تمكن علماء روس من الوصول الى سطح بحيرة عملاقة من الماء العذب ظلت 20 مليون سنة مطمورة تحت كيلومترات من الجليد. وقال باحثون ان ما سيجده العلماء في بحيرة فوستوك في القطب الجنوبي يمكن ان يحدث انقلابا في المعارف العلمية. ويمكن ان تحوي اعماق بحيرة فوستوك حياة من الماضي السحيق أو مفاتيح للبحث عن حياة على الكواكب الأخرى. واعتبر علماء ان الوصول الى البحيرة هو بمثابة "لقاء مع المجهول". ونقلت وكالة اسوشيتد برس عن كبير علماء وكالة الفضاء الأميركية وليد عبد العاطي قوله ان الانجاز "بأبسط معانيه يمكن ان يقلب طريقة تفكيرنا في الحياة". وكان الباحثون يتوقعون هذا الاختراق منذ سنوات. وهم يأملون بأن البحيرة ستتيح القاء نظرة على اشكال مجهرية من الحياة وُجدت قبل العصر الجليدي أو اكتشاف أدلة ثمينة على ظروف القشرة الجليدية لأقمار المشتري وزحل أو تحت قمم المريخ القطبية الجليدية ، وإمكانية بقاء أي شكل من أشكال الحياة في مثل هذه الظروف. وقال رئيس البعثة الروسية من معهد ابحاث القطبين الشمالي والجنوبي فاليري لوكين ان فريقه وصل الى سطح البحيرة يوم الأحد الماضي. وأكد الباحث في المعهد ليف سافاتيوغن الذي شارك في تنظيم البعثة لوكالة اسوشيتد برس انه ليس هناك مكان آخر على الأرض بقي معزولا أكثر من 20 مليون سنة. واضاف سافاتيوغن ان العلماء يأملون بالعثور على بكتيريا ابتدائية يمكن ان توسع معرفة البشر بأصل الحياة ونشأتها. وشدد على ضرورة ان يعرف العلماء ما في البحيرة قبل ارسال رحلات الى اقمار يكسوها الجليد مثل يوروبا قمر المشتري. وكان المشروع أثار مخاوف من تلوث نقاء البحيرة التي يقرب حجمها من حجم بحيرة اونتاريو الكندية بنحو 66 طنا من الزيوت ومضادات التجمد التي استُخدمت في الحفر. وأكد الباحثون الروس ان الحفر لن يلامس سطح البحيرة إلا ملامسة طفيفة وان ارتفاع الضغط سيدفع الماء دفاقا عبر النفق المحفور حيث سيتجمد ليسد الطريق فورا على أي مواد كيمياوية سامة. وسيزيل العلماء العينة المتجمدة لدراستها في كانون الأول/ديسمبر موعد الصيف القطبي القادم. وبحيرة فوستوك البالغة مساحتها نحو 3.8 كلم مربع تحت السطح هي البحيرة الأكبر في شبكة تضم نحو 400 بحيرة مطمورة تحت جبال من الجليد في القطب الجنوبي.