أظهرت نتائج رسمية شبه نهائية للانتخابات البرلمانية الألمانية التي جرت أمس تقدم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المحافظ بزعامة أنجيلا ميركل على الحزب الديمقراطي الاشتراكي بزعامة المستشار المنتهية ولايته غيرهارد شرودر. ووفقا لنتائج أعلنتها لجنة الانتخابات الألمانية فإن الحزب المسيحي حصل على 35.2% من الأصوات مقابل حصول الحزب الاشتراكي على 34.3% الأمر الذي لن يمكن أيا من الحزبين الكبيرين من تشكيل حكومة بمفرده. ووفقا للنتائج شبه النهائية فقد حصل حزب الخضر حليف حزب شرودر في الائتلاف على 8.1% من الأصوات، فيما فاز الحزب الديمقراطي الحر شريك حزب ميركل في الائتلاف ب9.8% من أصوات الناخبين. أما حزب اليسار الجديد (المشكل من الشيوعيين السابقين فيما كان يعرف بألمانيا الشرقية ومجموعة غربية منشقة) فحصل على 8.7% من أصوات الناخبين. وأشارت النتائج أيضا إلى حصول حزب ميركل على 225 مقعدا في البرلمان مقابل 222 مقعدا لحزب شرودر، وحصول الحزب الديمقراطي الحر على 61 مقعدا مقابل 51 مقعدا لحزب الخضر و54 مقعدا لحزب اليسار الجديد. ونقلت قناة الجزيرة إن هذه النتائج تعني عمليا نجاح ميركل في إسقاط شرودر دون أن تتمكن من الحصول على نسبة النجاح لتقلد زمام المستشارية في ألمانيا. وأوضح أن كلا من الحزبين الرئيسيين قادر نظريا على تشكيل حكومة بالتحالف مع الأحزاب الأخرى الصغيرة، ولكن ذلك عمليا غير ممكن. فحزب ميركل (35.2%) لا يمكنه أن يجمع بين الحزب الديمقراطي الحر (9.8%) وحزب الخضر (8.1%) لأنهما يرفضان الاشتراك في حكومة واحدة. أما حزب شرودر (34.3%) فلا يمكنه ضم اليساريين (8.7%) بالإضافة إلى الخضر(8.1%) لأن المستشار المنتهية ولايته سبق أن رفض ضم اليساريين لتحالفه. وسمحت هذه النتائج للطرفين بإعلان فوزهما في الانتخابات، فمن جهته صرح شرودر لتلفزيون أيه آر دي بعد إغلاق مراكز الاقتراع قائلا "أشعر بأن لدي تفويضا بأنه ستكون هناك حكومة مستقرة في البلاد بقيادتي خلال السنوات الأربع القادمة". وأضاف أنه يستطيع تصور قيام "ائتلاف كبير" يجمع اليمين واليسار تحت قيادته كمستشار ولكنه استبعد في الوقت ذاته الدخول في ائتلاف كبير تحت قيادة الزعيمة المحافظة أنجيلا ميركل.واعتبر شرودر أن "من يريدون بديلا في المستشارية فشلوا بطريقة كبيرة", في إشارة إلى النتيجة التي حصل عليها المحافظون والليبراليون والتي لا تمنحهم الغالبية المطلقة. أما ميركل فقالت "نحن القوى الكبرى، ونريد أن نشكل الحكومة الجديدة" وإن كانت اعتبرت أن ذلك سيكون أصعب مما توقعت مشيرة إلى أنها ستبدأ مفاوضات مع جميع الأحزاب باستثناء الحزب اليساري لتشكيل هذه الحكومة.