حضرموت أكبر من سرديات المظلومية وأعلى من توظيف الإخوان شبوة برس – خاص قال المحلل السياسي "هاني مسهور" إن ما يجري في حضرموت لا يمكن فهمه كنقاش حقوقي أو دفاع أخلاقي، بل هو هجوم سردي ممنهج تقوده جماعة الإخوان وأدواتها، يقوم على إغراق المشهد بخطاب المظلومية وتحويل السياسة إلى مأتم دائم، في أسلوب وصفه بأنه عقيدة تنظيمية راسخة لدى الجماعة منذ نشأتها.
وأوضح مسهور، في تغريدة على منصة إكس رصدها محرر "شبوة برس"، أن هذا الخطاب ليس جديدًا، بل جرى توظيفه تاريخيًا لتجريم الخصوم وتبرير الغدر وصناعة الفوضى الأخلاقية، مشيرًا إلى أن الوصفة ذاتها تُستنسخ اليوم في حضرموت عبر فبركة ما يسمى "المظلومية الحضرمية".
وأكد أن هذه السردية لا تسيء إلى المجلس الانتقالي الجنوبي بقدر ما تنتقص من كرامة الحضارم أنفسهم ومن أهلية العقل الحضرمي وقدرته على الاختيار، معتبرًا أن تصوير حضرموت كضحية مغيبة يمثل إهانة لتاريخ صنعه الحضارم بأيديهم لا بمنح من أحد.
وشدد مسهور على أن حضرموت لم تكن يومًا هامشًا أو تابعًا، مذكرًا بدورها التاريخي في تأسيس المدرسة الفقهية الوسطية التي شكّلت وعي جنوب الجزيرة العربية، وبإسهام الحضارم في بناء السلطنات وصياغة عهد الاستقلال الأول دون وصاية من اليمن أو رعاية أيديولوجية مستوردة.
وختم المحلل السياسي حديثه بالتأكيد على أن اختزال حضرموت في خطاب الضحية هو محاولة لاختطافها رمزيًا وتفكيك السردية الجنوبية الجامعة، لافتًا إلى أن ما يجري هو معركة وعي لا معركة أحداث، وأن حضرموت أكبر من سرديات الإخوان وأعلى من أن تُستعمل كورقة في بازار المظلومية.