وقفات احتجاجية في مارب وتعز وحضرموت تندد باستمرار العدوان الصهيوني على غزة    حكومة تتسول الديزل... والبلد حبلى بالثروات!    البيع الآجل في بقالات عدن بالريال السعودي    احتراق باص نقل جماعي بين حضرموت ومارب    إقالة رشاد العليمي وبن مبارك مطلب شعبي جنوبي    إستشهاد جندي جنوبي برصاص قناص إرهابي بأبين    عنجهية العليمي آن لها ان توقف    مدرسة بن سميط بشبام تستقبل دفعات 84 و85 لثانوية سيئون (صور)    الإصلاحيين أستغلوه: بائع الأسكريم آذى سكان قرية اللصب وتم منعه ولم يمتثل (خريطة)    من يصلح فساد الملح!    تربوي: بعد ثلاثة عقود من العمل أبلغوني بتصفير راتبي ان لم استكمل النقص في ملفي الوظيفي    البرلماني بشر: تسييس التعليم سبب في تدني مستواه والوزارة لا تملك الحق في وقف تعليم الانجليزية    السياغي: ابني معتقل في قسم شرطة مذبح منذ 10 أيام بدون مسوغ قانوني    شركة النفط بصنعاء توضح بشأن نفاذ مخزون الوقود    السامعي يهني عمال اليمن بعيدهم السنوي ويشيد بثابتهم وتقديمهم نموذج فريد في التحدي    نجاة قيادي في المقاومة الوطنية من محاولة اغتيال بتعز    التكتل الوطني يدعو المجتمع الدولي إلى موقف أكثر حزماً تجاه أعمال الإرهاب والقرصنة الحوثية    مليشيا الحوثي الإرهابية تمنع سفن وقود مرخصة من مغادرة ميناء رأس عيسى بالحديدة    جمعية التاريخ والتراث بكلية التربية تقيم رحلة علمية إلى مدينة شبام التاريخية    النصر يودع آسيا عبر بوابة كاواساكي الياباني    اختتام البطولة النسائية المفتوحة للآيكيدو بالسعودية    "الحوثي يغتال الطفولة"..حملة الكترونية تفضح مراكز الموت وتدعو الآباء للحفاظ على أبنائهم    شاهد.. ردة فعل كريستيانو رونالدو عقب فشل النصر في التأهل لنهائي دوري أبطال آسيا    نتائج المقاتلين العرب في بطولة "ون" في شهر نيسان/أبريل    وفاة امرأة وجنينها بسبب انقطاع الكهرباء في عدن    13 دولة تنضم إلى روسيا والصين في مشروع بناء المحطة العلمية القمرية الدولية    هل سيقدم ابناء تهامة كباش فداء..؟    هزة ارضية تضرب ريمة واخرى في خليج عدن    الهند تقرر إغلاق مجالها الجوي أمام باكستان    سوريا ترد على ثمانية مطالب أميركية في رسالة أبريل    مباحثات سعودية روسية بشان اليمن والسفارة تعلن اصابة بحارة روس بغارة امريكية وتكشف وضعهم الصحي    صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    غريم الشعب اليمني    جازم العريقي .. قدوة ومثال    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فتيات التعليم السياحي..الرهان يبدأ من هنا
نشر في الجمهورية يوم 25 - 04 - 2010

من عيون الفتاة التي تجسد في أحداث فيلم (الرهان الخاسر) دور البطولة لفتاة يمنية تعمل في مهنة إرشاد الأفواج السياحية الوافدة إلى هذه البلاد المفروشة بروعة الطبيعة الساحرة والمجمشة بشتى ألوان التاريخ المدهش قادتني أمواج التساؤلات السياحية عن ماهو واقع فتاة التعليم السياحي في اليمن أو بالأصح انخراط الفتاة اليمنية للعمل بمعترك الحقل السياحي في بيئة سياحية يعتبر بعض أفرادها عملية تحديد السن القانونية لزواج الفتاة كواحدة من دلالات اقتراب موعد الساعة.
«اقتراب موعد القيامة» ومن قبله اعتبار أي تفكير للفتاة بغير وظيفة المطابخ بمثابة إعلان التمرد على كل القيم المتوارثة والتجاوز لكل الأعراف السائدة ومن قبل هذا وذاك اعتبار النشاط السياحي في بعض الأحيان كسبب محتمل لتأخر نزول الأمطار دون أدنى محاولة من أصحاب تلك النظرات الجزافية والمتطفلة للخوض في تفاصيل ايجابيات وفوائد حقيقة صناعة السياحة التي انتشلت بمردوداتها الاقتصادية الوافرة أكثر من بلد سياحي في هذا العالم من زاوية الفقر المدقع إلى منصة التقدم والرخاء والرفاهية السكانية الشاملة.
