رئيس مجلس النواب يشيد بمستوى الحضور والتفاعل مع مختلف أنشطة وبرامج الدورات الصيفية    القبائل والحكومة والتاريخ في اليمن .. بول دريش جامعة أكسفورد «98»    احتجاجًا على الانهيار المتواصل للخدمات الأساسية .. نساء عدن يُهددن بالتصعيد    بريطانيا وأمريكا تاريخ أسود من الإجرام المُفرِط بحق الأمة والإنسانية ! (53)    ترامب رفع الراية البيضاء    الحرب الهندية - الباكستانية .. إلى أين ؟!!    منظمة "عين" تدين جريمة مقتل طفلة وإصابة شقيقتها برصاص الحوثيين في البيضاء    الحكومة توجه بتزويد محطات كهرباء عدن بالوقود الإسعافي لتخفيف المعاناة    مبعوث ترامب يهاجم حكومة نتنياهو ويتهمها بإطالة أمد الحرب في غزة    أكد أن نصرة المستضعفين من أبناء الأمة شرف وفضل كبير في الدنيا ولآخرة..الرئيس المشاط يتوجه بالشكر والعرفان لجماهير الشعب اليمني لتلبيتهم نداء الواجب ودعوة السيد القائد    بحاح يناقش آلية دمج الطلبة اليمنيين في المدارس المصرية وتحديث اتفاقية التعاون    الدكتوراه للباحث محمد القليصي في الأدب والنقد والبلاغة    حكم قضائي يُلزم الحكومة باسترداد آثار يمنية مهربة في عدة دول    أمريكا.. وَهْمٌ يَتَلَاشَى    مرض الفشل الكلوي (4)    رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الخامس للطب المخبري ل" 26 سبتمبر ": المؤتمر سيكون نافذة للأبتكار    شركة النفط بصنعاء تصدر تنويه للمواطنين بشأن المشتقات النفطية    قطاع غزة.. 100 بين شهيد وجريح خلال 24 ساعة    أقنعة الشرعية... وخنجر الخيانة    المدارس الصيفية ودورها في تعزيز الوعي    اعلان هام لجميع مالكي السيارات ..    ضربة الشمس والإنهاك والفرق بينهما؟    وزير الشباب والرياضة يعزي في وفاة نجم المنتخبات الوطنية السابق عبدالله مكيش    سقطرى    محمد الحوثي يعزّي في وفاة العلامة محمد بن حسن الحوثي    البحرية البريطانية تحذر الاقتراب من موانئ اليمن    اختتام فعاليات أسبوع المرور العربي في المحافظات المحررة    عندما يصبح النور مطلباً للنضال    ملخص مباراة برشلونة ضد ريال مدريد بالدوري الاسباني    البرنامج الوطني لمكافحة التدخين يدشن حملة توعوية في عدن تحت شعار "فضح زيف المغريات"    هدية بمليارات $.. قطر ستهدي ترامب طائرة رئاسية فاخرة    القنصلية اليمنية تصدر تعليمات هامة للطلاب والمسافرين الى الهند    وزير الشباب يلتقي إدارة نادي شباب الأحمدي الرياضي برداع    شركات أمنية رافقت نساء المنظمات والشرعية يوم أمس    بدء الجولة الرابعة من المفاوضات بين طهران وواشنطن في مسقط    زيارة ترامب للمنطقة ومحطتها الاولى الرياض والملفات الشائكة    وفاة شخص وإصابة آخر إثر انقلاب مركبة وسقوطها في عرض البحر بمدينة المكلا    الريال السعودي في الجنوب عمالة وفي اليمن وطنية    دراسة: المصريون القدماء استخدموا "تقنية بركانية" وآلات قديمة عالية التقنية لبناء الأهرامات    انتشار فيديوهات مفبركة بالذكاء الاصطناعي ل"كوكب الشرق"    تسجيل 17,823 إصابة بالملاريا والأمراض الفيروسية في الحديدة منذ بداية 2025    ثورة النسوان.. تظاهرة لم تشهدها عدن منذ رحيل بريطانيا    بايرن ميونخ يتوج بطلاً للدوري الألماني اثر تغلبه على بوروسيا مونشنجلادباخ    الموسم المقبل.. 