قتل 50 شخصا على الأقل وجرح أكثر من 150 آخرون في موجة تفجيرات شهدتها العاصمة بغداد والمدن المجاورة لها، واستهدفت بشكل أساسي المناطق الشيعية، بينما أجلت الحكومة العراقية انتخابات مجالس المحافظات في الأنبار ونينوى بسبب الوضع الأمني. ولم تعلن أي مجموعة بعد عن مسؤوليتها عن هذه التفجيرات التي تأتي متزامنة مع الذكرى العاشرة لغزو العراق بقيادة الولاياتالمتحدة. لكن المراسلين يقولون إن تنظيم دولة العراق المرتبط بتنظيم القاعدة صعد أخيرا الهجمات الطائفية في محاولة منه لزعزعة استقرار الحكومة العراقية التي يقودها نوري المالكي. واستهدفت الهجمات التي يشنها المتمردون منذ بداية السنة الجارية إذكاء التوترات الطائفية، إضافة إلى اغتيال سياسيين. وانخفض مستوى العنف في العراق بشكل كبير مقارنة بالذروة التي بلغها خلال احتدام الحرب الطائفية ما بين 2006-2007 لكن التمرد السني استمر ولو على نطاق محدود بحيث إن معدل قتلى أعمال العنف شهريا تجاوز 300 شخص تقريبا. وذكرت تقارير أن 15 سيارة مفخخة على الأقل استخدمت في الهجمات، إضافة إلى تفجير عدة قنابل زرعت على قارعة الطريق تلاها إطلاق نار. جاءت هذه التفجيرات متزامنة مع الذكرى العاشرة لغزو العراق. وحدثت الهجمات الأولى خلال وقت الذروة من الصباح بحيث وضعت قنابل بالقرب من المناطق المكتظة بما في ذلك سوق ومطاعم ومواقف حافلات. وسمع مراسلو بي بي سي في بغداد لاحقا انفجارا آخر وشاهدوا أعمدة الدخان الأسود تتعالى في سماء العاصمة. وذكرت الشرطة أن انفجارات أخرى حدثت في بغداد. وقال مسؤولون إن سيارات مفخخة انفجرت في مناطق مختلفة من بغداد كما انفجرت عبوة لاصقة كانت مثبتة في إحدى السيارات في مدينة جنوبي بغداد، إضافة إلى تفجير انتحاري نفسه وانفجار سيارات مخففة أخرى في هذه المدينة. وفي سياق آخر، قالت الشرطة إن ثلاث قنابل كانت مزروعة على قارعة الطريق انفجرت في مدينة كركوك شمالي العراق أعقبها إطلاق النار من أسلحة نارية. وتقول وكالة فرانس برس إن هذ الهجمات تأتي في ظل تشديد الإجراءات الأمنية في بغداد بما في ذلك إقامة نقاط تفتيش جديدة. وفي مؤشر على قلق الحكومة العراقية من الوضع الأمني، أُجِّلت انتخابات مجالس المحافظات التي كانت مقررة يوم 20 أبريل/نيسان في محافظتي الأنبار ونينوى اللذين تقطنهما أغلبية سنية لمدة ستة أشهر كحد أقصى. وقال ناطق باسم مكتب رئيس الوزراء إن الحكومة العراقية أجلت الانتخابات بسبب التهديدات التي تلقاها موظفو المفوضية العليا المستقلة للانتخابات. - (BBC):