عقليات جامدة
وبسبب مثل هكذا عقليات جامدة (فقط) عانت الفتاة اليمنية ولازالت تعاني من عدم إمكانية بروز مساهمتها الفعالة في عملية الدفع بعجلات التنمية الاقتصادية لهذا الوطن الغالي صوب المستقبل الآمن الذي يراود الجميع.
وبسبب تلك النظرة الدونية القاصرة التي تعترض كل اتجاه جديد للفتاة اليمنية لاتزال نسبة حضور الفتاة اليمنية في مجال التعليم السياحي والحقل السياحي بشكل عام أقل من وصفها بالخجولة جداً.. ولولا التمسك بروح الاصرار والأمل والثقة بالنفس ومحاولة إثبات الذات ماكانت غدت اليوم شذراء ، منال، أمل، أحلام، وأخريات كثر متخصصات في هذا المجال الاقتصادي الهام والواعد.
كطليعة تحدي من الفتاة اليمنية لبعض العوائق التقليدية التي تقف بغرابتها الساذجة في طريق بعض خياراتها واتجاهاتها وطموحاتها المهنية أو الشخصية المستقبلية.
وهو شعار التحدي الذي يعكس مدى الوعي والإدراك السياحي الذي آلت إليه اليوم الفتاة اليمنية حول أهمية صناعة السياحة إضافة إلى إمكانية مشاركتها بسلاح الكفاءة والجدارة والإبداع في عملية الاكتشاف السياحي الحقيقي لحقيقة السياحة في هذه الأرض الطيبة ذات الموارد السياحية الهائلة.
إلا أن الوقوف على حافة المجهول وتنامي الهواجس في عدم إمكانية الحصول على فرحة عمل سياحية في الغد السياحي إضافة إلى عدم التقرير المجتمعي للدور التنموي الذي بإمكان الفتاة السياحية تقديمه بانخراطها المهني في هذا المجال الاقتصادي النادر جداً كان طاغياً على إجابات الجميع وإن كانت مثل تلك الإجابات السياحية بشكل خافت.
ستتبدد حتماً مثل تلك الهواجس الصغيرة التي تنتاب صانعات الغد السياحي مع أول طلت حقيقية لأمطار التوعية السياحية الشاملة وباستمرارية المزيد من التفاؤل وكسب المزيد من الوقت السياحي أيضاً ستكتشف الفتاة السياحية في اليمن بذاتها أن كل العوائق التي تترصد تفكيرها في بعض الأوقات أو تقف في طريق اتجاهها المهني ليست أكثر من كونها سحابة صيف عابرة وان المستقبل المهني للفتاة السياحية هو المكان المحظوظ بين الجميع.
وحضورها السياحي بمثابة المرآة العاكسة للدور الذي جسدت بطولاته الرائعة المرأة اليمنية ابتداءً ببنت يشجب سبأ ومروراً بالصليحية أروى وحتى اللحظة.
إغفال صناع القرار
والأمل السياحي الذي لابد من حضوره في نهاية هذا المطاف السياحي يبقى بإمكانية عدم اغفال صناع القرار السياحي في بلادنا السياحية للدور المؤثر الذي يمكن ان تلعبه بالكفاءة والجدارة والإبداع الفتاة السياحية لذا يجب ان لا يكون حضورها السياحي بمعزل عن خطط التنمية السياحية المستدامة من أجل ترسيخ نمو وعي الفتاة اليمنية بشكل عام حول أهمية صناعة السياحة وإزالة بقايا بعض الترسبات الذهنية السلبية لدى بعض أفراد المجتمع عن طبيعة عمل الفتاة في المجال السياحي إضافة إلى عملية تعزيز مكانة حضورها ودورها في الأسرة والمجتمع من خلال مشاركتها الفعالة في عملية الدفع بعجلات التنمية السياحية المنشودة.. والواضح جداً هنا ان مثل هذا الأمل السياحي لن يلامس حقيقة النور السياحي قبل حضور الإجابة الجادة عن نسبة تعداد الملفات الخاصة بالفتاة السياحية داخل أدراج مكاتب الخدمة المدنية رغم ان مثل تلك الملفات التي قد تكون نبحث على أحلامها وتطلعاتها السياحية خيوط العنكبوت من التخصصات المهنية النادرة جداً كما ان نسبة تعدادها السياحي القليل جداً لا يحتاج نهائياً إلى محاولة من يعرضها في مزاد سياحي علني كهذا.
