رصد محرر شبوة برس تقريرًا نشرته شبكة فوكس نيوز الأمريكية، تناول دعوة المجلس الانتقالي الجنوبي للولايات المتحدة إلى بناء شراكة أعمق مع جنوباليمن، في إطار مواجهة ما وصفه التقرير بتهديدات ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، وتنظيم القاعدة، وفصائل مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين. وأوضح التقرير، الذي اطلع عليه محرر شبوة برس، أن المجلس الانتقالي الجنوبي أعلن سيطرته الكاملة على المحافظاتالجنوبية الثماني، مؤكدًا استعداده للعب دور شريك موثوق لواشنطن على المستويات الأمنية والعسكرية والدبلوماسية والاقتصادية.
ونقلت فوكس نيوز في مقابلة حصرية مع Fox News Digital عن أحمد عاطف، ممثل المجلس الانتقالي الجنوبي لدى الولاياتالمتحدة والأمم المتحدة، قوله إن المجلس يسعى إلى توسيع آفاق التعاون مع واشنطن، مرحبًا بجميع أشكال الدعم، ومشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتمتع بالشجاعة والقوة، معربًا عن تطلع المجلس إلى دعمه في المرحلة المقبلة.
وتطرق التقرير إلى خلفية المجلس الانتقالي، مشيرًا إلى بروزه خلال السنوات الأخيرة كقوة مهيمنة في جنوباليمن، بدعم عسكري ومالي من دولة الإمارات العربية المتحدة، لافتًا إلى أن المجلس، الذي تأسس عام 2017، يهدف إلى إعادة إحياء دولة جنوباليمن المستقلة التي كانت قائمة قبل وحدة عام 1990.
وفي المقابل، رصد التقرير تباينًا في المواقف الرسمية، حيث أشار إلى دعوة رئيس مجلس القيادة الرئاسي في الجمهورية العربية اليمنية المجلس الانتقالي إلى الانسحاب من المناطق التي سيطر عليها مؤخرًا في شرق البلاد، محذرًا من تأثير هذه التحركات على المسار السياسي.
كما نقلت فوكس نيوز عن الباحثة في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، بريدجيت تومي، قولها إن دعم الولاياتالمتحدة لانفصال الجنوب قد يتعارض مع السياسة الرسمية الداعمة لوحدة اليمن، لكنها أوضحت في الوقت نفسه أن التعاون مع المجلس الانتقالي في مكافحة الإرهاب ومواجهة الحوثيين لا يتعارض بالضرورة مع الحكومة المعترف بها دوليًا، خاصة أن المجلس جزء من الإطار الحاكم الحالي.
وأشار التقرير إلى أن المشهد الميداني في اليمن لا يزال منقسمًا، حيث تسيطر ميليشيا الحوثي على صنعاء ومعظم شمال وغرب البلاد بدعم إيراني، بينما تفرض قوات موالية للمجلس الانتقالي سيطرتها على عدن ومناطق واسعة في الجنوب، تشمل لحج وأبين وشبوةوحضرموت والمهرة.
وفي رد على الاتهامات الحكومية، نقل التقرير عن أحمد عاطف رفضه المزاعم القائلة بأن تحركات المجلس قد تشعل صراعًا داخل المعسكر المناهض للحوثيين، معتبرًا أن العمليات التي جرت في حضرموت تمثل نجاحًا أمنيًا كبيرًا ضد قوى قال إنها تعمل بتنسيق مع الحوثيين.
وحذّر عاطف، بحسب فوكس نيوز، من أن ميليشيا الحوثي تمثل تهديدًا إقليميًا وعالميًا، مؤكدًا أن استمرار سيطرتها على صنعاء يشكل خطرًا مباشرًا على الملاحة في البحر الأحمر، وأمن جنوباليمن، والسعودية، والإمارات، ودول الخليج، متهمًا الجماعة بتلقي دعم وتدريب من إيران وحزب الله.
وختم التقرير بالإشارة إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي يسعى إلى بناء شراكة استراتيجية أعمق مع الولاياتالمتحدة، وفتح قطاعات النفط والزراعة والثروة السمكية والسياحة أمام الشركات الأمريكية، ضمن رؤية لإقامة دولة جنوبية مستقلة قادرة على تأمين الممرات البحرية الاستراتيجية، ومواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة.