حذر أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح من وقوع البلاد في الفوضى بسبب تنامي الخلافات والتوترات السياسية في البلاد . ودعا أمير الكويت في خطاب متلفز الى الشعب الكويتي عشية يوم امس الثلاثاء الى التمسك بالدستور وترسيخ الوحدة، وحذر مما وصفه بشرور المصالح الشخصية والمكاسب السياسية ومهالك العصبية والقبلية والطائفية . كما انتقد أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بشدة من "يمسون الثوابت الوطنية" عبر تعبئة الجماهير واستخدام الأساليب الغريبة وانتهاج الفوضى من أجل "تحقيق مكاسب سياسية رخيصة"، وشدد على رسالة الوحدة الوطنية وحث على حمايتها من مهالك العصبية القبلية والطائفية وحسراتها، وتعهد بصون الوطن والذود عنه وحمايته من شرور المصالح الشخصية والمكاسب السياسية ومهالك العصبية والقبلية والطائفية وحسراتها . وقال في كلمة وجهها الى الشعب الكويتي مساء أمس الثلاثاء إنه "هاله وأحزنه أن تشهد الساحة الكويتية مثل هذه الأجواء القاتمة وما انطوت عليه من مظاهر وممارسات وأصداء انفعالية غير محسوبة التداعيات والعواقب ومشحونة بالنزعات والنعرات المقيتة"، و نوه بإجراءات قامت بها الحكومة "لاحتواء أسباب فتنة بغيضة بالعمل على فرض حكم القانون ". وبحسب عدة صحف عربية وكويتية صدرت اليوم الأربعاء الموافق30-12-2009 فإن كلمة الشيخ صباح جاءت بعد سلسلة من الأحداث شملت قيام المعارضة البرلمانية بحشد آلاف من مؤيديها وتنظيم مسيرات الأسبوع الماضي رداً على بث لقناة "السور" التلفزيونية تضمن إساءات الى الكويتيين من أصل قبلي، وأطلق بعض نواب المعارضة تهديدات بإعادة استجواب رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد ووزيري الداخلية والإعلام . وشدد الأمير على أن "للممارسات الديمقراطية أصولها وحدودها وأدواتها الدستورية التي تمارس من خلالها في الزمان والمكان المحدد لها، فإن خرجت عن زمانها ومكانها وإطارها الدستوري، تتحول الى فوضى وتمرد على الأسس والقواعد والأعراف والتقاليد الاجتماعية ". وأعرب الأمير عن أسفه لأن "يستمر البعض بترديد الادعاء بتوجهات للتعدي على الدستور والتجاوز عليه وغيرها من طروحات التشكيك وخلط الأمور سعياً لتحقيق مكاسب سياسية رخيصة»، مؤكداً ان "لا أحد يملك الوصاية على الدستور (...) ولعل دعاة هذه الشائعات والشكوك هم أكثر من ينتهك أحكام الدستور ويخالف مبادئه ونصوصه ". وندد بما "ابتليت به الساحة الكويتية أخيراً من ممارسات مؤسفة تجاوزت كل الحدود في تشويه وجه الحرية والديمقراطية والعمل الوطني لتفتح باب الفوضى والانفلات وتشيع أجواء التوتر والتناحر واستفزاز المشاعر والانشغال بالمماحكات والمزايدات والاستعراضات المشبوهة التي أثارت قلق المواطنين وهواجسهم تجاه مستقبل وطنهم وأبنائهم ". وانتقد الأمير إساءة البعض فهم واستغلال الديمقراطية "فليس من الديمقراطية والحرية ما يسمح بالتعدي على قيمنا وثوابتنا الوطنية، أو بالتطاول والتجريح للآخرين والحط من كرامتهم، كما ليس من الديمقراطية والحرية في شيء أن يتم انتهاك وتجاوز الدستور والقانون باسم الدستور والقانون ". وتابع "ما أخشاه اليوم أن تتعرض الممارسة الديمقراطية لخطر انتكاسة مفصلية بفعل الإفراط في تسييس الأمور والخروج على الضوابط التي رسمها الدستور، لا سيما أن حالة الخلل السياسي والعلاقة غير الصحيحة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية أصبحت حملاً ثقيلاً يقوّض المكتسبات والإنجازات ويمس الثوابت الوطنية ".