خاصة وأن من أبرز أهداف التنمية السياحية في جميع أرجاء هذا العالم القضاء التام على أكوام البطالة المحلية لا زيادة تكديسها.. أتمنى ان لا يكون الشعار السياحي المفضل للجميع بخصوص هذا الجانب السياحي الهام (لانرى لا نسمع لا نتكلم) وذلك كما ؟تمنيت بين ثنايا هذا الاستطلاع السياحي الخاص بواقع حال فتاة التعليم السياحي في اليمن إحدى مخرجات التعليم السياحي في اليمن فإلى هناك.
وأنا في طريقي لإجراء هذا الاستطلاع السياحي الخاص بواقع فتاة التعليم السياحي في اليمن مررت على مبنى كلية التربية.
في قلب القلعة التربوية
وبمجرد ملامسة خطواتي السياحية للقلب الحقيقي لتلك القلعة التربوية الشامخة وجدت عيوني شبه تائهة وسط زحام الآلاف من بنات حواء حتى كادت الوهلة الأولى لولوجي وسط تلك الساحة الممتلئة بالعبايات السوداء تساورني مع بعض الشكوك العابرة من أنني أعيش حقاً مع لحظات حقيقية لتظاهرة طلابية حاشدة خاصة (بنون النسوة) وقفت على إثر تلك الظنون العابرة أتساءل مابيني وبين إلى أين سيذهب ذلك الكم الهائل من الطالبات في المستقبل المنظور.. أليس من الأكيد جداً في هذا الصدد ان مثل ذلك التكدس الضخم للفتاة اليمنية على قطاع مهني محدد كالتربية والتعليم مثلاً.. دون بقية القطاعات المهنية الأخرى سيؤدي بالضرورة المستقبلية إلى تكديس المزيد من أكوام البطالة في صفوف مخرجات التعليم التربوي.. لأحتفظ حينذاك بحقيقة هذه التساؤلات الدالة بجلية واضحة على وجود خلل بدفاتر ذاكرتي الذاتية بغية سرد حقيقتها بين ثنايا هذا الاستطلاع السياحي لأغادر أيضاً على إثر ذلك الاندهاش الجارف صوب معقل السياحة وإدارة الفنادق وقبل وصولي إلى مبتغاي السياحي المنشود كنت اكتشف مع لحظات مروري السريع في دهاليز قسم التسويق ومن قبله بعض أقسام كلية الهندسة ان بعض الأقسام المهنية في بلادنا شبه مهجورة من بنات حواء وكأنها بنظر الزائر إليها مثلي مقاطعة مشفرة بشخصية الرجل دون شقيقته ليبقى المقلق بجدية في هذا الصدد حقيقة ان مثل هذه المجالات الدراسية المهجورة من حضور بنات حواء خير من تستطيع توفير العديد من فرص العمل الحقيقية للفتاة في المستقبل وخير من تتيح لها أيضاً فرص تنافسية أفضل لإمكانية إبراز حضورها بروح الكفاءة والجدارة والإبداع المهني.
والقطاع السياحي إحدى هذه المجالات التي تضمن للفتاة السياحية توفير العديد من فرص العمل الجيدة وبجوانب سياحية مهنية تتناسب وتتلاءم تماماً مع طبيعة وخصوصيات الفتاة اليمنية.
ويبقى من التأكيد هنا على حقيقة وجود بعض العوائق الثقافية والاجتماعية التي تعرقل اتجاه الكثير من الفتيات نحو الحقول السياحية إلا أن الأكيد أكثر منها هنا أيضاً ان جهود التنمية في بلادنا السياحية تتجه وبصورة حثيثة نحو تشجيع الفتاة على التعليم في شتى المجالات المهنية بما فيها المجال السياحي.
وباتخاذ المزيد من السياسات والبرامج التعليمية حول مثل هذه الإشكاليات التعليمية وحضور المزيد من أمطار التوعية السياحية حول ان صناعة السياحة تقف في عالم اليوم كعلم قائم بحد ذاته ومن قبله حضورها في كافة مجالات التنمية العالمية كواحدة من أفضل الصناعات الخدمية في هذا العالم ستصبح بعض العوائق الاجتماعية التي تحيط بطريق الاتجاهات والطموحات السياحية الخاصة بالفتاة اليمنية في خبر كان.