6 أندية إنجليزية في دوري الأبطال    الملك سلمان يرعى نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين    بايرن ميونيخ يحتفل بلقب الدوري للمرة ال 34 ويودع نجمه المخضرم توماس مولر    رسالة الحرائر إلى رأس الافعى الذي منع توريد وقود الكهرباء    "صوت النساء يعلو".. احتجاج نسوي واسع يطالب بإنهاء التدهور الخدمي والمعيشي في عدن    وثيقة عقوبات قبلية تثير استياء واسع في اوساط المثقفين اليمنيين    الفن بين المرآة والسيف: خطر مشهد السحل في الدراما "طريق إجباري" نموذجًا    - كيف ينظر وزير الشباب والرياضة في صنعاء لمن يعامل الاخرين بسمعه اهله الغير سوية    المقالح يبدي خشيته من استغلال اتفاق مسقط لتعزيز الكيان الانفصالي    العدالة للداخل قبل الخارج..!    الإعلان عن القائمة الأولية لمعسكر المنتخب الوطني الداخلي في المكلا    كفى عبثا كفى إذلالا.. أهذه شراكة أم استعمارٌ مقنّع؟    وزير الأوقاف: تفويج حجاج اليمن سيبدأ الثلاثاء القادم    الأتباع يشبهون بن حبريش بالامام البخاري (توثيق)    وزارة الأوقاف تعلن بدء تسليم المبالغ المستردة للحجاج عن موسم 1445ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



" دور الإعلام في التنمية المستدامة بمحافظة تعز "
نشر في يمن فويس يوم 22 - 12 - 2012


عماد السقاف
رئيس تحرير مجلة الأسرة والتنمية
مدير مكتب يمن تايمز بتعز
كاتب وباحث متخصص بالإعلام التنموي
يشهد الوطن أهم مراحل ومحطات التحولات لصناعة التغيير الذي قادت دفته مدينة تعز بتضحيات أبنائها الحالمين بمستقبل أفضل .
تعز تمتلك اليوم الإنسان المدني ، البيئة المتميزة، والقيادة المخلصة .. هذه المقومات تجعلها قادرة أيضا على قيادة مسيرة البناء والتطوير ، وتقديم المدينة النموذجية – خصوصاً إذا تم استغلال عامل الثقافة التي تتفرد به تعز – للخروج بها من دائرة الصراع النخبوي الإيديولوجي والسياسي ، واستثمار الثقافة ، وتوجيهها لخدمة التنمية المستدامة للمحافظة ، وهي الهدف الجوهري والنبيل الذي ناضل الناس من أجله .
ومما لا شك فيه أن الإعلام هو الأداة الهامة المناط بها القيام بهذا الدور ..وهذا هو موضوع محاضرتي …
مفهوم الإعلام المستدام :
هو الوسيلة الاتصالية الفاعلة التي تلعب دوراً محورياً في حياة الأسرة ، والفرد، والمنظمة ، والمجتمع ، وهو القوة المؤثرة في توجيه المواطن ، وتعميق الصلة الإيجابية بين الإنسان ومحيطه ، وصياغة أشكال من الأفكار والسلوكيات والممارسات التي تنسجم مع خطط التنمية المستدامة عبر تقصٍ دقيق وحقائق واضحة مبنية على المعلومة العلمية
دعم الاستقرار الأمني
مما لا شك فيه أن القاعدة الأساسية لإحداث أي حراك تنموي بنَّاء لا تخلو من بُُنية أمنية مستقرة ، كونها تمثل أرضية خصبة لكافة مجالات التنمية المستدامة الفعلية في أي مجتمع .
ينبغي علينا الإقرار بعدم تمكن تعز ( المدينة والمحافظة ) من استجلاب رؤوس الأموال والاستثمارات التي نعول عليها كثيراً ، وكذا استغلال السياحة ، إلا إذا توافرت قاعدة الاستقرار الأمني ، وتخلصت الحالمة من إشكالية الأبعاد والمظاهر الدخيلة التي تحاول بعض القوى السياسية
الرافضة للتغيير فرضها لمعاقبة أبناء تعز ، الذين وضعوا أولى لبِناَت التغيير وتمردوا على الوضع البائس ، كما تستميت بعض القوى الأخرى التقليدية المتطرفة العودة بتعز إلى زمن القبيلة وإنتاج مظاهر العنف والتسليح بغية وأد المشروع المدني .
