أماطت السلطات المصرية اللثام عن مخطط تكفيري لتنفيذ ثلاث عمليات إرهابية كبيرة في سيناء يوم 28 نوفمبر/تشرين الثاني بالتوافق مع دعوة جماعة "الإخوان" المحظورة إلى التظاهر، بينما تعهد مصدر أمني كبير ب"رد حاسم" على شريط الفيديو الذي بثه المكتب الإعلامي لما يسمى "إمارة سيناء" التابع لتنظيم "داعش" الإرهابي الليلة قبل الماضية، مؤكداً أن "الرد سيكون على الأرض، ليس في سيناء فقط وإنما في جميع محافظات مصر"، في وقت أعلن فيه شباب القبائل في سيناء الوقوف مع الجيش في مواجهة التكفيريين، متعهدين بتحويل سيناء إلى مقبرة لكل الإرهابيين . وكشفت تحقيقات أجرتها نيابة أمن الدولة العليا مع الإرهابي عواد رضوان غانم، عضو مجلس شورى ما يسمى "تنظيم أنصار بيت المقدس"، عن تخطيط التنظيم الإرهابي لتنفيذ ثلاث عمليات جديدة في سيناء، بالتزامن مع دعوة جماعة الإخوان إلى التظاهر يوم 28 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري . وقالت مصادر بالنيابة إن غانم قال في اعترافاته إن العمليات الثلاث التي كان يجري التخطيط لها، كان من المقرر أن تتم على غرار مذبحة كرم القواديس، وأن الفاصل الزمني بين كل عملية وأخرى لم يكن يستغرق حسب التخطيط 10 دقائق، لضمان عدم مطاردة قوات الجيش والشرطة لأعضاء التنظيم لانشغالهم في علاج الجرحى ونقل المتوفين في كل تفجير على حدة . وأدلى غانم باعترافات مثيرة حول قيام عدد من أعضاء التنظيم باستئجار إحدى الشقق القريبة من مديرية أمن شمال سيناء، لمراقبة الخدمات الأمنية حولها، تمهيداً لتنفيذ الهجوم على المبنى وتفجيره كهدف أول، قبل الانتقال للهدف الثاني الذي كانت تخطط له الجماعة، وكان يستهدف ضرب أحد الأكمنة بمدخل مدينة العريش بواسطة سيارة مفخخة، والهجوم عليه بالأسلحة الثقيلة للإيقاع بأكبر عدد من القتلى، في حين كان الهدف الثالث هو استهداف الكتيبة 101 التابعة للقوات المسلحة، في عملية على غرار حادث كرم القواديس الإرهابي . وقدم المتهم للنيابة، خلال اعترافاته، قائمة بأسماء عدد من عناصر "بيت المقدس" التي كانت ستتولى تنفيذ كل عملية على حدة، وأماكن تواجدهم وكيفية التقائهم معاً لتنفيذ مخططاتهم . وفي سياق متصل، حذر مصدر أمني كبير من "الحرب النفسية التي يشنها الإرهاب ضد أبناء الجيش والشرطة"، موضحاً أن عمليات هذا التنظيم الإرهابي تدور جميعها في أعمال القتل الجبانة التي تمارسها الجماعات الإرهابية باستخدام السيارات المفخخة، وعمليات التفجير عن بعد، دون مواجهة مباشرة مع عناصر القوات المسلحة . وشرعت الأجهزة الأمنية المصرية في تفريغ الفيديو المنسوب ل"أنصار بيت المقدس" وتحليل محتوياته لتحديد الأماكن التي بث الفيديو منها، وسط مؤشرات تؤكد أن الفيديو تم بثه من خارج مصر . وقال المصدر إن عدداً من العناصر التي ظهرت ملامحها في الفيديو تؤكد مشاركة عناصر إرهابية أجنبية في تلك العملية، إضافة إلى عناصر جهادية فلسطينية، مشيراً إلى أن التحقيقات مع العناصر التي تم القبض عليها في الأيام الماضية كشفت عن العناصر التي شاركت والجماعات الجهادية الممولة لهذه العملية . وبعد ساعات قليلة من بث الشريط الإرهابي بث ملثمون مسلحون من أبناء القبائل، شريطاً مصوراً أكدوا فيه اتحادهم مع قوات الأمن والجيش، ومشددين على الوقوف إلى جانب الجيش في هذه المعركة . وتعهد مجلس شباب القبائل في شريطه المصور، بملاحقة العناصر التكفيرية في سيناء، متوعداً إرهابيي "داعش" "سنصل إليكم أينما كنتم، فاليوم تغير الوضع، ولن نسكت على قتلكم أولادنا، ولن يستطيع أحد أياً كان أن يحميكم منا" . وأعلن ملثمو سيناء "اتحاد شباب القبائل" في مواجهة الجماعات التكفيرية، مؤكدين في شريطهم المصور "لن نترك الجيش المصري بمفرده يقاتلكم، ولن يهدأ لنا بال حتى نقضي على هؤلاء الكفرة من الخوارج، وحتى تعود إلينا سيناء أمناً وأماناً"، داعين أهالي سيناء إلى مد يد العون لهم في تلك المواجهة الشرسة .