ميول لتخصصات جديدة
ترى المتخصصة السياحية سمية الشامي الحاصلة على شهادة البكالوريوس في السياحة وإدارة الفنادق على برنامج تدريب سياحي متكامل ان أسباب إلتحاقها بالتخصص السياحي يرجع إلى ميولها الدائم صوب التخصصات الدراسية الجديدة إضافة إلى أنها وجدت ان التخصص السياحي يتعلق بجانب ما تتميز به أرض اليمن من منتجات سياحية تاريخية وطبيعية متنوعة وهو مايعتبر بالنسبة لمثلها من الأشياء الثمينة والنادرة التي يجب اكتشافها والتعمق في كافة تفاصيلها السياحية عن كثب داعية في هذا الصدد الجميع لمحاولة اكتشاف ذلك.
وعند سؤالنا لها هل هناك ثمة معوقات قد تعترض عملية حضور الفتاة اليمنية في حقل التعليم السياحي أجابت بنعم ولكن بسبب اقتناعها الدائم ومنذ البداية بأهمية الدور الاقتصادي والثقافي والسياسي الذي تلعبه صناعة السياحة تجاوزت بروح الاصرار والعزيمة والتحدي بعض الظروف الاجتماعية التي تعيق مثل هكذا اتجاهات جديدة للفتاة اليمنية.
مؤكدة انه وبسبب انعدام برامج التوعية السياحية حول أهمية صناعة السياحة بالنسبة للفرد والمجتمع اليمني بشكل عام لا تقتصر المعوقات على طريق الفتاة السياحية فحسب بل تتمدد في مختلف مسالك العملية السياحية وفي طريق جميع العاملين في هذا القطاع الهام والواعد.. ولكن ربما حسب نظرها انه وبحكم بعض التقاليد الثقافية والاجتماعية المتوارثة في طبيعة المجتمع اليمني قد تكون العوائق التي تعترض طريق الفتاة السياحية أكثر حدة من العوائق التي تقف في طريق الآخرين.
ومن المواقف السياحية الطريفة التي صادفت سمية الشامي في هذا الصدد يبقى بذاكرتي عندما سألتها في إحدى المرات إحدى صديقاتها عن ماهو تخصصها الدراسي فعندما اجابتها انه بمجال السياحة وإدارة الفنادق ردت عليها صديقتها بعبارة (وهل أهلك عارفين بذلك.
واقع ركيك
وعن نظرتها الحالية للقطاع السياحي في بلادنا نقول إننا مازلنا بحاجة إلى قطع مسافات ومسافات سياحية حتى نلامس حقيقة صناعة السياحة بشكلها المتعارف عليه عالمياً وانه حسب تفكيرها أيضاً لم ينال القطاع السياحي في بلادنا الاهتمام السياحي الكافي الذي يستحقه وينصفه متهمة في هذا الاتجاه الواقع السياحي الحالي بالركيك والخامل جداً مطالبة في سياق حديثها الجهات السياحية المختصة بضرورة استيعاب الكوادر السياحية المؤهلة والمدربة في حقل العمل السياحي بقولها كنت وزملائي الذين تخرجت برفقتهم شعلة متوهجة من النشاط والحماس والاندفاع صوب عملية المشاركة بكفاءتنا السياحية في عملية التنمية السياحية قبل ان تصطدم بهذا الواقع السياحي الخامد وكأن الشعار السياحي المفضل لدى الجميع تجاهنا (لانرى لا نسمع لا نتكلم) وبالتالي اتجاهنا بكفاءتنا السياحية صوب أعمال غير سياحية نهائياً.
فأختتمت حديثها السياحي بالقول: أحب بلادي (اليمن) بكل ماتعنيه هذه الكلمة من معنى وكم مرة تمنيت رؤيتها في موقع الأفضل سياحياً ليس على مستوى الإقليم العربي فحسب بل على مستوى العالم أجمع لأنها بمميزاتها وجاذبيتها السياحية تستحق ان تكون هناك وأكثر.
