قال حلف شمال الاطلسي الاثنين انه سينهي مهمته لتدريب القوات العراقية التي بدأت قبل سبع سنوات في نهاية الشهر الجاري في خطوة تتزامن مع انسحاب القوات الامريكية من هناك. يأتي القرار عقب اعلان الرئيس الامريكي باراك أوباما في اكتوبر تشرين الاول أن القوات الامريكية ستنسحب بالكامل في نهاية العام بعد فشل محادثات لابقاء الالاف كمدربين بسبب رفض العراق منحهم حصانة من المحاكمة أمام القضاء المحلي وهو ما وضعته واشنطن شرطا مسبقا. وقال الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فو راسموسن في بيان ان قرار انهاء مهمة الحلف التي بدأت في 2004 اتخذ في اجتماع لسفراء الحلف في بروكسل. واضاف البيان "لم يتسن الاتفاق على تمديد هذا البرنامج الناجح رغم المفاوضات الشاقة التي أجريت على مدى عدة أسابيع." وقال ان الحلف ما زال ملتزما بالتعاون مع العراق في المستقبل. وقال راسموسن ان مهمة الحلف للمساعدة في تطوير قوة أمن متعددة الاعراق وأكثر قدرة على التحمل دربت أكثر من 5000 الاف من أفراد الجيش وعشرة الاف شرطي بالعراق خلال السنوات السبع الماضية. وقدمت المهمة أيضا دورات تعليمية لنحو 2000 موظف عراقي في دول الحلف وعتادا عسكريا بقيمة 115 مليون يورو فضلا عن منح بقيمة 17.7 مليون يورو لصندوق ائتمان للتدريب والتعليم بهيئات تابعة للحلف. وقال راسموسن ان الحلف سيواصل التعاون مع العراق بموجب اطار التعاون القائم حاليا. واضاف "نحن عازمون على البناء على نجاح وروح مهمتنا التدريبية لتعزيز شراكتنا وعلاقتنا السياسية مع العراق حتى نتمكن معا من مواصلة المساهمة في السلام والاستقرار بالمنطقة." ومن المقرر أن تغادر القوات الامريكية العراق بنهاية العام مع انتهاء أجل اتفاقية أمنية ثنائية بعد نحو تسع سنوات من الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة للبلاد. وكان مسؤولون أمريكيون طلبوا بقاء نحو 3000 جندي أمريكي بالعراق لكن الحكومة العراقية لم تكن تملك النفوذ السياسي الذي يتيح لها الحصول على موافقة البرلمان على أي اتفاق بشأن الحصانة. ورغم ذلك سيلتحق نحو 200 مدرب أمريكي بمكتب التعاون الامني التابع للسفارة في العراق كما سيساعد 700 مدرب مدني القوات العراقية على التدرب على عتاد عسكري امريكي جديد اشتراه العراق مثل طائرات اف-16 ودبابات ابرامز. وتراجع العنف في العراق بشكل كبير منذ ذروة العنف الطائفي في 2006 و2007 لكن الحكومة الهشة التي تتقاسم السلطة ما زالت تواجه صعوبة في الموازنة بين مصالح الكتل السياسية للشيعة والسنة والاكراد.