محاولة اغتيال الوزير اللبناني الياس المر ومقتل مرافقيه وجرح عدد من المارة، جريمة نكراء جديدة ضمن مسلسل الإرهاب الذي بدأ في لبنان بمحاولة اغتيال الوزير السابق مروان حمادة ثم جرائم اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ثم الزميل سمير قصير ثم جورج حاوي. هذه الأوضاع تشير الى أن الأيدي الملطخة بدماء الجرائم المختلفة ينبغي أن تواجه بوضع لبناني داخلي موحد وحريص على مساعدة نفسه. وللأسف الشديد فإن التأخر في تشكيل الحكومة والشروط الصادرة عن هذه أو تلك من القوى السياسية والتمسك بالمحاصصة الطائفية في توزيع الحقائب المختلفة، تظهر أن لبنان عاجز عن مساعدة نفسه. فلبنان اليوم بحاجة الى أمن واقتصاد واصلاح سياسي، إلا أن مجرى الأمور والتعجيز السياسي الذي يعترض تشكيل الحكومة يشير الى أن الطبقة السياسية في لبنان لم تستدرك شيئاً لا من تاريخ الحرب الأهلية، ولا مما أنجزته انتفاضة 14ر آذار (مارس). فأين البرنامج الاصلاحي المنتظر؟ وهل اتفق على بيان وزاري؟ وهل تبقى الخلافات قائمة رغم الأوضاع الخطيرة في البلاد؟ استهدف المر اليوم وغداً قد يستهدف سواه، فتستمر السلسلة فيما اللبنانيون عاجزون عن توحيد الصف وتغليب مصالح البلد على مصالحهم المختلفة. وأمام رئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة مهمة ضخمة يجب أن يسرع بانجازها ويستخدم صلابته المعروفة للتصدي لمحاولات فرض شخصيات غير مقبولة دولياً. فالطائفة الشيعية لا ينقصها الأبناء الأكفاء من السفير جهاد مرتضى الى باسم السبع وغازي يوسف والزميل جميل مروة. والعقدة ليست في الطوائف، بل في الوفاق الداخلي على برنامج اصلاحي ينقذ البلد، لأن بقاءه على حالته الراهنة سيدفعه الى المزيد من التدهور ويضيع فرصة ذهبية متاحة أمامه لمساعدة نفسه، فتساعده الأسرة الدولية مثلما أعلن الرئيس الفرنسي جاك شيراك. فالرسالة التي وجهها شيراك الى رؤساء دول مجموعة الثماني، كانت موجهة في الطليعة الى الطبقة السياسية اللبنانية، كي تشكل حكومة برجال كفوئين ويحظون بالاحترام على الصعيد الداخلي والخارجي. ولبنان يرفض اليوم أي وصاية خارجية، ومن المهم أن تكون لدى مسؤوليه كفاءات تمكنهم من اقناع الأسرة الدولة بأنهم يستحقون المساعدة. الحذر مطلوب في اختيار الشخصيات، والسرعة مطلوبة أيضاً لوضع برنامج حكومي مقنع، يطلب مساعدة دولية مرتبطة بشرط أن يكون لبنان «ساعد نفسه على اختيار مسؤوليه وعلى انتهاج الشفافية والمصلحة الوطنية أولاً». "الحياه"