من جانبها ترى أحلام حسن العماري الحاصلة هي الأخرى على شهادة البكالوريوس في السياحة وإدارة الفنادق إضافة إلى مشاركتها في برنامج تدريب سياحي متكامل ان الصدفة السياحية وليس غيرها من قادها إلى التخصص بالمجال السياحي بقولها ذهبت إلى الجامعة بقصد التسجيل في تخصص دراسي آخر فتفأجات عند وصولي إلى هناك بوجود قسم خاص بهذا المجال (تقصد المجال السياحي) ولم أتردد على إثر ذلك بالتسجيل في هذا التخصص المهني النادر.. وعن هل يتواجد هناك أي معوقات قد تعترض امكانية اتجاه الفتاة اليمنية في هذا الاتجاه السياحي قالت بالتأكيد هناك بعض المعوقات الاجتماعية التي قد تمنع اتجاه الفتاة اليمنية من الالتحاق في هذا التخصص الخاص بعملية تنمية إحدى مواردنا الاقتصادية الهامة وخاصة تلك النظرة القاصرة التي ينظر بها البعض إلى مثل هكذا اتجاه للفتاة بمثابة إعلان التمرد على بعض العادات والتقاليد المتوارثة والسائدة عن أي عادات وتقاليد يتحدث مثل هؤلاء في هذا الاتجاه المهني الواضح بأهدافه وأغراضة التنموية والخدمية للمجتمع كعين الشمس بصراحة شيء مضحك ومعترف في نفس اللحظة لأن لا شيء يتنافى في حقيقة اتجاهنا المهني مع عاداتنا وتقاليدنا التي تعرفها مع الجميع وشربنا حقيقتها من أحضان أمهاتنا وأبناءنا ومراحلنا الدراسية المختلفة إضافة إلى أن السياحة في حقيقة أمرها مستمدة من تلك العادات والتقاليد التي يتباكى بعض المعتوهين على صيانتها والسياحة كما يعرف الجميع تقف في عالم اليوم كعلم قائم بحد ذاته.. ولكن أعتبر مثل تلك النظرات نظرات سطحية ستتجاوزها الفتاة السياحية بروح الإرادة القوية كما تجاوزت من قبلها أختها الفتاة الإعلامية.
غرس المدارك
وترى العماري انه وقبل ان يذهب تفكيرنا السياحي تجاه محاولة قياس مدى تأثير الدخل السياحي السنوي على ميزان المدفوعات أو محاولة التباهي بالعوائد والأرقام والانجازات السياحية وغيرها الكثير علينا التوجه الجاد نحو امكانية غرس مفاهيم الثقافة السياحية في مدارك وأذهان مجتمعنا المحلي من أجل صناعة المجتمع السياحي المستقبل للآخر حتى وان كان مثل هذا الآخر على اختلاف مع ثقافتنا السائدة.
وكذلك من أجل توفير المناخ السياحي الملائم للاستثمارات السياحية الوافدة وعن كلمتها الأخيرة أجابت بالقول أتمنى أن تولي الجهات السياحية المختصة الكوادر البشرية المتخصصة بالمجال السياحي الاهتمام الكافي لأنه من المؤسف حسب قولها ذهابها وزميلاتها للعمل في مجالات غير تكوينتهم السياحية المهنية.
ولاعتقادها أيضاً ان السياحة ليست مهنة لمن هب ودب فهي بحاجة لعملية صناعتها للعديد من المهارات والقدرات المهنية الخاصة التي قلما تتواجد عند غير الكوادر السياحية المتخصصة.
مختتمة حديثه بالقول: ان السياحة بيئة صناعية أكثر عالمية وأسواقها اليوم أكثر تنافسية.
المساهمة في لفت أنظار العالم
من جهتها ترى فردوس صالح سلمان إحدى المنظمات الجدد إلى قسم السياحة بجامعة تعز إلى ميولها منذ البداية نحو التخصصات الدراسية غير المقلقة التي لا تركز في مضمونها الدراسي على أنماط وجوانب دراسية محددة والتخصص السياحي كما تراه عبارة عن مزيج دراسي متكامل بين الماضي والحاضر والمستقبل ولانها أيضاً تحب التخصصات الدراسية القريبة من اللغة الانجليزية وتحاول أيضاً التعرف على الأشياء القديمة كالتراث والآثار ومشاهدة المناظر الطبيعية التي تتميز بجمالها السياحي اليمني وكذلك قررت الانضمام للحقل السياحي من أجل المساهمة في المستقبل بعملية لفت أنظار العالم صوب المميزات والجواذب السياحية التي تحظى بجمالها السياحي النادر جبال ووديان وسهول وشواطئ بلادها المتنوعة بالجمال الطبيعي سواءً كان اتجاهها نحو ذلك عبر الحضور في شبكة الانترنت من خلال المشاركة في المنتديات والمواقع السياحية أو بواسطة بعض وسائل الترويج الممكنة.