وهنا تتمحور المسؤولية الوطنية للإعلام الجاد بتكثيف حملاته الإعلامية ، وتوعية المجتمع التعزي بكافة أشكال وأنواع الاتصال الجماهيرية المقروءة ، والمرئية ، والمسموعة،للتخلي عن السلاح ، ونبذ العنف ، وتعميق روح المواطنة الصالحة ، وسيادة مبدأ النظام والقانون .
يجب أن يساهم الإعلام – في ظل الاحتقان السياسي الذي أفرزته ظروف المرحلة الماضية – في خلق جو من الألفة والتسامح ،إضافة إلى إمكانية إحداث دور بارز في توجيه مسار أبنائها إلى الانشغال بحراك المدنية والتنمية ، وتأكيد أن شرارة ثورتهم كانت من أجل قضايا التنمية وتحقيق مستوى معيشي أفضل في كل جوانب الحياة .
بالإضافة إلى القيام بتعزيز ثقة المواطن برجل الأمن ،وإعادة هيبة الدولة وغيرها ، وكشف الانتهاكات التي يتعرض لها المواطنون من قبل رجال الأمن في الأقسام والنيابات والمؤسسات ومكافحة الفساد داخل منظومة هذه الأجهزة ، ومتابعة قضايا الناس الحقوقية بموضوعية وحيادية ، استناداً إلى المعلومة الدقيقة ، من أجل إحقاق الحق ،لا بهدف الإثارة ، ليتمكن المواطن من الحصول على حقه دون اللجوء للقوة والعنف .
ولا يقتصر دور الإعلام على هذا ، فلا بد من قيامه بدوره في كشف مظاهر استقواء المسؤولين والمشائخ والوجهات الاجتماعية على القانون ، والذين يشكلون بمناصبهم ونفوذهم غطاءً وحماية لكثير من مظاهر العنف والتسلح .. فكيف يمكن أن يُُقدَّم هؤلاء القدوة في احترام النظام والقانون وهم يتجولون بأسلحتهم وأطقمهم العسكرية الخاصة في أنحاء المدينة ؟
تفرض الأمانة القول : إن نجاح الدور الإعلامي في تعزيز حالة الأمن والاستقرار المجتمعي يتطلب إرادة قوية من قيادة السلطة المحلية بالمحافظة ، و التعامل الجاد مع ما ينقله الإعلام دون النظر لأي اعتبارات .
التسويق السياحي وفرص الاستثمار
تحتل السياحة أهمية كبيرة ، كونها أحد أهم روافد الاقتصاد الوطني ، ومصدراً غير قابل للنضوب ، كغيرها من الثروات الأخرى .
وتمتاز تعز دون غيرها من المحافظات اليمنية الأخرى بمقومات سياحية تاريخية وفرص استثمارية فريدة ومتنوعة ، كمناخها المعتدل ، وقلاعها وحصونها ، وجبالها الشاهقة ، ووديانها ومحمياتها ، وسهولها التي تأسر القلوب ، بالإضافة إلى تنوعها البيئي ، واتساع سواحلها ، وشواطئها ، وتنوع جزرها ، ووفرة معالمها وآثارها التي تحكي تفاصيل حضارة شعب عريق .
وكل هذه المقومات السياحية والفرص المتوفرة كفيلة بتحقيق التنمية المستدامة للمحافظة الجميلة ( تعز ) باعتبارها عوامل جذب سياحي واستثماري ستجعل من تعز بحق قبلة للسياحة الخارجية والداخلية .
لكن – وبكل أسف – فهي تفتقر لعامل الترويج الإعلامي ، إذ لا يوجد أدنى اهتمام من قبل وسائل الإعلام بهذا الجانب التنموي.. وقد كشف الباحث في المجال السياحي الدكتور/ خالد صالح المليكي في دراسة منشورة بصحيفة الجمهورية في 16يونيو 2011 م اتسام الإعلام السياحي المطبوع بالضعف الشكلي والموضوعي ،وغياب التخصص العلمي والمهني ، منوهاً بإسهامات
تستحق الاهتمام لصحف مستقلة في الإعلام السياحي كمجلة الأسرة والتنمية ، وصحيفة يمن تايمز ، وكذا مجلة أبواب التي توقفت عن الصدور .
