في شهادة جديدة أثارت اهتمام المتابعين، واصل السفير عبدالله سلام الحكيمي سرد تفاصيل غير مسبوقة عن السنوات الأخيرة من حياة الرئيس اليمني الراحل إبراهيم الحمدي، في الجزء الثاني من حواره مع قناة حكايتي الذي رصده محرر شبوة برس. ويعود الحكيمي إلى تفاعل الحمدي مع المدّ الناصري العربي، وكيف تحوّلت الكاريزما الناصرية إلى تيار شعبي واسع في اليمن فاق حجم التنظيم الحزبي نفسه، وتأثير ذلك على تكوين شخصية الحمدي ومسار تجربته في الحكم. ويروي الحكيمي، بصفته شاهدًا قريبًا من مركز القرار وكرئيس تحرير صحيفة 13 يونيو آنذاك، كيفية التعامل السياسي بين الحمدي والقبيلة، مؤكداً أن الرئيس لم يكن في صراع مع القبيلة كمكوّن اجتماعي، بل مع نفوذ المشايخ الذين حوّلوا القبيلة إلى أداة ضغط على الدولة. ويوضح أن الحمدي حاول استبدال معادلة القوة عبر مشروع تنموي شامل يقوم على الطرق والمدارس والتعاونيات، بعيداً عن صدام القوة التقليدي الذي كان سائداً في اليمن.
وفي أخطر محاور الشهادة، يكشف الحكيمي كيف وصله نبأ اغتيال الحمدي من داخل القيادة العامة، وكيف شارك في صياغة بيان النعي الرسمي، وما شاهده مباشرة من محاولات مبكرة لتمرير رواية أخلاقية مفبركة تهدف لتشويه شخصية الرئيس وإخفاء البعد السياسي للجريمة. ويؤكد أن عملية الاغتيال كانت جزءاً من صراع أوسع على السلطة، وأن إنتاج الرواية المزيفة كان مخططًا هدفه ضرب الإرث السياسي للحمدي.
وينتقل الحوار لاحقاً إلى بدايات الصراع بين مراكز القوى في صنعاء أواخر السبعينيات، وبدايات التفكير في الحركة الناصرية التصحيحية، التي ستقود لاحقاً لمحاولة الانقلاب على الرئيس علي عبدالله صالح، وهو ما سيكشفه الحكيمي في الجزء القادم من شهادته.