إضافة إلى انها تريد من امكانية حضورها في المستقبل بحقل العمل السياحي التعرف على ثقافات الآخرين وتصحيح بعض المفاهيم المغلوطة التي ترسبت في أذهان هؤلاء الآخرين عن حقيقة وسمات ومبادىء ديننا الاسلامي الحنيف.
تقاليد بالية
وعن هل يوجد ثمة معوقات قد تعترض طريق الفتاة اليمنية المتجهة صوب هذا المجال الدراسي في ظل وجود بعض النظرات التقليدية في المجتمع حول طبيعة عمل المرآة أجابت بالتأكيد على وجود بعض القيود الاجتماعية التي قد تعترض طريق الفتاة اليمنية المتجهة صوب بعض المهن أو التخصصات الدارسية ولا تقتصر مثل هكذا نظرات تقليدية وقيود اجتماعية حسب نظرها على تخصص المرأة في مجال السياحة فحسب بل على الكثير من المجالات المهنية الأخرى.
مع ان مثل تلك التقاليد التي يريد بعض أفراد المجتمع إلزامها على حياة الفتاة هي من صنع البشر أنفسهم.
متمنية في هذا الاتجاه السياحي العمل من أجل توفير المزيد من دورات التوعية والتثقيف السياحي لأفراد المجتمع المحلي حول طبيعة العمل السياحي وكذلك زيادة الاهتمام الرسمي بعملية بنيان هذا القطاع الاقتصادي الهام التي تعتبره بمثابة نبضات القلب القادرة على تغذية بقية شرايين وأجزاء جسم الإنسان لان بحضوره الفعال ستتحرك و ستتطور حسب نظرها بقية الأعمال والقطاعات الأخرى في بلادنا.
ورغم زحمة العوائق التي تعترض حسب رؤيتها طريق قاطرة التنمية السياحية في بلادنا إلا أنها متفائلة جداً بالمستقبل السياحي مختتمة حديثها بالشكر الجزيل للدور الحيوي والفعال الذي يلعبه ملحق اليمن السياحي في سبيل خدمة القضية السياحية سواءً كان ذلك الدور بعملية إبرازه الدائم لمكونات المنتجات السياحية بشقيها التاريخي والبيئي أو من خلال تلمسه الدائم لهموم أبناء الحقل السياحي والمجال السياحي بشكل عام بكل مصداقية وشفافية وهو ماتعتبره بالأسلوب الإعلامي الأفضل لأنه حتماً سيقود حسب كلامها إلى عملية تدارك ومعالجة الأخطاء السياحية وبالتالي ملامسة خطوط النجاح السياحي الشامل.
العدالة في الفرص
ترجع منال محمد حسن الحبيشي الطالبة في المستوى السياحي الرابع أسباب التحاقها بالتخصص السياحي إلى ضرورة «العدل» وعندما استفسرناها عن ماذا تقصد بكلمة العدل قالت:
تحقيق فرص متساوية في التعليم السياحي والفندقي بين نسبة الذكور والإناث متهمة في هذا الصدد بعض العادات والتقاليد المغروسة في أذهان بعض الأسر اليمنية عن طبيعة الاتجاه المهني للفتاة بالوقوف وراء عدم التحاق الكثير من الفتيات تجاه الكثير من المجالات وأحد هذه المجالات المجال السياحي.
مع أن النشاط السياحي حسب قولها عبارة عن مزيج من تلك العادات والتقاليد التي يتميز بها الكثير من الشعوب على غيرها مرجعة أسباب وجود مثل هذا التفكير الخاطئ للمجتمع تجاه النشاط السياحي إلى عدم معرفة المجتمع بأهمية صناعة السياحة في عملية الدفع بمختلف أوجه عجلات التنمية في بلادنا إلى الأمام.
وترى أن اليمن من البلدان السياحية المتميزة جداً لامتلاكها العديد من مقومات الجذب السياحي منها ماهو من صنعه سبحانه وتعالى «كالجواذب الطبيعية» ومنها ماهو من صنع الانسان وتطمح الحبيشي بعد تخرجها هذا العام من قسم السياحة وإدارة الفنادق وحصولها على درجة البكالوريوس في السياحة بالاتجاه صوب اكتساب المزيد من الخبرات السياحية وذلك من خلال طموحها بالعمل في المنشآت السياحية المحلية.. وبعد أن تخوض مثل هذه التجربة السياحية تقول إنها تحلم ببناء مشروع سياحي صغير وذلك كمساهمة سياحية منها في عملية تطوير الحركة السياحية.
