دان مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته العادية 137المنعقدة بمقر الأمانة العامة بالقاهرة، التصعيد الإسرائيلي الخطير على قطاع غزة المحاصر، والذي أدى إلى سقوط 15 شهيدا وعشرات الجرحى. وطالب المجلس في بيان له اليوم السبت، المجتمع الدولي بموقف حاسم لردع إسرائيل عن استمرارها في مجازرها وانتهاكاتها بحق الشعب الفلسطيني والتي تضرب بعرض الحائط جميع المواثيق والأعراف الدولية وتنتهك حقوق الإنسان، والقانون الدولي الإنساني، واتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949. وأكد المجلس مسؤولية إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال بإنهاء حصارها الجائر وغير المشروع عن قطاع غزة وحملها المسؤولية كاملة عن حماية الشعب الأعزل في القطاع . وفي الشأن السوري طالب مجلس الجامعة العربية الحكومة السورية بالوقف الفوري لكافة أعمال العنف والقتل حماية للمدينين السوريين وضماناً لحرية التظاهر السلمي لتحقيق مطالب الشعب السوري للإصلاح والتغيير. وأكد المجلس في بيانه الختامي حول معالجة الأزمة السورية أنه يجب إطلاق سراح كافة الموقفين بهذه الأحداث فوراً وسحب القوات العسكرية والمظاهر المسلحة من المدن والقرى السورية وإعادة هذه القوات إلى ثكاناتها دون تأخير. كما أكد المجلس على مواقفه الثابتة للحفاظ على وحدة سوريا واستقرارها وسلامتها الإقليمية وتجنيبها لأي تدخل عسكري. وذكر أنه بعد استماعه لوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف حول موقف بلاده من الوضع في سوريا تم الاتفاق على عدد من المبادئ كأرضية للتفاهم مع الجانب الروسي حول حل الأزمة السورية أهمها وقف العنف من أي مصدر كان وآلية رقابة محايدة وعدم التدخل الخارجي وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية لجميع السوريين بدون إعاقة والدعم القوي لمهمة كوفي عنان لإطلاق حوار سياسي بين الحكومة وجماعات المعارضة السورية استنادا لما نصت عليه المرجعيات الخاصة بولاية هذه المهمة التي اعتمدت من قبل الأمين العام للأمم المتحدة والجامعة العربية. ودان المجلس في الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان في حق المدنيين السوريين واعتبار مجزرة بابا عمرو المقترفة من الأجهزة الأمنية والعسكرية السورية ضد المدنيين جريمة ترقى إلى الجرائم ضد الإنسانية وتتطلب مساءلة المسؤولين عن ارتكابها وعدم إفلاتهم من العقاب والتحذير من مغبة تكرار مثل هذه الجريمة في مناطق أخرى بسوريا. وطالب المجلس الحكومة السورية السماح بالدخول الفوري لمنظمات الإغاثة العربية والدولية لتمكينها من إدخال المواد الغذائية والدواء والمستلزمات الطبية لإسعاف المواطنين المتضررين وتسهيل وصول هذه المواد إلى مستحقيها في أمان دون أي عوائق ونقل الجرحى والمصابين إلى المستشفيات وذلك تحت إشراف الأممالمتحدة وأجهزتها المختصة. كما أكد مجلس الجامعة على قراراته السابقة بطلب الحكومة السورية السماح لوسائل الإعلام العربية والدولية بالوصول إلى جميع أنحاء سوريا وتمكينهم من التحرك بحرية كاملة للوقوف على حقيقة الأوضاع ورصد ما يجري فيها من أحداث والتأكيد على ضمان أمنهم وسلامتهم وإدانة عمليات الاغتيال والانتهاكات التي يتعرض لها الإعلاميون بسوريا. ورحب الوزاري العربي بمهمة المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا كوفي عنان ونائبه ناصر القدوة لقيادة العملية السياسية نحو إيجاد حل للازمة السورية والانتقال السلمي إلى حياة ديمقراطية في سوريا وذلك وفقا للتفويض الممنوح للمبعوث المشترك بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في 24 فبراير 2012 وقرارات جامعة الدول العربية بتاريخ 2 نوفمبر 2011 و22 يناير 2012 و12 فبراير 2012 ودعوة الحكومة السورية وكافة أطياف المعارضة إلى تعامل الإيجابي مع المبعوث المشترك ببدء حوار وطني جاد يقوم على خطة الحل التي طرحتها الجامعة وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة المذكور آنفا والتأكيد على الالتزام بالتنفيذ الكامل لكافة قرارات مجلس الجامعة خاصة قراريه بتاريخ 22 يناير2012 وبتاريخ 12 فبراير2012 بشأن مطالبة الحكومة السورية الوفاء باستحقاقاتها وفقا للخطة العربية والتجاوب الجدي مع الجهود العربية لإيجاد مخرج سلمي للازمة في سوريا.