ساد هدوء حذر المناطق الحدودية بين إسرائيل ولبنان بعد اشتباكات شهدتها ظهر اليوم قرى العديسة وكفركيلا والطيبة، أوقعت قتلى وجرحى في الجانبين، إثر تصدي الجيش اللبناني لتوغل قوات إسرائيلية في الأراضي اللبنانية. ووفقا لتصريحات من الجانبين فإن الحادثة معزولة، ولم تشهد القرى الحدودية نزوحا من قبل الأهالي في لبنان وإسرائيل، وما زال السكان في بيوتهم على الجانبين، وفقا لمراسلي الجزيرة.
وقد استشهد في الاشتباكات ثلاثة جنود لبنانيين وجرح أربعة، كما استشهد صحفي وجرح آخر في قصف إسرائيلي لموقع للجيش اللبناني في منطقة العديسة، وعلى الجانب الإسرائيلي قتل ضابط كبير برتبة مقدم وجرح اثنان حسب مصادر رسمية.
وتنفي إسرائيل أن يكون جيشها قد اخترق الحدود اللبنانية، قائلة إن جنودها كانوا يعملون داخل الخط الحدودي، وحذرت لبنان من "العواقب" إذا وقع مزيد من الاضطرابات على طول حدودها الشمالية، كما حملت الحكومة اللبنانية مسؤولية "هذا الحادث الخطير". وبدأت الاشتباكات حين أراد الإسرائيليون قطع شجرة من داخل الأراضي اللبنانية، ما دفع الجيش اللبناني لإطلاق أعيرة نارية تحذيرية باتجاههم، ليرد الإسرائلييون بقذائف مدفعية، ضد مراكز للجيش في بلدة "العديسة" الحدودية، كما أصابت عدة قذائف أحد منازل البلدة. وأودت إحدى القذائف بحياة الصحافي اللبناني عساف أبو رحال، وهو مراسل جريدة "الأخبار" اللبنانية، بينما أصيب مراسل قناة "المنار" علي شعيب بقدمه. و حمل الجيش اللبناني "الغطرسة" الإسرائيلية مسؤولية الاشتباكات الدموية، وقال متحدث باسم الجيش لوكالة فرانس برس "نحمل المسؤولية لغطرسة العدو الإسرائيلي".
وشرح الجيش اللبناني تفاصيل الاشتباكات في بيان تسلمت فرانس برس نسخة منه وجاء فيه أن "دورية تابعة للعدو الإسرائيلي أقدمت على تجاوز الخط التقني عند الحدود (...) في خراج بلدة العديسة". وأضاف البيان "تصدت لها قوى الجيش اللبناني بالأسلحة الفردية والقذائف (...) وحصل اشتباك استخدمت فيه قوات العدو الأسلحة الرشاشة وقذائف الدبابات (...) ما أدى إلى سقوط عدد من العسكريين بين شهيد وجريح".
واستدعت المواجهات الحدودية إدانة سوريا، التي اعتبرت أنه "يعكس قلق الدولة العبرية من "بوادر الاستقرار" في لبنان بعد القمة اللبنانية السعودية السورية". ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر رسمي مسؤول أن سوريا "تدين بقوة العدوان الاإسرائيلي السافر على الأراضي اللبنانية". وأضاف أن "هذا العدوان يعكس قلق إسرائيل من بوادر الاستقرار الذي يشهده لبنان بعد القمة الثلاثية التاريخية" الاثنين بين الرئيس اللبناني ميشال سليمان والعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الأسد.
وأكد أن سوريا "تؤكد وقوفها إلى جانب لبنان الشقيق في التصدي لهذا العدوان الغاشم وتطلب من الأممالمتحدة والمجتمع الدولي التدخل لإدانة ووقف هذا العدوان". كذلك قالت وزارة الخارجية المصرية في بيان، إن الوزير أحمد أبو الغيط أجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري "للاطلاع على تطورات الموقف والتأكيد على تضامن مصر الكامل مع الحكومة اللبنانية في مواجهة الخروقات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية". وأضاف البيان أن أبو الغيط شدد في تصريحات صحفية على ضرورة "وقف الاشتباكات فورا وضبط النفس ومنع أي تدهور للموقف".