريال مدريد وبايرن ميونخ يتأهلان لنصف نهائي دوري ابطال اوروبا    تنفيذي الإصلاح بالمحويت ينعى القيادي الداعري أحد رواد التربية والعمل الاجتماعي    لجنة الطوارئ بمأرب تباشر مهامها الميدانية لمواجهة مخاطر المنخفض الجوي    انطلاق أعمال الدورة ال33 للمؤتمر الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) لأفريقيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة الى 33.970    مصرع وجرح عدد من العناصر الإرهابية على يد القوات الجنوبية بوادي عومران    سقوط 9 مدنيين في الحديدة بسبب الألغام ومخلفات الحرب خلال مارس الماضي مميز    الرئيس: مليشيا الحوثي تستخدم "قميص غزة" لخدمة إيران ودعم الحكومة سيوقف تهديداتها    بمناسبة الذكرى (63) على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين اليمن والأردن: مسارات نحو المستقبل و السلام    قبل قيام بن مبارك بزيارة مفاجئة لمؤسسة الكهرباء عليه القيام بزيارة لنفسه أولآ    إسقاط طائرة تجسس حوثية في شقرة بمحافظة أبين    دراسة: اقتصاد العالم سيخسر 20% بسبب التغيرات المناخية    وفاة مواطن وجرف سيارات وطرقات جراء المنخفض الجوي في حضرموت    ترحيل آلاف اليمنيين من السعودية    أضرار مادية وخسائر بشرية بسبب الفيضانات شرقي اليمن وإغلاق مدينة بالكامل    ركلات الترجيح تحمل ريال مدريد لنصف نهائي الأبطال على حساب السيتي    ليلة للتاريخ من لونين.. وخيبة أمل كبيرة لهالاند    أهلي جدة: قرار رابطة الدوري السعودي تعسفي    آية تقرأها قبل النوم يأتيك خيرها في الصباح.. يغفل عنها كثيرون فاغتنمها    غرق شاب في مياه خور المكلا وانتشال جثمانه    بن بريك يدعو لتدخل إغاثي لمواجهة كارثة السيول بحضرموت والمهرة    "استيراد القات من اليمن والحبشة".. مرحبآ بالقات الحبشي    اليمن: الكوارث الطبيعية تُصبح ظاهرة دورية في بعض المحافظات الساحلية، ووزير سابق يدعو لإنشاء صندوق طوارئ    مأساة إنسانية: صاعقة رعدية تُفجع عائلتين في تعز    على رأسهم مهدي المشاط ...ناشطة حوثية تدعو إلى كسر الصمت حول قضية السموم الزراعية في اليمن    دراسة حديثة تحذر من مسكن آلام شائع يمكن أن يلحق الضرر بالقلب    مفاجأة صادمة ....الفنانة بلقيس فتحي ترغب بالعودة إلى اليمن والعيش فيه    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    10 أشخاص ينزحون من اليمن إلى الفضاء في رواية    خطة تشيع جديدة في صنعاء.. مزارات على أنقاض أماكن تاريخية    وللعيد برامجه التافهة    السيد الحبيب ابوبكر بن شهاب... ايقونة الحضارم بالشرق الأقصى والهند    ظهر بطريقة مثيرة.. الوباء القاتل يجتاح اليمن والأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر.. ومطالبات بتدخل عاجل    أبناء المهرة أصبحوا غرباء في أرضهم التي احتلها المستوطنين اليمنيين    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    تراث الجنوب وفنه يواجه.. لصوصية وخساسة يمنية وجهل وغباء جنوبي    تأتأة بن مبارك في الكلام وتقاطع الذراعين تعكس عقد ومرض نفسي (صور)    تخيل أنك قادر على تناول 4 أطعمة فقط؟.. شابة مصابة بمرض حيّر الأطباء!    النائب حاشد: التغييرات الجذرية فقدت بريقها والصبر وصل منتهاه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الخليج العربي بين الأطماع الإقليمية والهيمنة الأمريكية
نشر في نبأ نيوز يوم 06 - 12 - 2009


- مركز الأمة للدراسات والتطوير -
· نبذة تأريخية
· وصف طوبوغرافي
