بدأت قوات عسكرية روسية صينية اليوم أول مناورات مشتركة بين البلدين شملت قوات برية وبحرية وجوية, فيما أكد القادة العسكريون في البلدين أن هذه المناورات لا تحمل تهديدا لأي بلد. ورأى رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الصينية أن هذه المناورات ستعمل على تعزيز الروابط بين موسكو وبكين كما أنها ستقود إلى نوع من الوحدة العسكرية بين الجيشين أو البلدين في مواجهة أي خطر مشترك.. وتأتي المناورات التي ستستمر ثمانية أيام نتيجة تنامي العلاقات بين الدولتين اللتين شهدتا توترا أثناء الحرب الباردة سرعان ما تراجع بعد انتهائها خصوصا في موقفهما المشترك من الهيمنة الأميركية في الشؤون العالمية. وقال جين كانرونج أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الشعب الصينية إن الهدف الأول هو الولاياتالمتحدة لأن كلا الجانبين يريد أن يحسن موقفه التفاوضي فيما يتعلق بالأمن والسياسة والاقتصاد. فيما اعتبرت وكالة أنباء الصين الجديدة أن المناورات ستساعد أيضا على تعزيز قدرات القوات المسلحة في البلدين على التصدي معا "للإرهاب الدولي والتطرف والانفصالية". ويرى محللون أن المناورات العسكرية هذه تمثل فرصة تجارية لروسيا التي تعتبر أكبر مصدر أسلحة وتكنولوجيا عسكرية للصين لاستعراض ما لديها في ترسانتها العسكرية. وتتجه السفن الحربية الروسية والقاذفات البعيدة المدى إلى شبه جزيرة شاندونغ الصينية في استعراض لأحدث تقنياتها. فيما كشفت تقارير روسية أن الصين طلبت إجراء المناورات بالقرب من تايوان لتبدو وكأنها تحضير لغزو ما. ويشارك في المناورات التي أطلق عليها اسم "مهمة سلام عام 2005" عشرة آلاف جندي من الجيش والبحرية والسلاح الجوي. وستمتد على طول الحدود المشتركة بين البلدين بطول 4300 كيلومتر. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد شهد أمس إطلاقا ناجحا لصاروخ عابر للقارات من طراز "أر إس إم 54" بعد فشل عمليتي إطلاق مشابهتين خلال زيارة بوتين للأسطول العام الماضي. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الصاروخ أُطلق من غواصة في بحر بارنتس بالقرب من النرويج، وأصاب هدفه في المرمى المحدد له على الساحل الروسي على المحيط الهادي. كما أن مناورات اليوم تأتي بعد أيام من بدء 13 دولة بينها الولاياتالمتحدة واليابان تدريبات أمنية واسعة النطاق في بحر جنوب الصين قبالة سواحل سنغافورة وذلك في إطار مبادرة أميركية "لاحتواء التصدير غير المشروع لتكنولوجيا الأسلحة". ويشارك في تلك المناورات التي تعتبر الأولى بمنطقة جنوب شرق آسيا والتي تجرى بموجب مبادرة الانتشار الأمني تحت اسم "تدريب السيف القاطع" 2000 فرد و10 سفن وست طائرات وتستمر خمسة أيام.