يستحيل حل القضية الجنوبية عبر انتحال صفة تمثيل الحراك الجنوبي توطئة لفرض صيغة مستقبلية على اليمنيين، وبخاصة الجنوبيين. إذا كان الرئيس عبدربه منصور هادي وحلفاؤه وأولئك المثابرون على الحضور في لجنة ال16 غير الشرعية، يريدون الانتصار للقضية الجنوبية كما يزعمون فليسلكوا سلوك رجال الدولة المحترمين بالذهاب إلى التهيئة أولا، واحترام القيادات الحراكية التي لها حيثية في الشارع الجنوبي والتشاور ثم التحاور الجدي معها كأنداد في تقرير مستقبل الجنوب واليمن عموما. ما يفعله "الرئيس هادي وشركاؤه" في كوكب موفنبيك هو أخطر بكثير مما كان يفعله الرئيس السابق حيال الحراك الجنوبي. الرئيس السابق صالح كان يقمعهم ويهون من شأنهم ويعتمد سياسة الإنكار حيال شعبية مطالبهم. لكن الرئيس هادي ومعه الاحزاب الرئيسية في المشترك يذهبون إلى ما هو أبعد من ذلك، ويمارسون ما هو أفظع من القمع والتهوين والإنكار؛ يستعيرون اقنعة حراكية ويتحدثون بلسان حراكي. بكلمة واحدة، هادي وشركاؤه يفعلون ما هو اقبح من الاحتلال العسكري من خلال سلوك احتلالي احتيالي إحلالي. هؤلاء "السياسيون الكبار"، محترفو التمثيل ومنتحلوه، أدعياء الحكمة والخبرة، إما أنهم خرفون وإما أنهم سفهاء, وفي الحالين لا يصح ترك مصير اليمنيين لعبة في أيديهم. * سامي غالب