· مخاطر حقيقية وهيمنة أمريكية
· أطماع إيران واللعب مع الكبار
· نفوذ إيراني خطير في العراق
· نفوذ إيراني بحري في الخليج العربي
تبرز الأهمية الجيوستراتيجية لمنطقة الخليج العربي كونها تتضمن عدد من المحاور الجيوسياسية مثل العراق والسعودية واليمن ومحاور ارتكاز كالكويت والإمارات وقطر والبحرين وعمان وجميعها تشكل مرتكزات جيوعسكرية تدخل ضمن معادلة الأمن القومي العربي وذات منحى إقليمي, وتشكل أرقام صعبة ضمن معادلة التوازن الدولي, لقد كان غزو العراق "خطيئة ستراتيجية" أغفلها العرب والتي فجرت العنف في المنطقة وفتحت الأبواب على مصارعيها للإطماع الإقليمية والتي تشكل إسرائيل وإيران محركيها الأساسيين , ناهيك عن الأطماع الأمريكية والغربية والتي باتت إسرائيل من جهة والولايات المتحدة الأميركية وأوربا واسيا من جهة أخرى ((جوهر مصالحها مهددة بالانقراض في المنطقة على اثر غزو العراق, وتبرز أهمة الخليج العربي نظرا لتقاطع طرق المواصلات البرية والبحرية بين آسيا وأفريقيا وأوربا والنفط والغاز وسوق وفير للعمالة وللشركات الكبرى الأمريكية والغربية وكذلك الصينية والروسية مما جعلها حوضا مهما يدخل ضمن مرتكزات إستراتيجيات الدول الكبرى في منطقة الشرق الأوسط, ونشهد صراع نفوذ سياسي وعسكري واقتصادي ما بين إيران وإسرائيل هذا الصراع تقسيم مناطق النفوذ في منطقة الشرق الأوسط(التركة العربية) بين الوكلاء إيران وتركيا وإسرائيل)) حيث تظهر أهمية منطقة الخليج كساحة عمليات محتملة في ظل الطموحات الإيرانية والإسرائيلية التوسعية , ونشهد اليوم مزاوجة واضحة ما بين القوة الناعمة والصلبة في تقسيم التركة العربية وتوزيع الأدوار أمريكيا على وكلائها كل من تركيا وإيران وإسرائيل.
نبذة تاريخية
سجل علم الحفريات العديد من آثار السومريين الأوائل سكان العراق القديم (4500 قبل الميلاد) في المنطقة من خلال استكشافاتهم الأولى لأطراف عالمهم آنذاك حينها ثبتوا مسارات مائية مابين جنوب العراق ومناطق من الساحل الغربي للخليج, بعدها ظهر العرب على طرفي الخليج, حيث أظهرت مجتمعات قبلية متجانسة ومتماسكة ومتواصلة لعدم وجود ما يعوق هذا الاتصال كما ثبتت انتماءاتهم في السابق لأهم الديانات السائدة آنذاك, ثم أزدهر الدين الإسلامي فيما بعد ليعم المنطقة, وفي منتصف القرن السابع عشر ظهرت القوة البحرية البريطانية مهيمنة على منطقة الخليج بالتعاون والتحالف مع الدولة الصفوية في بلاد فارس لغرض تحقيق الهيمنة على الطرق البرية وأهمها ما يعرف( بطريق الحرير) لهيمنة روسيا القيصرية والإمبراطورية العثمانية عليها, ثم جاءت المنافسة الفرنسية للبريطانيين على المنطقة إلا أن خسارة فرنسا لأسطولها البحري في الإسكندرية عام 1799 كبداية لنهاية المنافسة بينهما لصالح بريطانية وسيطرتها الاستعمارية على جميع الطرق البحرية في بحر العرب بعد سقوط جزر موريشيوس عام 1818 وطرد الفرنسيين منها كليا, وتمثلت الستراتيجية البريطانية الاستعمارية على المنطقة بالتحالف مع شيوخ المنطقة مقابل استمرار نفوذ بريطانيا وتجارتها فيها, , لقد رسمت الإستراتيجية البحرية البريطانية قوسا بحريا كانت الهند مركزه للسيطرة المطلقة على المحيط الهندي وبحر العرب للحيلولة دون دخول أي منافس استعماري يهدد مصالحها, وتطور الصراع الدولي على منطقة الخليج منذ بداية القرن العشرين أي مرحلة ظهور النفط فيها وصراع الاستثمارات الدولية على مشاريع السكك الحديدية وعلى ألامتيازات النفطية ,وكان دور النفط في الصراع ألاستراتيجي بين القوى العظمى خلال الحرب العالمية الأولى واضح المعالم, ثم دور النفط في رسم الحدود السياسية بين محميات وأمارات الخليج العربية في مؤتمر (العقير) عام 1922بتخطيط بريطاني وفق سياسة التجزئة إلى دويلات, ثم برزت الأهداف الستراتيجية الأميركية وما مثلته إيران الشاه كشرطي المنطقة الذي يحرس المصالح الأميركية والأوربية في الخليج والتصدي للنفوذ السوفيتي في الشرق الأوسط وانتهاء بحربي القرن العشرين - الحرب العراقية الإيرانية 1980 تلاها الدخول البحري العسكري الأميركي وتشكيل الأسطول الأميركي الخامس لحماية تلك المصالح في الخليج, وعلى أثرها تشكل مجلس التعاون الخليجي عام 1981 مستثنيا العراق, مرورا بأحداث الكويت في 2/8/1990 وحرب الخليج الثانية 1991التي أفضت إلى الهيمنة العسكرية الأمريكية على الخليج وحصار العراق الاقتصادي وانتهائها باحتلال العراق في 9/4/2003 , ثم ظهور مشروع إيران الكبرى كمنافس لمشروع دولة إسرائيل الكبرى وتقسيم التركة العربية فيما بينهما, بعد تصدع وانهيار النظام الرسمي العربي على اثر غزو واحتلال العراق وتدمير قدراته المادية المختلفة ليكون الميدان مفتوحا إمام كافة الاحتمالات العسكرية .
وصف طوبوغرافي
يعتبر الخليج العربي بحر شبه مغلق ويشكل مضيق "هرمز" عنق الزجاجة فيه, وهو ممر بحري حيوي وبالذات من النواحي الاقتصادية والعسكرية, ويبلغ عرضه الضيق (37 كم تقريبا) من معدل عرض الخليج الواسع (233 كم) مابين الساحل الإيراني والساحل العربي , ويبلغ طول هذا الخليج 970 كم من نهاية شط العرب جنوب العراق مرورا بمضيق هرمز وحتى بداية خليج عمان, وفيه عدد من الجزر شمالا جزيرة وربة ,بوبيان ,فيلكه, وتعتبر مملكة البحرين أحد جزر الخليج وتقع في منتصفه وفي الوسط أيضا شبه جزيرة كبيرة نسبيا وهي دولة قطر ,وهناك جزر أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى الإماراتية في القسم الجنوبي منه وقد احتلتها إيران عام 1971 , ويتصف الساحل الغربي من الخليج العربي بالانبساط وكثرة الخلجان وتمركز المناطق النفطية في "عمان ,دولة الإمارات العربية ,قطر ,العربية السعودية ,البحرين ,الكويت ", ويتصف الساحل الشرقي من الخليج العربي كحافة هضابية وعرة نسبيا وعلى مقربه منه عدد من الجزر المهمة كجزيرة خرج النفطية وسيرين ولاراك, وتتصف أعماق مياه الخليج بأنها محدودة ومتباينة وتكون أكثر عمقا في الجنوب والوسط وتقل عمقا كلما اتجهت شمالا عند مضيق "هرمز" ويبلغ أقصى عمق 90 م وأدنى عمق قرب الساحل العراقي 18م, في حين عمق المياه في خليج عمان يتراوح من 1800 م إلى 3240 م, وتقل شفافية مياه الخليج أيضا وتحتاج إلى الإرشاد الملاحي كثيرا كلما تقدمنا نحو الشمال , ألا أن خط عمق مياه الخليج أقرب للجانب الإيراني بمعدل بعد 17 كم , أما من الجانب العربي حيث يكون ببعد 95 كم, وفي المقارنة الجيوبلوتيكية لضفتي الخليج بشكل مجرد تبدوا وحدة التكوين السياسي والجغرافي للساحل الشرقي للخليج دولة واحدة بعد ابتلاع إيران عربستان العراقية الغنية بالنفط , وعكس ذلك نجده في الساحل الغربي منه عدد من الدول العربية , وتلك إفرازات الاحتلال البريطاني وغايات تقسيمه للمنطقة لإغراض فرض الهيمنة الاستعمارية في حينها , ناهيك عن حجم المنشآت النفطية الهائلة في الجانب العربي والمرتكزات الاستثمارية الأجنبية والتي تشكل نقاط ضعف كأهداف عسكرية هشة كونها ترتبط سياسيا واقتصاديا بالمصالح الأميركية والغربية على عكس الجانب الإيراني الذي يتمتع بتجانس جيوبوليتيكي على ضفته كونها دولة واحدة.
مخاطر حقيقية ومخاوف أمريكية
يخشى ما يطلق عليهم أمريكيا "مفاتيح الفكر" وصانعي القرار السياسي في الولايات المتحدة الأمريكية، بأن صيغة التعامل مع التهديدات الماثلة والمحتملة في سياقات معادلة الأمن الخليجي أصبحت تحتاج إلى المزيد من عمليات المراجعة والتقويم , وهنا الإشارة إلى التداعيات الجيوسياسية والعسكرية والأمنية لغزو العراق كونه خطا استراتيجيا فادحا ارتكبته أمريكا والغرب اخل بمعادلة التوازن الدولي والإقليمي وترك المنطقة تتعرض لمخاطر كبرى تمس وجود تلك الدول ومصالحها المشتركة ونسيجها الدموغرافي ومستقبلها كدول متماسكة.
يرى الخبير الستراتيجي الأمريكي "أنتوني كورديسمان" بأن الخليج العربي أصبح لا يواجه التهديدات النظرية المجردة وإنما تهديدات حقيقية أصبحت تقع ضمن مرتبة المخاطر الحقيقية والوشيكة الوقوع وأبرزها الأطماع الإيرانية وأدرجها كما يلي:-
• الخطر العسكري التقليدي.
• خطر الحرب اللامتماثله.
• خطر الصواريخ والقدرات النووية الإيرانية.
• خطر عدم استقرار العراق.
• خطر مشاكل الطاقة.
• خطر انكشاف البني التحتية.
• خطر الإرهاب السني والشيعي .
• خطر تزايد العمالة الأجنبية لجهة تشويه القوام الدموغرافي الخليجي.
يقول "كرودسمان"- على دول الخليج العربي أن تقوم بحشد تعبئة الموارد لغرض تطوير قدراتها الردعية والدفاعية, وبالتاكيد هنا خلق وصناعة الانطباعات في محاولة لممارسة سياسة الخوف وتصنيع التخويف الذي يؤتي اكله بشراء الاسلحة والاعتدة والقطع الحربية ناهيك عن تعزيز الهاجس الامني المبني على زيادة حجم المرتزقة الامنيين والذي ينعش خزائن شركات الخدمات الخاصة, ويغفل بذلك النزعة العسكرية الامريكية واستمرار الحروب العبثية التي اوصلت المنطقة الى أطلال خائرة تتطلع الى الغرب وامريكا لتؤمن حماية أوطانها وشعوبها, بعد أن كان العراق حجر الزاوية في بناء التوازن العربي والإقليمي ويشكل عنصر هاما في الأمن القومي العربي ,كما أن غياب العراق أتاح برضا وبمباركة امريكية لايران واسرائيل ان تعبث وتشاغب عسكريا لتزرع الخوف والهلع لدول اعتادت ان توكل مهام الدفاع عن أراضيها إلى حلفائها وهو خلل ستراتيجي بالتأكيد, لقد انطلق كورديسمان من خلفيته وعقليته الامريكية التي تصنع العدو الوهمي وبنفس الوقت لا تخلو محددات الخطر من الاشارة الستراتيجية إلى الإسلام بوصفه الإرهاب وقد قسمه عموديا الارهاب السني والشيعي وتلك مفردات فلسفة "هنغتون" والتي تفضي بالحرب العالمية الرابعة ضد الاسلام وابرز شواهدها غزو افغانستان والعراق والحرب الخفية في الباكستان ,وهنا يعطي "كرودسمان" إيحاء إدراكي وفق فلسفة تقسيم المقسم وتجزئة المجزء ويركز حصراً على أمن الخليج العربي بما يؤدي إلى فصله عن الأمن القومي العربي، وفقاً لأسلوب فصل وعزل الجزء عن الكل وتلك سياسة "فرق تسد" ,وتناسى بان الجيوش التقليدية انتهى امرها في ظل ظاهرة الجيوش الذكية وكان غزو العراق دليل قوي على ذلك وكذلك الحرب اللامتماثلة لتوجد ملامحها في الخليج كما في العراق مثل مليشيات بدر والمهدي والمليشيات الكردية في شمال العراق وغيرها باستثناء ما برز مؤخرا من ظاهرة الحوثيين في اليمن والسعودية, كما ان خطر عدم استقرار العراق ناتج عن النهج الستراتيجي الذي تمارسه الولايات المتحدة في العراق لتعزز بقاء طويل الامد فيه إضافة إلى سياسة التقسيم الطائفي والاثني للعراق والتي تمارسه الدوائر الأمريكية السياسية والعسكرية بناء على توصيات بحثية من مراكز البحوث الأميركية, وكذلك تطرق إلى تطوير الصواريخ الإيرانية وهي مخاوف حقيقية ولكن ترسانة إيران التسليحية هي بالأصل غربية أمريكية ومن يزودها بالسلاح هم الغرب وعدد من الشركات الأمريكية وعلى عكس الحصار الذي فرض على العراق ومنع ورود أي قطعة سلاح طيلة اثني عشر سنة, ناهيك عن التلاعب بالمصطلحات بتعبير انكشاف خطر البني التحتية والجميع يعلم ان امريكا عندما غزت العراق دمرت بنيته التحتية بالكامل وكيف من يدمر الكتف الشمال للخليج العربي عن عمد يصدر هواجس خوف على المنطقة وهو لايزال في طور التهديم,اضافة الى ذكر مخاوف تزايد العمالة وتلك مرتبطة بالأزمة المالية ونوع الشركات التي يفترض أن تعمل وتعيش طفيليا على ثروات المنطقة, وكذلك الطاقة في منطقة الخليج بالكامل تتحكم بها الولايات المتحدة الأمريكية( النفط والغاز) صناعة وتسعيرا وتسويقا و نقلا ,جميع تلك المخاوف التي أبداها كرودسمان تشكل هواجس عسكرية ذات منحى ستراتيجي بالرغم من تواجد اكبر شبكة قواعد وتسهيلات عسكرية أمريكية على ارض الخليج العربي وبضمنها العراق المحتل , وتشكل بمجملها تمركزا عسكريا ستراتيجيا في العالم.
أطماع إيران واللعب مع الكبار
أضحت إيران بعد الإطاحة ب "مصدق" ورقة ضغط أمريكية بطابع إقليمي واسند أليها دور شرطي الخليج خصوصا في سبعينيات القرن الماضي , وكان الشاه الفتى المدلل لأمريكا, وساهمت إيران مرارا بإذكاء تمرد البر زانين في شمال العراق ودعمتهم مع إسرائيل بالمال والسلاح والخبراء,وسعت أمريكا إلى تطبيق ستراتيجية التواجد في الخليج عبر تطبيق ستراتيجية الأمن القومي 200عام 1974 والتي تفضي بالتدخل العسكري لحماية منابع النفط في الخليج وشكلت على ضوئها الفرقة83 مارينز للتدخل السريع لهذا الغرض, وبرزت معضلة أساسية أمام صانع القرار الأمريكي وبمحوريين الأول ترميم انهيار الكيان الصهيوني على اثر هزيمته في حرب تشرين1973 وأضعاف أقطاب الصراع العربي الإسرائيلي مستهدفا العراق وجيشه الذي لقن الجيش الصهيوني دروسا حربية قاسية في الجو والأرض, وبذلك برزت فكرة صدام الدول وخلق بيئة حرب بين العراق وإيران من خلال أثارة الفتن الطائفية والشحذ المذهبي السياسي وغدرت بالشاه ليصل نظام الملالي لسدة الحكم مع استمرار هيمنة جنرالات الحرب الغير معلن على المشهد الإيراني , وسرعان ما بدئت الحرب العراقية الإيرانية عام 1980 والتي تمخض عنها تشكيل مجلس التعاون الخليجي عام 1981 لتجزئة الدفاع العربي المشترك وسهلت تواجد القطعات البحرية الأمريكية في مياه الخليج بشكل رسمي, علما أن إيران رفضت إيقاف الحرب عام 1982 بعدما أعلن العراق إيقاف أطلاق النار وسحب قواته إلى الحدود الدولية, واستمر سيناريو الحرب لثماني سنوات حتى تكامل الوجود الحربي البحري الأمريكي في الخليج , وبعدها أوقفت الحرب وفق ارداة سياسية وأممية أمريكية ,بينما استمر مسلسل الاستنزاف العسكري والاقتصادي للعراقي باجتياح العراق للكويت والحصار الاقتصادي وانتهاء بغزو العراق2003 , وهنا كان الدور الإيراني محوريا وهاما وفعالا بمساعدة القوات الأمريكية بغزو العراق إضافة إلى إسنادها في ترصين تواجدها العسكري والسياسي وإطلاق اليد لها لتعبث بأمن الدول العربية كافة وتمارس دور الشرطي الشرير في المنطقة الذي يتطلب جهد الدول الكبرى وبالذات أمريكا للحد منه, ليس بالضرورة تأتي التطبيقات متسقة مع مراحل التنفيذ خصوصا أن إيران لها تطلعات سياسية طائفية وأطماع خارج قواعد اللعبة متأتية من قدراتها العسكرية المتنامية والتي باتت تشكل قوة عسكرية لا يستهان بها على الصعيد الإقليمي وعززتها بتطوير القدرة النووية والصاروخية واتجهت إلى أساليب القضم الجيوبولتيكي عبر نفوذها الإقليمي في العراق ومنه إلى الخليج والنفوذ الليبرالي في أفريقيا واليمن والسعودية ولبنان وفلسطين, وبرزت الاختلافات الإيرانية الصهيونية على الكعكة العربية في ميداني النفوذ والسيطرة وسرعان ما اتجهت إيران للتأثير على أمريكا والإيحاء لها بأنها لاعب جيوستراتيجي في المنطقة ومحورا جيوسياسيا عالميا وباستخدام مختلف الوسائل ومنها الملف الأمني والسياسي العراقي لتمرير الملف النووي الإيراني وما يرافقه من صفقات عن المتوسط والعراق والخليج بين امريكا وإيران.
نفوذ أيراني خطير في العراق
ساهمت إيران وبشكل مباشر في غزو العراق وكان دور الأحزاب المرتبطة بها مريبا ويعد خيانة وطنية للعراق عندما ذهب رؤساء تلك الأحزاب إلى واشنطن وقدموا ملفا مفبركا ومزيفا يشير إلى امتلاك العراق أسلحة دمار شامل وهو المبرر الأساسي لغزو العراق الذي ضلل به الرئيس الأمريكي السابق"بوش" الرأي العام الأمريكي والعالمي لشن الحرب ضد العراق عام 2003, وساهمت إيران بشكل فعال ومباشر في غزو العراق عسكريا من خلال إدخال المليشيات والجواسيس من أراضيها لأضعاف العمق العسكري للجيش العراقي المنشغل بقتال القوات الأمريكية الغازية, وتمكنت تلك المليشيات ذات الطابع الطائفي المذهبي السياسي والمرتبطة جذريا بمخابرات النظام الإيراني من خلق حالة الفوضى وشكلت خرق حربيا في جبهة العمق العراقي والذي على أثرة حصل تخلخل حربي أدى إلى تقدم القوات الأمريكية الغازية نحو بغداد واحتلالها, و قد فشلت بالتوغل لولا الإسناد الإيراني المباشر, وأفصح علنا عن هذا التعاون "ابطحي" عندما قال لولا إيران لما تمكنت أمريكا من احتلال العراق وأفغانستان وتلك حقائق تناولتها وسائل الأعلام وأقرتها الوقائع على الأرض ومثبتة كحقائق تاريخية, وكان الاتفاق والتحالف الإيراني الأمريكي عميقا نظرا لتقاطع المصالح التوسعية على ارض العراق , وسرعان ما شكلت إيران زعانف المشهد السياسي بوشاح طائفي مذهبي سياسي وبمنحى دموي مخطط له بعناية , ناهيك عن تدمير كافة البني التحتية المؤسساتية ونهبها بشكل منظم ونقل الكثير من المعدات الصناعية والحربية والمنشات النووية العراقية إلى إيران عبر وكلائها من المليشيات والأحزاب, ونجد اليوم أن إيران حصلت على نفوذ إقليمي وتمدد جغرافي يعد مكسب سياسيا وعسكريا واقتصاديا لها على حساب المصلحة العليا للعراق وتفكك معادلة التوازن الإقليمي,وهي اليوم تحتكم على زعانف سياسية(حكومات-أحزاب- وزراء-منظمات) وأخرى أمنية مليشياوية و معلوماتية في العراق, وتغطي البعد الجغرافي من شمال العراق المتمثل بعلاقتها الوطيدة بحزب الاتحاد الكردستاني مرورا بوسط العراق وهيمنة حكومية عبر حزب الدعوة والمجلس الأعلى للثورة الإيرانية الذي بدل تسميته مؤخرا لإغراض سياسية دعائية وانتهاء بالجنوب عبر الفضيلة وجيش المهدي وحزب الله العراقي وعدد من المليشيات التي ترتبط بالاطلاعات الإيرانية والحرس الثوري الإيراني, ويتم قيادة جميع تلك الموارد المذكورة أعلاه من خلال مركز القيادة في وسط بغداد عبر السفير الإيراني في العراق,وشهد العراق ملامح تاريخية تدلل على حجم النفوذ الإيراني في العراق وأبرزها عمليات التطهير الطائفي والتغيير الدموغرافي والتمدد الجغرافي والقرصنة على أبار النفط العراقية المتاخمة لحدودها وقطع الأنهار عن مناطق جنوب العراق بالكامل وبالتأكيد تلك صفقة مصالح مع امريكا وإسرائيل وبذلك يشكلون المحرك الثلاثي لتقسيم وتجزئة العراق وتدميره ونهب ثرواته وتفكيك النسيج الاجتماعي العراقي, ونجد اليوم أن ساسة الأحزاب الحاكمة المرتبطة بإيران يهدون وبشكل واضح ومجاهر الدول العربية ويحرضون الشارع العربي والعراقي ضدهم وبالتأكيد هذا تبادل ادوار متقن ضمن سيناريو الهيمنة الأمريكية.
نفوذ أيراني بحري في الخليج العربي
أشارت دراسة جديدة أجراها "المكتب الأمريكي للمخابرات البحرية" مؤخرا, إن إيران أعادت هيكلة قواتها البحرية بشكل أكثر انتشارا في الخليج العربي وبما يتلاءم مع التمدد والتوسع الإيراني في الخليج, وأوكلت المسؤولية الكاملة عن العمليات الحربية في الخليج العربي للحرس الثوري الإيراني الذي بات يتحكم بالسياسة الخارجية الإيرانية والعسكرية منها, وذكرت الدراسة رصد تمدد للقوات البحرية التابعة لفيلق الحرس الثوري باستخدام زوارق الهجوم السريع وصواريخ كروز في مضيق "هرمز" في الخليج العربي , وأن الحرس الثوري الإيراني وسع تدريجيا من قدراته البحرية على مدى سنوات من خلال دمج تصميمات وتكنولوجيات صينية وكورية شمالية وإيطالية سواء عسكريا أو تجاريا وهو الآن ينشر بعضا من أسرع الزوارق البحرية في الخليج كنوع من استعراض العضلات العسكري أو ظل المناورة العسكرية ذات الرسائل السياسية, ويحاول الحرس الثوري الحصول على سفن بحرية تعمل "بلا أطقم" وهذا مجافي للحقيقة ويدخل ضمن استعراض الخوف وصناعة التخويف لدول الخليج العربي, واستندت الدراسة إلى تصريحات أدلى بها زعماء إيرانيون أشاروا إلى أنهم "يبحثون إغلاق أو السيطرة على "مضيق هرمز" وإن ذلك يسبب "خسائر اقتصادية هائلة وتعطيل الحركة الملاحية الدولية وتلك حقيقة عسكرية ذات منحى اقتصادي," ورصدت الدراسة قيام البحرية الإيرانية بتشغيل سفن حربية تقليدية كبيرة قادرة على القيام بدوريات ومهام مطولة في المياه المفتوحة, وأكدت الدراسة أيضا إن للحرس الثوري سفنا أصغر وأسرع حيث تم شراء زوارق سريعة من شركة "فابيو بوتزي" الايطالية للزوارق السريعة في أواخر التسعينات, وتبلغ السرعة القصوى لتلك الزوارق 60 أو 70 عقدة وربما تكون تلك السفن صغيرة لا يتعدى طولها 17 مترا لكنها مزودة بطوربيدات وصواريخ كروز إيرانية الصنع "كوثر" مضادة للسفن .
علما أن عملية أعادة تنظيم البحرية الإيرانية بدأت عام 2007 وشملت فتح قواعد جديدة لقوتي البحرية اللتين عادة ما كانتا تتشاركان العمليات في بحر قزوين والخليج وخليج عمان وجرى الإشارة إلى توغل القوات البحرية الإيرانية بأسلحتها البحرية داخل خليج عمان في إطار إعادة التنظيم في نفس العام في ظل التواجد البحري الأمريكي هناك .
نجد أن سيناريو الخوف وصناعة الانطباعات يروجه مركز دراسات بحري مرتبط بوزارة الدفاع الأمريكية لغرض تعزيز الهيمنة العسكرية التي تلقي بظلالها على الإرادة السياسية والاقتصادية على الدول العربية ومنها الخليجية بما يتناسب مع توصيات الخروج من الأزمة المالية التي عصفت بأمريكا من جراء غزو واحتلال العراق,وهنا نقف أمام كافة المعطيات ونطوعها للخروج باستنتاجات حقيقية , هل يوجد خطر حقيقي يستهدف العالم العربي والإسلامي, الإجابة نعم أن الخطر الحقيقي ينبع من اختلاق الحقائق الجيوبلوتيكية التي أفرزتها الحرب ضد العراق وانهيار قدراته الأساسية والحربية منها والتي خرقت جدار الصد العربي كون العراق بشكل الكتف العالي والسد المنيع إمام الأطماع الإيرانية والصهيونية , خصوصا أذا علمنا أن الولايات المتحدة تمتاز بقدرات فائقة كبيرة من غواصات نووية وطرادات ومدمرات تبيد جميع تلك الأسلحة والزوارق باستخدام قدراتها الذكية وتجعلها هباء منثورا , وفي ميزان التفوق العسكري ليمكن أن تحقق إيران أي تفوق عسكري تقليدي سواء كان بري أو جوي أو بحري وتمتاز البحرية الأمريكية بخبرة كبيرة وواسعة في الحرب البحرية, مما يجعل إيران تستخدم الحرب اللامتماثله والحرب الدموغرافية لتفتيت البني التحتية الاجتماعية لدول العالم العربي والإسلامي ومنها دول الخليج العربي , ونشهد ملامح دموية واضحة في العراق ولبنان واليمن ومؤخرا السعودية وتلك الحروب تشكل موطئ قدم لزعانف سياسية مليشياوية تحقق ارداة حربية ليس بالضرورة باستخدام المدافع والقطع البحرية أو الطائرات والمروحيات , أنها حرب من نوع آخر تحقق غايات سياسية وعسكرية وتدمر منظومة الدفاع العربي وأمنه القومي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.