قتل جنديان لبنانيان وصحافي لبناني وضابط اسرائيلي الثلاثاء خلال اشتباكات وقعت عند اطراف قرية حدودية بين لبنان واسرائيل، هي الأخطر منذ نزاع العام 2006 بين اسرائيل وحزب الله. وقال متحدث باسم الجيش اللبناني لوكالة فرانس برس ان "جنديين لبنانيين قتلا واصيب ثالث خلال الاشتباكات" التي وقعت عند اطراف قرية العديسة الحدودية. واعلنت صحيفة الاخبار اللبنانية ان الجنود الاسرائليين قتلوا اثناء المواجهات صحافيا يعمل لديها ويدعى عساف ابو رحال (55 عاما)، بينما اعلنت قناة المنار المتحدثة باسم حزب الله اصابة احد مراسليها ويدعى علي شعيب (40 عاما) في قدمه. واكد الجيش الاسرائيلي مقتل ضابط برتبة لفتنانت كولونيل واصابة اخر برتبة كابتن ب"جروح خطرة". ونفى ناطق باسم الشرطة الاسرائيلية انباء تحدثت عن اطلاق صاروخين من لبنان على شمال اسرائيل. وهذه الاشتباكات هي الاخطر والاكثر دموية بين الجانبين منذ ان اوقع نزاع بين حزب الله واسرائيل استمر 33 يوما بين تموز/يوليو وآب/اغسطس 2006 اكثر من 1200 قتيل لبناني معظمهم من المدنيين و160 اسرائيليا خصوصا في صفوف العسكريين . وقال النائب اللبناني عن حزب الله نواف الموسوي لفرانس برس ان موقف الحزب من الاشتباكات سيعلنه امينه العام حسن نصر الله في خطابه المرتقب مساء الثلاثاء. واصدر حزب الله بيانا ادان فيه "الاعتداءات الصهيونية التي استهدفت الصحافيين". وشرح الجيش اللبناني تفاصيل الاشتباكات في بيان تسلمت فرانس برس نسخة منه وجاء فيه ان "دورية تابعة للعدو الاسرائيلي اقدمت على تجاوز الخط التقني عند الحدود (...) في خراج بلدة العديسة". واضاف البيان "تصدت لها قوى الجيش اللبناني بالاسلحة الفردية والقذائف (...) وحصل اشتباك استخدمت فيه قوات العدو الاسلحة الرشاشة وقذائف الدبابات (...) ما ادى الى سقوط عدد من العسكريين بين شهيد وجريح". واكد متحدث باسم الجيش لفرانس برس ان "الجيش اللبناني هو الذي اطلق النار اولا في اتجاه الجنود الاسرائيليين الذي دخلوا الاراضي اللبنانية (...) وهذا دفاع عن السيادة وحق مطلق". وتابع "كان هناك طلب اسرائيلي لاقتلاع اشجار عند الجانب اللبناني من الحدود، وتم تداول حديث عن تولي قوات اليونيفيل هذه المهمة، لكن اسرائيل اصرت على ان تقوم بها بنفسها" ما ادى الى وقوع الاشتباكات. من جهته قدم الجيش الاسرائيلي في بيان روايته للحادث محملا الجيش اللبناني "المسؤولية الكاملة" عن هذه الاشتباكات. وقال البيان الاسرائيلي انه "اثناء فترة بعد الظهر، فتح الجيش اللبناني النار باتجاه موقع تابع للجيش الاسرائيلي على الحدود اللبنانية في شمال اسرائيل. وكانت القوة داخل الاراضي الاسرائيلية وتقوم بعمليات صيانة روتينية تم التنسيق المسبق بشانها مع قوات اليونيفيل" في اشارة الى قوة الاممالمتحدة الموقتة في لبنان. وجاء في البيان ان مروحية تابعة للقوات الجوية الاسرائيلية اطلقت كذلك النار على قوات لبنانية. واعلن المتحدث العسكري اللبناني بعد حوالى اربع ساعات من بدء الاشتباكات ان "الوضع هادئ وحذر وهناك قذائف تطلق من الجانب الاسرائيلي على فترات متقطعة". ودعا المتحدث باسم قوة الاممالمتحدة الموقتة في لبنان "اليونيفيل" نيراج سينغ في تصريح لفرانس برس الجانبين اللبناني والاسرائيلي "الى اقصى درجات ضبط النفس". وذكر مراسل لفرانس برس في وقت سابق ان جنودا من الكتيبة الاندونيسية حاولوا تهدئة الجنود الاسرائيليين ومنعهم من محاولة اقتلاع الشجرة قبل وقوع الاشتباك، انما من دون جدوى. وانعقد مجلس الامن الدولي في جلسة مغلقة الثلاثاء لبحث الاشتباكات بين الجيشين الاسرائيلي واللبناني، فيما دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى "اقصى درجات ضبط النفس" بين الجانبين.