في اخر فعالية يشهدها المنتدى للعام المنصرم 2010م الذي شهد إقامة (61) فعالية متنوعة ( وكذالك مؤتمر تعز عبر العصور. كان المشهد الثقافي اليمني للعام المنصرم هو محور محاضرة أقيمت في منتدى السعيد الثقافي ألقاها مدير عام مؤسسة السعيد الأستاذ / فيصل سعيد فارع واشار في مستهلها إن الثقافة اليمنية تعاني من غياب الرؤية الشاملة والواضحة لدى الجهات الرسمية وبعض المؤسسات الأهلية , في حسن التعاطي معها , مع كونها ذات تنوع وغنية بمدلولاتها ودليل ذلك هو افتقارها للبنى التحتية المناسبة كالمسارح , ودور النشر , والعرض , والمكتبات وغياب البرامج الثقافية التي تحكم هذه العملية . وقال ووسط هذا الغياب للمشهد الثقافي المأمول برز وميض ثقافي باعتبار صنعاء عاصمة للثقافة العربية وتريم عاصمة للثقافة الإسلامية .ولم يخفي مدير اكبر مؤسسة ثقافية في اليمن عن تمنيه أن نرى فعلا ثقافيا يرتقى إلى مستوى طموحاتنا , ونأمل أن تطور الصحف الرسمية والأهلية والقنوات التلفزيونية والمحطات الإذاعية برامجها وإصدارتها الثقافية . معرجا في سياق محاضرته الى ما ستشهده المؤسسة العام في العام الجديد حيث سيتم هذا الأسبوع الإعلان عن برنامج منتدى السعيد الثقافي للعام القادم وما يحتويه من أنشطة ستتم خلال العام والتي قال بأنه جهد تحرص المؤسسة أن يكون ثريا ومتميزا ، وأن يكون إضافة فاعلة للمشهد الثقافي اليمني والعربي , وحياتنا اليمنية تتسم بالتنوع التراثي والثقافي وهو المعنى الذي يتسم بالعمق والثراء . وقال ان جائزة السعيد وبعد عامين من إنشائها تم إضافة مجالين إلىها هما الهندسة , والتكنولوجيا , وكذالك الآثار والعمارة ، ورصدت الجائزة في بدايتها للمبدعين اليمنيين ، وللعرب المقيمين في اليمن ثم أصبحت جائزة يمنية وعربية ، وبدأت بمليون ريال لكل مجال من مجالات الجائزة ثم مليون ونصف ، وأصبحت ثلاثة مليون ريال ويجري التحكيم فيها على أرفع مستوى ، وفي دورتها ال 14 تقدم لنيل الجائزة خمسون باحثا من بينهم 15 باحثا عربيا منوها إلى أنة قد تقدم للجائزة خلال مسيرتها (550 )باحثا للتنافس علليها بينهم 75% حملة دكتوراه ولم ينل شرف الفوز بها سوى (36 ) فائزا مشيرا إلى جهد مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة بأنشأ صندوق لدعم البحث العلمي وتقديم 70% لأي بحث علمي و30% تركته الجهات الأخرى .منوها الى أن إنشاء مكتبة السعيد كخطوة في سبيل التنوير والمعرفة وكان ذالك في 27 مايو 2000م وقد ازدادت نموا يوما بعد أخر وهي تحوي الآن أكثر من 85 ألف عنوان ، والسنة الماضية ضمت المكتبة (7050) عنوان ، ونشجع إنشاء مكتبات أخرى , وأن تأخذ دورها في ألنشوء والظهور وبلغت حوالي(80 ) مكتبة وهي عبارة عن بديات جادة ومثمرة لمكتبات نتمنى لها التوسع والاستمرار موضحا إلى أنة تم توزيع (5000) ألف عنوان وإعارة (5000) عنوان وبلغ رواد المكتبة في العام 2010 (32) ألف زائر ومطلع من الذكور والإناث , وكان اطلاعهم على أكثر من (49)ألف عنوان ، وبلغ عدد مرتادي المكتبة ومنذ نشوؤها وحتى نهاية العام 2010م(480) ألفا.وفيما يخص مركز للتدريب واللغات برعاية المؤسسة والذي تم تجهيزه تجهيزا حديثا وعلى أرفع مستوى فقد ساهم في تقديم (79) برنامجا تدريبيا حوالي (3476) متربا ومتدربة . وقد تخرج منه ومنذ العام 2001م وحتى 2010م حوالي (2362) متدرب ومتدربة ،كما أن علاقات المؤسسة على المستوى المحلي والعربي والإقليمي قد شهد نموذجا مضطردا وكان أخرها اتفاقية شراكة مع إتحاد الجامعات العربية والذي فتح فضاء واسعا للعلاقات المؤسسية مع(335) جامعة عربيه . اضافة الى جوانب من التراث اليمني الغني بمدخراته ن حيث بلغت المؤسسة للعديد من المخطوطات بلغت (340)مخطوطة وبلغات ثلاث :العربية /الحبشية/العبرية .يشار الى ان اخر ماستضافه رواق الفنون كان معرضا الفنانة التشكيلية لمياء والمكون من 21لوحه مختلفة. == وفيما يخص اخر الفعاليات فقد استعرض أستاذ الأدب العربي بكلية آداب جامعة تعز الدكتور علي غانم الجعشني مفهوم الوطن في الشعر العربي قديمه وحديثه في إطار المحاضرة التي نظمتها مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة وذلك من خلال تتبع نتاجات الشعراء في كل عصر من العصور حيث اتضح أن المفهوم مر بعدة مراحل يتسع ويضيق بحسيب رؤية الشاعر للبيئة التي يعيش فيها فهو القبيلة في الشعر الجاهلي أو الخيمة وفي العصر الأموي اتسع نطاق الوطن ليشمل كل منطقة الجغرافية التي تقع تحت نفوذ الخلافة الأموية وكذلك الأمر في العصر العباسي إضافة إلى المفهوم العقدي للوطن والذي بموجبه يكون الوطن هو المنطقة التي تخضع لديانة الشاعر وكذلك الأمر في المفهوم القومي حتى العصر الحديث بعد تفكك الخلافة الإسلامية ظهر مفهوم الوطن بالمنطقة الجغرافية التي يعيش فيها الشاعر والتي أتت نتيجة للتجزئة الاستعمارية . وهناك المفهوم المصلحي والذي يرتبط بمصلحة الشخص بالمنطقة كحال الاستثمار خارج نطاق موطن المولد . * وشهد الأربعاء قيام السفير الأمريكي بصنعاء بزيارة الى المؤسسة مطلعا على أقسامها ومبديا اعجابه بمحتويات المؤسسة من مقتنيات اثرية وخاصة المخطوطات وقد بحث مع الأستاذ فيصل سعيد فارع مدير عام المؤسسة كيفية تطوير التعاون بين السفارة والأمريكية والولايات المتحدةالأمريكية من جهة وبين المؤسسة من جهة أخرى والطرق التي من خلالها بناء ذلك التعاون وقال إننا نتطلع إلى تطوير هذه البرامج وبالتالي تطوير العلاقة مع أبناء تعز لبناء قدراتهم ليتمكنوا من النجاح لأنفسهم ولأبنائهم . كما أبدى سعادة السفير إعجابه بالموروث الثقافي اليمني يشكل عام ودعا اليمنيين إلى أن يكونوا فخورين بهذا الموروث الذي يعد حافزا للأمريكيين على زيارة اليمن والتعرف على هذا الموروث الغني وأضاف أننا نعمل جاهدين من اجل تطوير المواقع الأثرية وفهم الثقافة اليمنية . و قد ثمن الأستاذ فيصل فارع زيارة سعادة السفير للمؤسسة تثمينا عاليا معربا عن تقديره وشكره لهذه الزيارة التي تعكس مدى حضور المؤسسة المتميز الذي يتجاوز حدود الوطن والسمعة التي تتميز بها كمؤسسة ثقافية على مستوى الوطن اليمني والعربي والدولي. * وكان ابرز زوار المؤسسة في ختام العام المنصرم السيدة دبرا سميث رئيسة القسم الإعلامي والثقافي في السفارة الأمريكيةبصنعاء والتي عبرت عن إعجابها الشديد بما شاهدته من تطور واهتمام كبير في مجال تشجيع العلم والقراءة والمطالعة والدور الكبير الذي تبذله مؤسسة السعيد في خدمة الثقافة . مشيرة الى ان معتبرة المدينة ثروة سياحية يجب الاعتناء بها وقال أن مؤسسة السعيد بإمكانها أن تكون مركز تعليم للغات لما تحتويه من مراكز تدريب وقاعة مؤتمرات وصالات ويمتلكون إمكانيات كبيرة وبإمكانهم استغلالها بشكل كبير .