قال الكاتب والباحث المتخصص بالإعلام التنموي الاستاذ عماد السقاف رئيس مجلة الاسرة والتنمية إن ارتباط نجاح الاعلام في تحقيق فعالية قصوى في خدمة قضايا التنمية بالمحافظة يكمن بمحورين : أحدهما يتعلق بالأداء الإعلامي والاخر بدور السلطة المحلية. جاء ذلك في ورقة عمل بعنوان " دور الإعلام في التنمية المستدامة بمحافظة تعز " قدمها في مؤتمر التنمية المستدامة المنعقد حاليا في رحاب مؤسسة السعيد وبمشاركة جامعة تعز والصندوق الاجتماعي للتنمية وفيما يخص المحور الاول اشار السقاف ان ذلك يتحقق من خلال اللجوء للتخطيط الإعلامي الهادف إلى تحديد احتياجات المجتمع ، وترتيب أولوياته بشكل علمي ، واختيار الطرق المناسبة لحلها ، وتزويد السلطة المحلية بالمحافظة بالمعلومات والحقائق الدقيقة ، وتحديد الجهات المسؤولة ، وأن يتجاوز الأساليب التقليدية بنقل الخبر لغرض الإثارة ، ولا يظل مرهوناً بالسياسة والحزبية الضيقة . وكذلك التدريب والتأهيل ، واكتساب أدوات وفنون الصحافة الحديثة المتطورة في المجال الإعلامي ، ليتسنى للإعلاميين امتلاك الخبرة والدراية بشؤون التنمية في تعز ، والقدرة على الاستقصاء ، والفهم الدقيق للجمهور وخصائصهم واهتماماتهم ، ومعرفة العوائق والوسائل الكفيلة بتحفيز سلوكهم الاتصالي ، ونشر الرسالة الباحثة عن فضاءات التطوير والنمو ، وتعزيز البُنى الاجتماعية القادرة على الفعل على التنموي . مع إيجاد أشكال وعلاقات تواصلية جديدة مع المؤسسات الثقافية والبحثية والمدنية ، ونقل ما تقوم به من أنشطة ثقافية وبحثية ومجتمعية نوعية إلى الجمهور وفيما يخص المحور الثاني المتمثل بالدور المتوقع من السلطة المحلية قال عماد السقاف يتمثل ذلك الدور في إشراك الصحفيين والإعلاميين في مختلف الأنشطة والفعاليات والاجتماعات التي تقوم بها ، شريطة أن يكون الإعلام طرفاً فاعلاً ( وليس بهدف الحضور والتغطية الخبرية السطحية - كما يحدث حالياً في تعز- ) حتى يستطيع الإسهام بفاعلية بخلق رأي عام من واقع ما يلمسه من الشارع بخصوص القضايا والمشكلات المطروحة ، وينفتح على جميع مكونات السلطة المحلية .. وقال على الإعلام –أيضاً – الابتعاد عن الأحكام المسبقة ، والالتزام بالمصداقية ، وعدم انتظار أي مقابل مادي من قبل السلطة المحلية ، لئلا يؤثر ذلك سلباً على حياديته ومصداقية ما يكتبه ، أو ما ينقله لفعاليات المجتمع . مضيفا مع تشجيع ودعم الوسائل الإعلامية المتخصصة بقضايا التنمية ، سواء المقروءة ، أو المرئية ، أو المسموعة ، وتبني جوائز تحفيزية لأفضل التحقيقات والاستطلاعات والمقالات ، وغيرها من المواد الإعلامية ، التي امتازت بتأدية رسالة نوعية ، أو ساهمت في تقديم الأسباب والحلول الدقيقة لمشكلة معينة .. ويمكن أن تقوم مؤسسة السعيد في تبني هذا الجانب المحفز بالتعاون مع السلطة المحلية بالمحافظة .و عدم التعاطي السلبي من قبل صانعي القرار مع ما يُُطرح من قضايا التنمية ، وإلزام الجهات المسؤولة في المحافظة بمتابعة كل ما ينشر في وسائل الإعلام في ما يتعلق بقضايا الناس وحقوقهم ، والتفاعل معها ، وإيجاد الحلول لها . وتحفيز مراكز البحث والأكاديميين على ضرورة التعاون مع الإعلاميين ، وتزويدهم بالدراسات والبحوث ، لصياغة رسائلها التوعوية ، وإيصالها إلى الفئات المستهدفة . وتطرق السقاف في سياق محاضرته الى العديد من العوامل الهامة للدفع بعجلة التنمية من خلال حل مشكلة المياه في تعز وترسيخ الامن والاستقرار ودعم الصناعة الوطنية