في دراسة استكشافية جديدة توصل الباحثون فيها الى ان النساء اللائي يرضعن اطفالهن حليب الثدي الرضاعة الطبيعية يحصلن على كفايتهن من النوم مثل النساء اللائي يعتمدن على الحليب الصناعي بالرضاعة الزجاجية او بالطريقتين معاً. لعل هذه النتائج تمثل أخباراً سارة للمتحمسات للرضاعة الطبيعية, حيث تبرئ الرضاعة الطبيعية من اي اتهامات بأنها تفسد على المرأة نومها وبالتالي تنحصر آثار الرضاعة الطبيعية في كل ما يفيد الام والطفل, وقد ركزت الدكتورة »هاولي مونتغومري داونز« من جامعة ويست فرجينيا ان البحث قد بين ان الرضاعة الطبيعية لها تأثير وقائي لكثير من امراض الاطفال, مثل الاكزيما, واصابات الاذن وذات الرئة والربو والسكري من النوع الاول ومتلازمة وفيات الاطفال "SIDS". قدرت الدراسة الجديدة ان الولاياتالمتحدة بمقدورها توفير 13 مليار دولار اميركي سنويا من تكاليف الرعاية الصحية, والحيلولة دون حدوث 900 حالة وفاة محتملة سنوياً واذا قامت الامهات حديثات الولادة بالارضاع الطبيعي خلال الشهور الستة الاولى, كما يتضح بذلك عموماً. مجموعة قدرت ب¯ 70 في المئة فقط من الامهات اللائي يرضعن اطفالهن حليب الثدي, و30 في المئة منهن فقط هن اللائي يواصلن تغذية الصغار بحليب الثدي حتى اكتمال الرضيع عمر 6 شهور وفق احصائيات هيئات الوقاية من الامراض, واذا كانت معدلات الرضاعة الطبيعية المتدنية تنسب الى عوامل متباينة منها: ان هذه الرضاعة تسبب انهاك النساء, او خوفهن من حدوث الانهاك لهن, او الخوف من حدوث المزيد من الانهاك. وهناك مفهوم مغلوط ان النساء اللائي يرضعن الأطفال بحليب الثدي, تقل مدة النوم لديهن, ما يؤدي الى تردد الامهات لعمل ذلك, ويعتبرن العناية بالاطفال حديثي الولادة أمراً ينطوي على التحدي, كما اشارت بعض الدراسات إلى ان قلة النوم بعد الولادة قد تصيب المرأة بحالة »اكتئاب ما بعد الولادة«. ولما كان الأطفال الرضع يهضمون حليب الثدي اسرع من حليب الرضاعة, لذلك فهم بحاجة الى الرضاعة في منتصف الليل وتقول مونتغومري دوانز ان بعض الابحاث قد وجدت ان الاطفال الذين يرضعون حليب الثدي الطبيعي ينامون لفترة اقل ويستيقظون مرات اكثر اثناء الليل, لكن النتائج غير مستقرة. ومن اجل هذه الدراسة الجديدة قام الباحثون بسؤال مجموعة من الامهات الجديدات ليفيدوا الدراسة بعدد مرات استيقاظهن وكيف يقعن في النوم, كما طلبوا منهن ارتداء اجهزة استشعار لقياس مدة النوم ومدى عمق هذا النوم. ووجدت مونتغومري داونز وزملاؤها عدم وجود فروق جوهرية بين من يقدمن للاطفال الرضاعة الطبيعية وبين من يعتمدن على الحليب الصناعي في تغذية اطفالهن او يخلطن بين الطريقتين. وقد وجن الباحثون انه برغم ان الاطفال الرضع ممن يرضعون حليب الثدي يميلون الى الاستيقاظ مراراً اثناء الليل لتناول رضعات المساء, وقد يكون تأثير الرضاعة بالحليب الصناعي اقل من عدد مرات الاستيقاظ ليلاً, فقد اشار الباحثون الى ان النساء لكي يجهزن الحليب الصناعي في الزجاجة لابد ان يستيقظن ويشغلن مفاتيح اضاءة الكهرباءمما يجعل من الصعب عليهن متابعة النوم بعد ذلك بعمق. وعندما تستيقظ النساء اللائي يرضعن اطفالهن حليب الثدي لفترات قصيرة ليلا, ويكون نشاطهن اقل ما يسهل عليهن الانخراط مرة اخرى في النوم بعد ارضاع الطفل, كما ان السيدات اللائي يرضعن اطفالهن حليب الثدي ترتفع لديهن نسب هرمون البرولاكتين Prolactin وهو هرمون يسهل عملية النوم. علاوة على ذلك, فهناك القليل من الابحاث التي تناولت آثار الرضاعة الطبيعية على النوم, ومن الممكن الا يستيقظ الاطفال الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية قد لا يستيقظون اكثر من غيرهم, والمسألة تحتاج الى مزيد من الدراسة لتعميق فهم هذه الظواهر.