قال علماء أمريكيون إن تعزيز مستويات المواد الطبيعية المقاومة للأكسدة في الجسم قد يكون الطريق إلى التمتع بحياة أطول. وخلصوا إلى أن الفئران التي تم معالجتها مختبريا لإنتاج مستويات عالية من أنزيم مقاوم للأكسدة عاشت لفترات أطول بنسبة 20 في المئة كما قل تعرضها لأمراض القلب وأمراض الشيخوخة الأخرى. وإذا أحدثت لتجارب نفس النتائج لدى الإنسان، فيمكن للبعض أن يعيش لما بعد مئة عام من العمر. وتدعم الدراسة التي أجرتها جامعة واشنطن فكرة أن جزيئات الأوكسجين عالية التفاعل التي تحتوي ذراتها على إلكترونات حرة غير مزدوجة، والمعروفة باسم "الشقات الطليقة"، تتسبب في الشيخوخة. وربطت دراسات سابقة بين "الشقات الطليقة"، وبين الإصابة بأمراض القلب والسرطان والأمراض الأخرى المرتبطة بالشيخوخة. وربى الدكتور بيتر رابينوفيتش وزملائه فئرانا تنتج أنزيم الكاتاليس. ويعمل هذا الأنزيم كمادة مقاومة للأكسدة عن طريق إزالة الهيدروجين بيروكسايد الضار، وهو مصدر للشقات الطليقة. ويمكن للأضرار التي تسببها الشقات الطليقة إحداث المزيد من التغييرات في العملية الكيماوية داخل الخلية كما تؤدي لإنتاج المزيد من الشقات الطليقة مما يتحول إلى دائرة مفرغة. وقال الدكتور رابينوفيتش: "هذه الدراسة تؤيد للغاية نظرية الشقات الطليقة وعلاقتها بالشيخوخة." وأضاف: "أنها تظهر أهمية الشقات الطليقة، وجزيئات الأوكسجين التفاعلية بصفة خاصة، في عملية الشيخوخة." وقال رابينوفيتش إن الاكتشاف قد يساعد في تميهد الطريق أمام تطوير العقاقير أو العلاجات الأخرى في المستقبل والتي تحمي الجسم من الشقات الطليقة وربما بعض الأعراض المرتبطة بالعمر. وأضاف: "اعتاد الناس على التركيز فقط على أمراض معينة لها علاقة بتقدم السن، لأنه كان يعتقد أنه لا يمكن التأثير في عملية الشيخوخة نفسها. "لكن ما ندركه الآن هو أنه بالتدخل في عملية الشيخوخة، قد يمكننا التوصل إلى زيادات هامة في الصحة العمرية."