| اعداد د.أحمد سامح | تفسير جديد للإصابة بالأمراض واعتلال صحة الإنسان وهو تعرض خلايا أجهزة وأعضاء جسم الإنسان للقذف بمئات الآلاف من الشوارد الحرة على مر السنين ما يؤدي إلى تلف غشاء الخلية ودخول السموم إلى داخل الخلية وموتها جوعاً. كذلك احتباس النفايات «Wastasproducts» ونواتج التفاعل داخل الخلية يجعلها تغرق في بحر من السموم «Toxims». وعندما تدخل الشوارد الحرة إلى النواة فتتلف الحمض النووي «DNA» والحمض النووي «RNA» فتنقسم الخلايا انقساما شاذا نتيجة التلف الذي أصاب الحمض النووي بنوعية «DNA» والثاني «RNA» فتنشأ الخلايا المنقسمة انقساما شاذا التي تكون سبباً في تكون السرطانات وكذلك تعمل هذه الخلايا الشاذة على اضعاف عمل جهاز المناعة. ويتأثر الجهاز العصبي وكذلك الأوعية الدموية بالشوارد الحرة وتتلفها وينتهي ذلك بالإصابة بالضعف الجنسي. وفي هذه الحلقة من دراسة طب الشوارد الحرة نتناول بشيء من التفصيل ولكن بأسلوب علمي سهل مبسط كيف تسبب الشوارد الحرة الاصابة بالضعف الجنسي وتضعف الخصوبة. الشوارد الحرة أو الجزيئات الحرة «Free radicels» عبارة عن جزيئات تتكون من ذرتين أو أكثر غير ثابتة وغير مستقرة لأنها تفتقد أو تنقص «الكترونا» في إحدى الذرات لديها أي انها تحتاج إلى الكترون لكي تصبح مستقرة. وستحاول انتزاعه من جزيء «يتكون من ذرتين أو أكثر» أو ذرات أخرى غير مستقرة لكي تحقق استقرارها أو تعادلها. تكون الشوارد الحرة والجزيء والذرات التي كانت مستقرة أصبحت الآن شاردة حرة فتحاول هي الأخرى أن تنزع الكترونا من أي جزيء أو ذرة أخرى مستقرة. وهكذا تستمر هذه السلسلة من التفاعلات السريعة المتلاحقة إلى أن تجد الشاردة الحرة الأخيرة الكتروناً فتتحد معه سواء كانت ذرة ذات الكترون واحد أو من عامل مضاد للأكسدة. خطورة الشوارد الحرة هذه السلسلة من انتزاع الشوارد الحرة للالكترونات من الذرات والجزيئات التي تتكون منها الخلايا ومكوناتها المستقرة «الغشاء الخارجي» و«السيتوبلازم ومحتوياته»، وكذلك النواة التي بداخلها الكروموسومات التي تحمل «الجينات الوراثية». وانتزاع الالكترونات من محتويات الخلية عملية مدمرة للغاية لأن بامكانها تدمير غشاء الخلية ما يجعلها غير محمية ومعرضة لأي عدوان أو غزو وبذلك تتعرض الصفات الوراثية «الجينات DNA» داخل النواة إلى التلف. فتحول الخلية إلى خلية غير طبيعية شاذة فتتكاثر بطريقة غير طبيعية وشاذة فينتج عنها ورم سرطاني أو غير سرطاني وبامكان خلايا معينة ينتجها الجهاز المناعي الكفؤ القضاء على تلك الخلايا قبل أن تتكاثر. لكن في حال عدم قدرة الجهاز المناعي على القضاء على تلك الخلايا السرطانية الأولى يصبح بامكان هذه الخلية أو الخلايا السرطانية الأولى أن تنمو وتتكاثر بسرعة مذهلة. والذي يحبط جهاز المناعة ويضعف وظيفته تعرضه لأضرار الشوارد الحرة الخطيرة المدمرة التي توقف عمل خلايا تسمى خلايا مقاتلة طبيعية ينتجها الجهاز المناعي ومهمتها أن تدور وتجري في الدم بحثاً عن أي خلايا غير طبيعية لتدميرها. كيف تصل إلى الجسم؟ الشوارد الحرة مصدرها نواتج التفاعلات التي تنتج من عمليات الأكسدة في جسم الإنسان خصوصا عمليات الأيض «التمثيل الغذائي». كذلك التعرض للاشعاعات ومنها الأشعة فوق البنفسجية للشمس وكذلك أشعة اكس واشعاعات الموجات الكهرومغناطيسية التي تملأ الجو حولنا. وأيضاً التلوث النووي والتسرب النووي عند حدوثه يزيد تعرض أجسامنا لخطر تكون الشوارد الحرة. وكذلك التلوث البيئي بأدخنة عوادم السيارات ومداخن المصانع وعن طريق ادمان التدخين. وتصل هذه الملوثات الجسم عن طريق التنفس والطعام والشراب وكذلك تصل الملوثات لأجسامنا عن طريق الجلد. الشوارد الحرة تضعف القدرة الجنسية لعل التفسيرات الحديثة التي تربط بين حدوث الامراض وظهور علامات الشيخوخة وبالتالي تأثير ذلك على القدرة الجنسية والجسدية والذهنية وبين وجود ذرات الاوكسجين الحرة الطليقة ذرات الاوكسجين المنقوصة الالكترون او ما يطلق عليه الشوارد الحرة «Free radicals» هي اكثر التفسيرات قبولاً في المحافل العلمية. ولكن تبسيط شرح معنى الشوارد الحرة يمكن ان نشبه جسم الانسان بالسيارة التي تحتاج الى الوقود الذي يسيرها والاحتراق هذا الوقود لتوليد الطاقة التي تسير بها السيارة ينتج عنه عادم لابد من اخراجه عن طريق «اكزوز» السيارة وفي حالة الانسان يكون الغداء بمثابة البنزين الذي يحتاجه الجسم لحرق هذا الغذاء وتوليد الطاقة. وينتج عن توليد الطاقة وجود مخلفات وعوادم تماماً مثل عادم السيارة الذي ينتج من احتراق الوقود الذي يتخلص منه في حال السيارة عن طريق «الاكزوز». وهذا الحال في الخلية البشرية التي يجب ان يتخلص من العادم الناتج من احتراق الغذاء لتوليد الطاقة وهو في هذه الحالة عبارة عن ذرات اوكسجين حرة متأينة موجودة بصورة ذرات منفردة لان جزيء الاوكسجين مكون من ذتين «O2» ولذلك نسمي الشوارد الحرة فهي غير مستقرة وفي حالة هياج تبحث عن اي ذرة اخرى لتلتقي بها لتخلصها من هذه الحالة غير المستقرة، او الحالة المتأنية المنفردة التي فقدت فيها الالكترون عندما انفصل جزء الاوكسجين «O2» إلى ذرتين منفصلتين في عملية احتراق الغداء وتوليد الطاقة والاكسدة حتى تصبح في صورة جزيئية اي تستعيد الالكترون الذي فقدته. وقد يكون هذا الالكترون من ذرات تدخل في تكوين غشاء الخلية فيمزقها فيحدث هجوم لهذه الشوارد على الحمض النووي داخل نواة الخلية التي تمزق غشاءها ويحدث الكثير من التغيرات المرضية في الخلية ابتداء من ضعف المناعة وتصلب جدران الشرايين والانقسام غير الطبيعي للخلية وتلف الجهاز العصبي وكل هذه التغيرات المرضية تحدث الضعف الجنسي وضعف قدرة الانجاب.