عندما لجأ الرئيس الجنوبي علي ناصر محمد -ابو جمال- الى كشف اسرار (بعض) قادة حزب التجمع اليمني للاصلاح ، امثال عبدالوهاب الانسي وحميد الاحمر ، وعرض الامر للسيد جمال بن عمر في زيارة الاخير للقاهرة والتقائه ببعض رموزنا التاريخية ، فلم يفعل ابو جمال ما فعل ، لغرض في نفسه ، بل ادراكا واستيعابا لطبيعة المتغيرات والمستجدات على الساحتين اليمنية والجنونبية .. وخاصة فيما يتعلق بمؤتمر الحوار الوطني المزمع انعقاده ، اواخر الشهر الجاري فلا ينبغي ، ان يظل بن عمر، وهو المبعوثُ الاممي تائها وحائرا بين فريقين او طرفين.. وعليه ان يعرف الحقائق قبل الحكم على الجنونبيين المعارضين لفكرة حوار صنعاء ، في ظل اوضاع مليئة بكل المفارقات والتناقضات على صعيد الواقع اليمني عموما والجنوبي على وجه التحديد ابو جمال ؛ كشف لابن عمر عن اتفاق مسبق ، جرى بينه ، وبين حميد الاحمر والانسي ، ومشروط بتأييده للثورة الشبابية ، على اساس ان يناضل من اجل ارساء دعائم حكم فيدرالي في اليمن ، وهو اهون الشرين بالنسبة لجماعة الاصلاح! ..ولكنهم -للاسف- لم يعملوا بالاتفاق ونقضوه .. فيما ابو جمال ، كما عرف عنه خلال الفترات السابقة ، كان من اشد الداعين للفدرالية ، انطلاقا من ايمانه - اولا -انه الخط السياسي الاقرب لتقرير مصير الجنوبيين لاحقا ..ولكنه عندما رأى، ان من اتفق معهم قد خانوا الامانة والتووا على ما جاء في نص الاتفاق.. كان على الرئيس ناصر، لزاما ان يكشف الاوراق ويميط اللثام ، عن تلك الوجوه (المنافقين) اصحابها ، حتى وان تزعموا مواقع ريادية في حزبهم وتجمعاتهم القبيلية اليمنية ولان علي ناصر -كما عهدناه- صادق في وعده فأنه مارس ما يجب ان يمارسه اي سياسي مخضرم في موقعه كاشفا اساليب الزيف والخداع والمكر التي تمارسها للاسف عناصر محسوبة على القبيلة اليمنية والاحزاب الكبرى في اليمن فعيبٌ والف عيب ، ان يتنكر حميد الاحمر او عبدالوهاب الانسي ، لما تم الاتفاق عليه ، مع ابي جمال وليس ابا جمال ، هو الشخص الدي يمكن ان تمرر عليه ، اية خديعة او دسياسة او مكيدة ..فقد خبر وعرك الحياة السياسية ، وادرك ان التعامل مع الاخرين ، مهما اختلفنا معهم ، في بعض المواقف والرؤى يجب ان يكون مبنيا على قواعد واسس راسخة ومتينة وصادقة وامينة ونزيهة في نفس الوقت فلا يمكن ان تنطلي على شخصية سياسية محترمة ورصينة مثل الرئيس علي ناصر محمد ، الاعيب (اطفال) السياسة ، امثال الاحمر والانسي وغيرهم ويبدو ان الرسالة قد وصلت الى بن عمر وقرأ سطورها جيدا وادرك ان الجنوبيين حكاما ومحكومين يتسمون بالشفافية والوضوح في كل جهد او عمل يقومون به وتلك ثقافة وارث اكتسبناهما على مر مئات السنين
