تشتعل حرب عملات خفية بين أسواق الصادرات الرئيسية وهي أميركا وأوروبا واليابان والصين. وهبط الين 20% خلال 3 أشهر فيما فقد اليورو نحو 10% من قيمته منذ أواخر العام الماضي. وفي الجانب الآخر لا تزال الولاياتالمتحدة تتهم الصين بالسماح لعملتها بالانخفاض لزيادة القدرة التنافسية لصادراتها. وجرى تداول الدولار أمس عند 93 يناً بانخفاض نحو 0.5% عن اليوم السابق وبما يقل كثيراً عن أعلى مستوى في ثلاثة أعوام الذي سجله مطلع الأسبوع عند 94.465 يناً. ونزل اليورو نحو 0.6% إلى 125.02 يناً بعد أن سجل أقل مستوى في الجلسة عند 124.75 يناً. وجددت مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى تعهدها بأن تترك تحديد أسعار الصرف لقوى السوق وحثت على عدم توجيه السياسات النقدية والمالية بقصد خفض العملات. جاء ذلك بعد سلسلة من التصريحات بشأن حرب العملات أثارتها جهود الحكومة اليابانية الجديدة التي تدفع باتجاه تيسير السياسة النقدية بقوة وهو ما دفع الين للانخفاض بشدة. هبوط الين وأثار هبوط الين أمام الدولار بنحو 20% خلال الأشهر الثلاثة الممتدة من نوفمبر الماضي وحتى فبراير الجاري مخاوف كبيرة في أوساط المصدرين الأميركيين وانعكس في الجانب الآخر إيجاباً على شركات التصنيع اليابانية التي تعتمد على الأسواق الخارجية. واستقر الين في التعاملات الآسيوية أمس بعد أن سجل ارتفاعاً كبيراً في حين يقلص المستثمرون مراهنات على انخفاض العملة. وتيرة سريعة وتسارعت وتيرة هبوط الين بعدما مارست الحكومة الجديدة في اليابان ضغوطاً على البنك المركزي من أجل مزيد من التيسير النقدي لمكافحة انكماش الأسعار. وأعطى ذلك المستثمرين حافزاً لبيع الين. وقال بعض المتعاملين إن تصريحات صادرة عن مجموعة السبع لم تغير الاتجاه. وقال توشيوكي سوزوكي الاقتصادي في بنك طوكيو ميتسوبيشي إن من الطبيعي جداً أن تعلق مجموعة السبع على تحرك سريع للعملة مثل هبوط الين في الأشهر القليلة الماضية. وتابع: بصفة عامة ما ذكرته المجموعة لم يغير التفكير الأساسي في سوق طوكيو ولا يتوقع أحد أن ينزل الين للنطاقات السابقة بين 80 و90 دولاراً نتيجة لذلك. العملة الأوروبية وكانت العملة الأوروبية سجلت أعلى مستوى في ثلاثة أعوام منتصف الأسبوع الماضي عند 127.71 يناً. وهبط اليورو مقابل الدولار وسجل 1.3443 دولار ليعود من جديد باتجاه أقل مستوى في أسبوعين الذي سجله الاثنين وبلغ 1.3325 دولار. ورحب مفوض الاتحاد الأوروبي اولي رين بالتزام مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى بترك تحديد أسعار الصرف للأسواق. وأضاف رين أنه يتفق مع بيان أصدرته مجموعة القوى الصناعية السبع الكبرى في وقت سابق أعادت فيه التأكيد على التزامها بأن تحدد السوق أسعار الصرف، وقال إن السياسات المالية والنقدية يجب ألا توجه لخفض قيمة عملات. وقال رين: نرحب ببيان مجموعة السبع لأن تقلب أسعار الصرف والتحركات غير المنتظمة في أسعار الصرف يمكن أن تكون لها آثار سلبية على الاستقرار الاقتصادي والمالي وهذا هو السبب في أننا ينبغي أن نعّول على تنسيق سياسي دولي نشط لنمنع موجة من الخفض التنافسي لقيمة العملات. وكانت فرنسا دعت إلى وضع هدف للأجل المتوسط لسعر صرف اليورو، وقالت إن سعر العملة الموحدة مرتفع للغاية. وقال وزير المالية الألماني فولفجانج شيوبله إن مشكلات العملة تكمن خارج أوروبا. وأضاف شيوبله: لا توجد مشكلة للصرف الأجنبي في أوروبا. لم يقل أحد ذلك. هناك مخاوف من حدوث شيء مثل هذا في أجزاء أخرى من العالم. وبالتالي اتفقنا بسرعة عندما قلت إن أفضل مكان للتصدي للقضية هو اجتماع مجموعة العشرين في موسكو. وقفز اليورو منذ أواخر العام الماضي 10% أي أكثر من عشرة سنتات من مستوى دون 1.27 دولار. وتراجع في الأيام الماضية بعدما قال رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراجي إنه سيراقب أثر قوة العملة. بيان السبع وقال بيان مجموعة السبع إن أعضاء المجموعة وهم الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا واليابان وكندا وإيطاليا اتفقت على التشاور بشأن أسعار الصرف التي قد تضر الاستقرار الاقتصادي والمالي إذا سمح لها بالتحرك بطريقة غير منظمة. وقال البيان الذي أصدرته بريطانيا التي تترأس مجموعة الثماني (مجموعة السبع بالإضافة إلى روسيا) هذا العام: نجدد التأكيد أن سياساتنا المالية والنقدية كانت وستظل موجهة نحو تلبية الأهداف الداخلية لكل دولة باستخدام أدوات داخلية وأننا لن نستهدف أسعار الصرف. ورحب وزير المالية الياباني تارو اسو بالبيان قائلاً إنه يقر بأن جهود طوكيو لا ترمي للتأثير على أسواق الصرف الأجنبي.