وقد بدأ الاجتماع الذي تترأسه روسيا هذا الشهر، حوالى الظهر (16,00 ت غ) بطلب من لبنان الذي هو احد اعضائه ال15 . وقال المتحدث باسم الامين العام للامم المتحدة مارتن نسيركي ان بان كي مون الذي يزور اليابان عبر عن "قلقه" ازاء الاشتباكات و"يدعو الى اقصى درجات ضبط النفس". واكد المتحدث ان اليونيفيل "على اتصال دائم بالطرفين للسعي الى انهاء المعارك وحثهما على ضبط النفس". واضاف "ان جنود حفظ السلام في اليونيفيل يسعون في الوقت الحاضر لمعرفة المزيد عن ظروف الحادث". وحثت واشنطن اسرائيل ولبنان على ممارسة "اقصى درجات ضبط النفس"، واعربت عن قلقها البالغ حيال اعمال العنف هذه. واعرب وزير الخارجية الالماني غيدو فيسترفيلي عن "قلقه" بشان الاشتباكات الدامية التي وقعت في جنوبلبنان داعيا الى "تجنب اي تصعيد في الوضع باي ثمن". ودعا وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الثلاثاء لبنان واسرائيل الى التحلي "بحس المسؤولية والاحترام الكامل للخط الازرق". وقال "ادعو الطرفين للتحلي بحس المسؤولية واحترام الخط الازرق بشكل كامل تطبيقا لقرار مجلس الامن الدولي 1701"، مضيفا ان فرنسا "تنتظر توضيحات عن هذا الحادث من اليونيفيل (قوة الاممالمتحدة الموقتة في لبنان) للتمكن من تحديد المسؤوليات واتخاذ الاجراءات المناسبة". كما اعرب الاتحاد الاوروبي عن "قلقه للغاية" حيال الاشتباكات اللبنانية الاسرائيلية وحث على "ضبط النفس". كما دانت وزارة الخارجية الايرانية "بشدة توغل النظام الصهيوني في مناطق في جنوبلبنان ما ادى الى استشهاد عدد من ابناء الجيش اللبناني". ودان الرئيس اللبناني ميشال سليمان في بيان "الخرق الاسرائيلي الجديد للقرار 1701 واجتياز الخط الازرق والاعتداء على الممتلكات وقصف حاجز للجيش اللبناني في منطقة العديسة". وطلب رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الثلاثاء المساعدة على "لجم" ممارسات اسرائيل "العدوانية" ضد لبنان.واعلن بيان صادر عن المكتب الاعلامي للحريري ان رئيس الوزراء اتصل بساركوزي "وتداول معه بالاعتداء الاسرائيلي على الجيش اللبناني". واضاف البيان ان الحريري "طلب منه (ساركوزي) مساعدة فرنسا للجم ممارسات اسرائيل العدوانية ضد لبنان وجيشه والزامها بتطبيق القرار 1701 تطبيقا كاملا". كما اعلن المكتب الاعلامي للحريري انه اتصل بالرئيس المصري حسني مبارك ووزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو والامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى لمناقشة التطورات في الجنوب. ودعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الحكومة اللبنانية في بيان تسلمت فرانس برس نسخة منه "للتقدم بشكوى عاجلة الى مجلس الامن الدولي لان ما اقدم عليه العدو الاسرائيلي ينال من القرار 1701". وأعطت السلطات اللبنانية عقب اجتماع للمجلس الاعلى للدفاع توجيهات للتصدي "لكل عدوان" بكل الوسائل و"مهما كانت التضحيات". ووضع القرار 1701 الصادر في آب/اغسطس 2006 حدا للعمليات الحربية بين حزب الله واسرائيل وتم بموجبه تعزيز قوات اليونيفيل العاملة في جنوبلبنان ونشر الجيش اللبناني في الجنوب بعد غياب دام اكثر من 30 عاما. وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان الرئيس السوري بشار الاسد اتصل هاتفيا بسليمان واعرب له عن "وقوف سوريا إلى جانب لبنان الشقيق ضد الاعتداء السافر الذي شنته اسرائيل على الاراضي اللبنانية". وتاتي الاشتباكات بين الجانبين بعدما توعد وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك في مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست نشرت الاسبوع الماضي بان تضرب اسرائيل مباشرة المؤسسات الحكومية اللبنانية اذا اطلق حزب الله صواريخ على مدن إسرائيلية.