حائرة بين تخصصين
أما منال عبدالله الشامي الطالبة أيضاً في المستوى السياحي الرابع فتقول إنها كانت محتارة مع أمر اتجاهها الدراسي مابين كلية الحقوق وقسم السياحة وحتى لايفوت عليها قطار التسجيل الجامعي سجلت اسمها بكلا القسمين.. لتخوض بعد ذلك مع قرار الاختيار النهائي مرحلة صعبة فالالتحاق بكلية الحقوق كان حلمها الدراسي الأول منذ كانت لاتزال طالبة في الثانوية العامة ولكنها شعرت فجأة حينذاك بالارتياح لقسم السياحة.. لتلجأ في نهاية مطاف الحيرة إلى خيار الاستشارة والاستخارة عملاً بقول رسول الله”ماخاب من استشار وماظل من استخار” فكان الاختيار والالتحاق النهائي بمعترك التخصص السياحي على أمل منها في امكانية خدمة دينها ووطنها عند حضورها المستقبلي في ميدان العمل السياحي من خلال إعطاء صورة ايجابية عن حقيقة الدين الاسلامي لدى السياح الأجانب إلى جانب رسم الصورة السياحية الحسنة عن حقيقة اليمن الطبيعية والتاريخية والاجتماعية معتبرة في هذا الصدد أن المجال السياحي من أفضل الطرق والسبل القادرة على تصحيح بعض المفاهيم المغلوطة عن الدين الاسلامي والمسلمين بشكل عام لدى الآخرين والوسيلة المناسبة لامكانية محو بعض المحاولات التي تريد الصاق تهم الارهاب بدين الاسلام والمسلمين مبدية في سياق كلامها تأسفها الكبير من تعرض بعض السياح الوافدين إلى بلادنا السياحية لعمليات ارهابية.
قصور نظر
وعن المعوقات التي تعترض عملية حضور الفتاة اليمنية في هذا المجال التنموي الحيوي والهام تجيب بالتأكيد على وجود بعض النظرات القاصرة تجاه الفتاة الملتحقة بهذا المجال وبالعديد من المجالات الأخرى أيضاً وذلك بسبب التقاليد المتوارثة وبعض النظرات المغلوطة عن حقيقة انخراط الفتاة في معترك المجال السياحي تذهب إلى اتهامها بالانفتاح الزائد الذي لايتناسق مع المرأة المحافظة وأن الأعمال الخاصة بالمجال السياحي لاتتناسب لغير شخصية الرجل وهذا تفكير خاطئ جداً لأن المجال السياحي يوفر الكثير من الأعمال السياحية التي تتناسب وتتلاءم تماماً مع طبيعة وخصوصيات المرأة اليمنية وهو الشيء الذي أتمنى أن يعيه ويستوعبه الجميع وبشكل كافي.
وعن نظرتها للواقع السياحي قالت: من المتعارف عليه سياحياً أن عملية تطور وازدهار العملية السياحية والحركة السياحية الوافدة بشكل خاص تبقى مرهونة بمدى تطور السياحة الداخلية والذي نعرفه مع الجميع أن السياحة الداخلية في بلادنا لاحس ولاخبر سياحي لها على أرض الواقع لذا تتمنى أمل عبدالله من القائمين على أعتاب النشاط السياحي في بلادنا اعطاء السياحة الداخلية الاهتمام الكافي أما طموحاتها المستقبلية في هذا المجال فتبقى في امكانية العمل مستقبلاً في هذا القطاع السياحي اضافة إلى عزمها السياحي تصميم مشروع سياحي صغير خاص بها في السنوات السياحية القادمة.
هواية تخصص
تقول شذراء محمد الأسدي الطالبة في المستوى السياحي الثالث:
إنها التحقت في بداية مشوارها الجامعي بتخصص المحاسبة ولكن بحكم الدوافع التي تقودها دائماً نحو هواية السفر وتطلعها المتجدد لمحاولة اكتشاف مزايا وخبايا الأماكن السياحية بشقيها الأثرية والبيئية اضافة إلى حلها الذي كان يراودها باستمرار بأن تصير يوماً مرشدة سياحية تركت الدراسة في قسم المحاسبة بعد عامين من الانضمام إلى ذلك التخصص الدراسي وعادت لتغير مسارها الأكاديمي من جديد وتلتحق بقسم السياحة.. مطالبة في هذا الاتجاه بتفعيل دور مراكز التوجيه والارشاد الجامعي حتى يستطيع كل طالب جديد على حقل التعليم الجامعي من اختيار التخصص الدراسي الذي يتناسب مع حقيقة رغباته وميولاته واتجاهاته العلمية..