وبعد قيام السلطة المحلية بالدور المطلوب المتمثل في تهيئة الأجواء الأمنية ، و البُُنية التحتية للسياحة ، وتطوير الخدمات المصاحبة ، يبقى الدور الأهم والأبرز مناطاً بالإعلام ، باستخدام المهارات والفنون الإعلامية للترويج والتسويق للمنتج السياحي وما تزخر به المحافظة من مقومات ، و التركيز على كافة عوامل الجذب السياحي للمحافظة عن طريق :
– إقامة المهرجانات السياحية الداخلية والخارجية ، والترويج عبر المواقع الإلكترونية والفضائيات .
– تبني برامج سياحية مرئية عن المحافظة تبثها الفضائيات بأسلوب مهني ترويجي مشوق.
– تخصيص صفحات سياحية ثابتة باللغة الإنجليزية للترويج عن الأماكن السياحية والتاريخية للمحافظة عبر الصحف الناطقة باللغة الإنجليزية تستهدف بها السائح الأجنبي ،ومثلها باللغة العربية في الصحف والمجلات التي تنتشر في الوطن العربي وتستهدف السائح العربي .
وقد خضت شخصياً منذ العام 1998 م تجربة ناجحة في مدى فاعلية و تأثير الإعلام في الجذب السياحي ، كنا نلمس من السياح تفاعلاً منقطع النظير مع الاستطلاعات السياحية والتاريخية التي ننشرها في صحيفة يمن تايمز عن تعز ، وكنا نلتقى عدداً من الاتصالات ، ونستقبل العشرات من الوافدين حتى بعد البدء بعمليات اختطاف الأجانب . كان السياح يشعرون بالاطمئنان للسياحة في تعز ، ولا أبالغ بالقول أن كثيراً من السياح ممن يزورون تعز مغرمون بها ، ويكررون زياراتهم لها مرات عدة ، بل ويقومون بدور ترويجي لدى أصدقائهم للتعريف بتعز ، والحث على زيارتها .
وعلاوة على ذلك لا بد من ممارسة جانب التوعية الاجتماعية ، لتشكيل ثقافة سلوكية جمعية ناضجة ، قائمة على تقويم الممارسات اليومية الفردية ، ونظافة الشارع والبيئة المحيطة ، وتفعيل الرقابة على المطاعم والفنادق ، لتحسين خدماتها ، وإيجاد ثقافة لاحترام قواعد السير ، لأن كل هذه المعطيات تسهم في إكمال منظومة العمل السياحي الناجح ، ليصبح بعدها صناعة تنموية دائمة .
الصحة وكثافة السكان
تشكل محافظة تعز أكبر تكتل سكاني ، كما أنها الأعلى نسبة في ارتفاع معدل الفقر ، وبحسب الدراسات فإن التعداد السكاني للمحافظة سيتضاعف خلال السنوات العشر القادمة ، ما قد يؤدي إلى تردي الأوضاع الصحية والاقتصادية والتعليمية والاجتماعية فيها..
هنا تبرز أهمية الرسالة الإعلامية في التثقيف والتوعية بتنظيم الأسرة ، والتركيز على أهمية المباعدة بين المواليد ، وحماية الطفل والأم والأسرة ، وتحقيق الاستقرار النفسي والاجتماعي والتماسك الأسري ، واستهداف الريف والحضر عبر كافة الوسائل ، مع حث الخطباء والمعلمين على أداء واجبهم التوعوي ، حتى يتم التمكن من تحسين نوعية الخدمات الحياتية لهم بكافة المجالات .
وخلال التحقيقات التي قمنا بها خلال عملنا الصحفي في مجلة " الأسرة والتنمية " وجدنا أن عدداً من مواطني تعز الذين يعولون أسراً كبيرة لم يتمكنوا من مواجهة أعباء الفقر ، وسداد الإيجار ،واضطروا للسكن في دكاكين تفتقر لأبسط مقومات الحياة ، يتشارك أفراد أسرهم فيها مساحة ضيقة . أو بدروماً من غرفة واحدة دون خصوصية ، مما يؤثر سلباً على حياتهم مستقبلاً ، ويحرم فتياتهم من الخصوصية والتعليم ، وقد يتسبب في حدوث انحرافات سلوكية لدى المراهقين جراء النوم متلاصقين دون خصوصية تراعي المرحلة الشائكة التي تتميز بها سنوات المراهقة للأبناء ذكوراً وإناثاً على السواء .. وهذا ينتج لنا جيلاً مشوهاً يؤثر سلباً في التعاطي مع قضايا التنمية .
