غياب الإصلاح داخل مجلس القيادة الرئاسي يُبقي اليمن رهين الوضع الراهن *- شبوة برس – هاني مسهور حذّر الباحث والمحلل السياسي فريناندو كارفاخال من أن استمرار الجمود داخل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، وغياب أي إصلاح فعلي في بنيته، سيُحكم على اليمن بالبقاء في الوضع الراهن، فيما تزداد معاناة ملايين اليمنيين بسبب انعدام الرواتب والخدمات الأساسية.
وفي تقريره المنشور بتاريخ 14 أكتوبر 2025، أوضح كارفاخال أن الحملة العسكرية الأمريكية ضد الحوثيين، المعروفة باسم "الراكب الخشن"، لم تغيّر شيئًا جوهريًا في موازين القوى، مشيرًا إلى أن الحوثيين ما زالوا يسيطرون على العاصمة صنعاء ويواصلون هجماتهم على الملاحة في البحر الأحمر، بينما تغرق الحكومة المعترف بها دوليًا في صراعات داخلية وانقسامات سياسية.
ضعف الشرعية والانقسام السياسي
يرى كارفاخال أن السبب الرئيسي لفشل مجلس القيادة هو غياب إطار دستوري واضح وضعف السلطة القانونية لرئيسه رشاد العليمي وأعضائه السبعة: عيدروس الزبيدي، طارق صالح، سلطان العرادة، عبد الله العليمي باوزير، عبد الرحمن أبو زرعة المحرمي، عثمان مجلي، وفرج البحسني. ويصف الباحث المجلس بأنه "تحالف هشّ" يجمع أطرافًا من المؤتمر الشعبي العام والإصلاح والمجلس الانتقالي الجنوبي، في مشهد يُذكّر بنظام الوحدة الفاشل لعام 1990 الذي انتهى بحرب أهلية عام 1994.
صراع الجنوبيين والإصلاح.. إرث الحرب لم يُدفن يضيف كارفاخال أن الصراع بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحزب الإصلاح يحمل جذوراً تاريخية مرتبطة بالحرب الأهلية في التسعينيات، إذ ما زال الجنوبيون يحملون ذاكرة الفتاوى الدينية المتطرفة ضدهم، إضافة إلى ممارسات قمعية ارتكبها الإصلاح خلال فترة حكمه في عدن قبل عام 2015.
ويشير التقرير إلى أن الجنوب، رغم رفضه الإسلام السياسي، يعترف بدور الدين في المجتمع ويسعى لتحالفات تكتيكية مع الفصائل السلفية المناوئة للحوثيين والإصلاح على حد سواء.
فشل التوحيد العسكري واستمرار الشلل الإداري
بحسب كارفاخال، فإن محاولات تشكيل قوة عسكرية قوامها 80 ألف جندي، كانت مقررة ضمن اتفاق الرياض (2019)، لم تتحقق بسبب انعدام الثقة بين القوى السياسية. وأضاف أن الخلافات المستمرة بين عدن وحضرموت ومأرب وشبوة وتعز أعاقت أي إمكانية لتوحيد الصفوف، مشيرًا إلى أن "كل فصيل يقاتل من أجل بقائه السياسي، وليس من أجل استعادة الدولة".
غياب الاهتمام الدولي وتراجع الأمل بالإصلاح
ينقل كارفاخال أن إصلاح مجلس القيادة الرئاسي لم يعد ضمن أولويات داعميه الإقليميين، ولم يُذكر في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الأخيرة. ويؤكد أن المجتمع الدولي يعاني إرهاقًا من الصراع اليمني، بينما تكتفي القوى الإقليمية بإدارة التوازنات خشية من توسع الهجمات الحوثية عبر الحدود. خاتمة: مستقبل غامض ودولة غائبة
يخلص كارفاخال إلى أن اليمن يقف على مفترق خطير: فإما أن تجد القوى اليمنية صيغة للتعاون وتشكيل دولة مركزية أو فدرالية جديدة، أو أن الفشل السياسي المستمر سيُكرّس تفكك البلاد ويُبقي ملايين اليمنيين في دائرة الفقر واليأس.
"ما لم يجد القادة اليمنيون وصفة للتعاون، فإن المجتمع الدولي سيحوّل أنظاره إلى أزمات أخرى، تاركًا اليمن في حالة من الشلل الدائم"،