فهم بالمقلوب
وعند سؤالنا لها حول ماإذا كان هناك بعض المعوقات التي قد تعترض عملية حضور الفتاة اليمنية في مجال التخصص السياحي أجابت بنعم، مرجحة أسباب مثل ذلك إلى النظرة المنزوية للمجتمعات الشرقية بشكل عام تجاه العمل المهني للفتاة وفي كافة المجالات الأخرى إلى جوار المجال السياحي، وإن كانت حسب نظرها مثل تلك النظرة القاصرة تجاه بعض توجهات وخيارات الفتاة معممة على المجتمعات الشرقية بشكل شامل إلا أنها تبقى وبحكم بعض العادات والتقاليد المتشددة للمجتمع اليمني أكثر قساوة من وجودها في أي مجتمع آخر.
متمنية في سياق هذا الاتجاه السياحي بضرورة تفعيل مداميك الثقافة السياحية في أوساط السكان المحليين من أجل فهم كافة الهموم حقيقة ماهية صناعة السياحة لأنها حسب مشاهدتها السياحية المستمرة ترى بعض الأشخاص يفهمون النشاط السياحي بالمقلوب، مؤكدة في ذات السياق أيضاً أنه عن الظلم والإجحاف بحق الحقيقة السياحية لهذا الوطن الكبير وجود واستمرارية مثل ذلك الجهل حول أهمية تنمية الموارد السياحية التي تكتنزها اليمن بالنسبة للحياه المعيشية للمجتمع اليمني.
اكتشاف أسرار حضارتنا
بالمقابل تقول أمل محمد محمد سعيد الطالبة في المستوى السياحي الأول:
إنها كانت تفكر منذ مرحلة الثانوية العامة بامكانية التحاقها بقسم التاريخ وذلك بسبب تطلعها الدائم نحو اكتشاف خبايا وأسرار الحضارات القديمة بما فيها الحضارة اليمنية القادمة حسب قولها من أقصى حضور لحياة الانسان.. ولكن وبمجرد اكتشافها عبر احدى صديقاتها أن السياحة عبارة عن مزيج مابين الماضي والحاضر والمستقبل لم تتردد أدنى لحظة بتدوين اسمها ضمن كشوفات اختبار القبول الخاصة بقسم السياحة وادارة الفنادق بجامعة تعز.
مصنفة العوائق التي تحد من انخراط الفتاة اليمنية في حقل التعليم والعمل السياحي بشكل عام بنفس العوائق البارزة التي تحيط وتحبط مسرة القطاع السياحي في بلادنا”غياب برامج التوعية السياحية.
متمنية بحماسها السياحي الصغير المشاركة برفقة زميلاتها طالبات المستوى السياحي الأول في عملية الدفع بعجلات التنمية السياحية إلى الأمام في المستقبل السياحي الذي تنتظر موعد قدومه هي وزميلاتها بتفاؤل سياحي أكثر من جارف لتسألني بتطلعاتها السياحية الصغيرة قبل أن أنتقل بأسئلتي السياحية إلى زميلة لها كانت تلملم معلوماتها السياحية”هل حقاً لايتواجد بعد التخرج من تخصصات السياحة في بلادنا وظائف سياحية.
آمال مطمئنة
وكأنني بنظرها مدير تنمية الموارد البشرية السياحية في اليمن في وزارة السياحة وباعتباري السياحي لم أبخل على تساؤلاتها السياحية الصغيرة ببعض الآمال والطمأنينة عندما قلت لها إن مثل تلك المشكلة السياحية الحقيقية التي سمعتها هي وزميلاتها فتيات الغد السياحي مجرد اشاعة سياحية عابرة وأن المسألة في هذا الجانب السياحي العام لاتعد أكثر من كونها مسألى وقت سياحي فقط لاغير كون خطة تنمية الموارد البشرية المؤهلة والمدربة كركيزة أساسية في عملية التطور والنهوض السياحي المستدام موجودة حيز التنفيذ ضمن خطة التنمية السياحية المستدامة في بلادنا السياحية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.