مشكلة المياه
تعد هذه المشكلة الهاجس الأهم للمحافظة طيلة العقود الماضية ،و هي أعقد المشاكل التي تعاني منها تعز ، والتي ألقت بظلالها على كثير من جوانب الحياة اليومية للمواطن ، وامتدت تبعاتها على جوانب أخرى ، منها الجانب الصناعي . وبلا شك فالجهود التي يبذلها محافظ تعز في إنجاز مشروع التحلية تذهب في اتجاه حل المشكلة ، غير أن مسؤولية الإعلام الحيوية تظل قائمة على نحو مهم ، خصوصاً في ظل غياب الوعي لدى المواطن في الحفاظ على المياه ، من خلال :
1 – عمليات توعية منظمة لترشيد الاستهلاك في المنازل ، والمساجد ، والمستشفيات ، والمرافق العامة .
2 – التوعية بمخاطر الاستنزاف الجائر للموارد المائية عن طريق الحفر العشوائي للآبار الخاصة .
3 – توعية المزارعين بالآثار الكارثية المترتبة عن إهدار كميات كبيرة من المياه في زراعة القات ، ومدى تأثيره على مياه الشرب ، وتعريفهم باستخدام أنظمة الري الحديثة ، للتقليل من استنزاف المياه ، وحثهم على زراعة المنتجات التي تشكل رافداً للتنمية الزراعية في المحافظة .
مساندة تمكين المرأة
لقد قطعت المرأة التعزية شوطاً لا بأس به في المشاركة الاجتماعية والسياسية والثقافية ، وتقلدت مناصباً قيادية عالية ، كوزيرة ، ورئيسة منظمات عالمية ، لكن هذا الحضور لا يمكن قياس الواقع الحقيقي للمرأة في تعز عليه ، فلا تزال مكبلة بقيود متنوعة تمنع مشاركتها الفاعلة في المجتمع على كل المستويات ، وتكرس النظرة التقليدية لها لا كشريك منتج ، بل كرهينة موروثات وعادات وتقاليد حرمتها من حقها ،في التعليم ، والصحة ، والميراث ، والعمل وأبقتها تصارع إشكاليات الفقر والأمية ، والعنف الجسدي والنفسي ، وبكل أسف مساهمة الإعلام في تمكين المرأة سطحية لا تتجاوز نشر تغطية أخبار أنشطتها الموسمية ، والتعامل معها كأنثى ، أو فتاة ، متغافلة عن حقوقها والدور الكبير الذي يمكن أن تشارك به بفعالية في الحياة العامة. وبما أن المرأة نواة الأسرة ونصف المجتمع ، فلا يمكن أن تتحقق التنمية المستدامة إلا بدور إعلامي بارز يقوم بالتوعية بحقوق المرأة ، وتعزيز دورها في مختلف جوانب الحياة ، وتغيير النظرة السلبية لتمكينها من حقوقها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية.
المشاركة في التوعية بالجوانب السلبية لمشكلة الأمية التي تعيشها نسبة كبيرة من النساء في الريف ، خصوصاً في المناطق الغربية الساحلية من ريف المحافظة ( المخاء- الوازعية – موزع – ذوباب ) على سبيل المثال .
وهنا تقع على وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة ، وغيرها من وسائل الاتصال مسؤولية هامة تتمثل ب :
نشر التوعية المجتمعية ، في عاصمة المحافظة ، والمدن الثانوية ، والأرياف ، بالآثار السلبية للعادات والتقاليد التي تسلب المرأة حقوقها .
إبراز الدور الإيجابي للمرأة في التنمية .
مناهضة الزواج المبكر ، والعنف الأسري الموجه ضدها .
كما ينبغي للإعلام لعب دور مهم في تبنَّي مفاهيم جديدة ، ترسخ قيماً إيجابية تتفهم وتؤيد حق المرأة بالمشاركة في صنع القرار .
تعاطي القات العائق الأكبر
يعد تعاطي القات من العقبات الرئيسية للأسرة التعزية التي تعيقها عن إحداث التنمية.. وما زاد من فداحة الظاهرة أنها أصبحت تتوغل لدى كافة أعضاء الأسرة . ولم يقتصر تعاطي القات على وقتي العصر والمساء ( المقيل والسمرة ) ، بل طرأت على المجتمع التعزي عادة جديدة اسمها الفذّاحة في الصباح ، وأخذ في التوسع إلى المرأة والطفل .
ومثلما يلتهم القات جزءاً من ميزانية الأسرة ، فإنه اقتطع نسبة كبيرة من الأرض الزراعية والمياه ، وساهم بشكل مؤثر في انخفاض مردود الثروة الحيوانية نتيجة تحوُُّل المراعي إلى أراضٍ منتجة للقات .
ويعد القات سبباً مباشراً في عديد من المشاكل التي تتعرض لها الأسرة ، كحرمانها من القوت الضروري ، وإهدار جزء كبير من أوقات العمل ، إضافة إلى الأثر السيئ في المستويين الصحي ، والتعليمي لأفراد الأسرة ، بسبب استنزاف نسبة كبيرة من مخصصات الأسرة لهما . كما يعد القات سبباً في انتشار الجريمة ، وخصوصاً جريمة السرقة عند تحوُُّل تعاطيه إلى إدمان لدى كثير من الشباب الفقير والعاطل عن العمل .. ناهيك عن الأضرار الصحية الأخرى المرتبطة بتناوله جراء المبيدات الخطرة المهربة غير معروفة المنشأ ، ولا الكم الهائل من الضرر المرتبط بها .
حجم الضرر البالغ لاستزراع القات وتعاطيه بين أبناء تعز يوجب على الإعلام في تعز ( صحافة ، وإذاعة ، ومواقع تواصل اجتماعي ) القيام بواجب توعوي محوري في مواجهة هذه الكارثة الاجتماعية ، والاقتصادية ، والصحية ، والتعليمية ، الناجمة عن تعاطي القات ، بالإضافة إلى التوعية بحماية الأطفال والنساء من تعاطيه .. وكذلك تركيز حملات إعلامية متنوعة تستهدف المزارعين للقات بهدف التخلص منه ، واستبدال شجرته بمحاصيل زراعية منتجة بإمكانها رفد عجلة التنمية بالمحافظة بمزيد من الفرص المعززة لإنجاح التنمية المستدامة في شتى الجوانب .
دعم الصناعة الوطنية
يتحمل الإعلام مسؤولية وطنية جسيمة تجاه دعم الصناعات الوطنية والمشاريع الصغيرة ، وإنجاح مقومات التنمية المستدامة بالمحافظة ، وتعزيز الثقة بالمنتج المحلي ، ومحاربة البضائع المهربة ، بتفعيل الدور الإعلامي ، والتوعية من مخاطر التهريب الاقتصادية للوطن ، وأضرارها على صحة الإنسان ، كونها أهم مقومات التنمية المستدامة بالمحافظة .
التعليم
لا شك أن إحدى الوظائف الرئيسية التي يجب أن يضطلع بها الإعلام التنموي تتعلق بالنهوض بالعملية التعليمية ، وتعميم التعليم الأساسي, وتحسين جودة التعليم النوعي ، باعتبار التعليم من أهم مقومات التنمية المستدامة لأي مجتمع ، ويأتي ذلك من خلال خلق علاقة اتصال دائمة مع مؤسسات التعليم بالمحافظة ، وتقديم مواهب الطلاب وإبداعاتهم ، وتشجيع المتفوقين منهم ، عن طريق إقامة الورش والندوات والمسارح ، وتنشئتهم على احترام الأسس والقوانين ، والحفاظ على البيئة ، وممارسة السلوك الحضاري الأمثل ، ومكافحة تسرب الأطفال من مدارسهم ، وتوعية الأسر من نتائج ذلك مستقبلاً ، وتشجيع المدارس المثالية ، مع دعم هذا الدور بالنزول الميداني إلى الأرياف والمدن الثانوية من خلال الحملات أو الفلاشات الإعلامية ، بالإضافة إلى تشجيع الطلاب على الالتحاق بالكليات والمعاهد الفنية والمهنية المرتبطة باحتياجات سوق العمل ، حتى يتمكنوا من اجتياز عقبة البطالة التي تعاني منها المحافظة ، وتسير عربة التنمية فيها إلى الأمام .
عوامل نجاح الإعلام في خدمة التنمية المستدامة بتعز
حتى لا نُُحمِّل الإعلام فوق طاقته ، فإن ارتباط نجاحه في تحقيق فعالية قصوى في خدمة قضايا التنمية بالمحافظة يكمن بمحورين : أحدهما يتعلق بالأداء الإعلامي ، والآخر بالدور المتوقع من السلطة المحلية .
أولا: العوامل المتعلقة بأداء الإعلام :
1 – اللجوء للتخطيط الإعلامي الهادف إلى تحديد احتياجات المجتمع ، وترتيب أولوياته بشكل علمي ، واختيار الطرق المناسبة لحلها ، وتزويد السلطة المحلية بالمحافظة بالمعلومات والحقائق الدقيقة ، وتحديد الجهات المسؤولة ، وأن يتجاوز الأساليب التقليدية بنقل الخبر لغرض الإثارة ، ولا يظل مرهوناً بالسياسة والحزبية الضيقة .
2 – التدريب والتأهيل ، واكتساب أدوات وفنون الصحافة الحديثة المتطورة في المجال الإعلامي ، ليتسنى للإعلاميين امتلاك الخبرة والدراية بشؤون التنمية في تعز ، والقدرة على الاستقصاء ، والفهم الدقيق للجمهور وخصائصهم واهتماماتهم ، ومعرفة العوائق والوسائل الكفيلة بتحفيز سلوكهم الاتصالي ، ونشر الرسالة الباحثة عن فضاءات التطوير والنمو ، وتعزيز البُُنى الاجتماعية القادرة على الفعل على التنموي .
3 – إيجاد أشكال وعلاقات تواصلية جديدة مع المؤسسات الثقافية والبحثية والمدنية ، ونقل ما تقوم به من أنشطة ثقافية وبحثية ومجتمعية نوعية إلى الجمهور . وتتواجد في تعز أمثلة عديدة لتلك المؤسسات كمؤسسة السعيد التي تعد إحدى أهم منابر التنوير بالمحافظة ، و تتميز باستمرارية طرح قضايا التنمية بأسلوب علمي ، وتواجدنا اليوم في هذا المؤتمر الهام يؤكد حقيقة الأداء التنويري الهادف لهذه المؤسسة الرائدة ،وهناك – كذلك – جامعة تعز وغيرها من منظمات المجتمع المدني .
ثانيا :دور السلطة المحلية تجاه الإعلام :
1 – يتمثل الدور الأكبر للسلطة المحلية في إشراك الصحفيين والإعلاميين في مختلف الأنشطة والفعاليات والاجتماعات التي تقوم بها ، شريطة أن يكون الإعلام طرفاً فاعلاً ( وليس بهدف الحضور والتغطية الخبرية السطحية – كما يحدث حالياً في تعز- ) حتى يستطيع الإسهام بفاعلية بخلق رأي عام من واقع ما يلمسه من الشارع بخصوص القضايا والمشكلات المطروحة ، وينفتح على جميع مكونات السلطة المحلية .. وعلى الإعلام –أيضاً – الابتعاد عن الأحكام المسبقة ، والالتزام بالمصداقية ، وعدم انتظار أي مقابل مادي من قبل السلطة المحلية ، لئلا يؤثر ذلك سلباً على حياديته ومصداقية ما يكتبه ، أو ما ينقله لفعاليات المجتمع .
2 – تشجيع ودعم الوسائل الإعلامية المتخصصة بقضايا التنمية ، سواء المقروءة ، أو المرئية ، أو المسموعة ، وتبني جوائز تحفيزية لأفضل التحقيقات والاستطلاعات والمقالات ، وغيرها من المواد الإعلامية ، التي امتازت بتأدية رسالة نوعية ، أو ساهمت في تقديم الأسباب والحلول الدقيقة لمشكلة معينة .. ويمكن أن تقوم مؤسسة السعيد في تبني هذا الجانب المحفز بالتعاون مع السلطة المحلية بالمحافظة .
3 – عدم التعاطي السلبي من قبل صانعي القرار مع ما يُُطرح من قضايا التنمية ، وإلزام الجهات المسؤولة في المحافظة بمتابعة كل ما ينشر في وسائل الإعلام في ما يتعلق بقضايا الناس وحقوقهم ، والتفاعل معها ، وإيجاد الحلول لها .
4 – تحفيز مراكز البحث والأكاديميين على ضرورة التعاون مع الإعلاميين ، وتزويدهم بالدراسات والبحوث ، لصياغة رسائلها التوعوية ، وإيصالها إلى الفئات المستهدفة .
قدمت في مؤتمر التنمية المستدامة لمحافظة تعز


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.