ها هي قوات التحالف العربي تدحر فلول الحوثيين وصالح ومن وراءهم لإعادة الشرعية المخطوفة إلى أهلها ونعني الشعب اليمني الذي قال عنه صالح يوماً: «النظام لا يحتاج إلى تغيير، بل الشعب اليمني يجب أن يتغير»! هكذا دارت الأيام وجاء اليمنيون قاطبة وبحكمتهم المعروفة ليعيدوا هذا الشعب ويدمجوه مع الشرعية الوطنية، بعيداً عن الطائفية والحزبية، والفتن المتلاطمة. لقد عاث الحوثيون وبمساندة من صالح ومن لف لفهم في أرض الحكمة اليمانية بأشد الفساد قتلًا وتشريداً وهدماً لمكونات الدولة التي لم يتركوا فيها عماراً إلا دمروه على رؤوس الأشهاد بأسماء خداعة، فلا الديمقراطية أسعفتهم ولا الحوار صدقهم ولا القوة المزعومة نفعتهم، فكل ذلك أصبح أمام قوات التحالف الباسلة والمقاومة الشعبية الحرة من قيود المذهب هباءً منثوراً خلف الانتصارات التي أحرزتها خلال أربعة أشهر من المعارك التي جاءت لصالح الشرعية الدستورية والقانونية في آن واحد. بعد هذا الانتصار الكبير، يبدو أن هناك فئة تقف لهذه الشرعية بالمرصاد وتنتظر قطف ثمار نصر التحالف العربي واليمني الخالص من الشوائب الماضية. فصمت «الإخوان» في اليمن مخيف لأنه قد يعيد إدارة عجلة مصر «مرسي» من جديد، بالقفز على النتائج التي لا علاقة لهم بها، فالأهم في هذه المرحلة الحاسمة من النصر المبين ألا تعطى ل«الإخوان» فرصة التسلل لواذاً إلى بطن النصر العربي اليمني للتحكم في شؤون الدولة اليمنية التي تحررت من قيود الطائفية والمذهبية والقبلية في معركة إعادة الأمل إلى الشعب اليمني في العيش الكريم والحكومة الرشيدة القادمة في غضون الأشهر القليلة المقبلة، فالله الله في يمن موحد قادر على عبور أصعب التحديات التي واجهها في صراعه الدامي ضد فئة لم تر في اليمن إلا ما عند أرنبة أنفها بعد ما داست بأقدامها مصلحة الدولة اليمنية التي لا يجوز لأي شريحة كانت اللعب بها بالنار والحديد. إننا أمام مشهد مذهل للانتصارات المتوالية التي رافقت قوات التحالف طوال فترة «عاصفة الحزم» التي كان الهدف الرئيسي منها إعادة الشرعية أولاً ومن ثم غرس الأمل في نفوس كل اليمنيين بأنهم تحت مظلة الحكومة الشرعية سيكونون في أفضل حال مما سبق من الزمان الذي أراد فيه بعض الشراذم المتطرفة إشعال حرب أهلية لا تبقي يمناً ولا يمنيين في اليمن السعيد. فلن يعيد «إخوان» اليمن السعادة إلى بلدهم، لأن الفئوية التي مارسوها أيام حكم صالح وشريحته الذين خانوا الأمانة في الدولة، لم يزرعوا إلا بذور الفرقة عندما ضخموا المصلحة الخاصة وقزموا كل ما له علاقة بالدولة التي لا يحق لأحد كائناً من كان فيها العبث بمقدراتها. فأكبر التحديات القادمة لاستعادة السعادة في اليمن هي وقف المتربصين بها الدوائر من «الإخوان» وغيرهم من الفلول الشاردة عند حدها ووضع كافة الضمانات القانونية والشرعية المستحقة لهذه الحكومة أمام منع تقدمهم لسرقة ثمرات التحالف العربي لصالح تلك الحكومة الشرعية، ويبقى هذا التحدي في الواجهة وإن كان هذا البعض المتربص في الكمون الوقتي أو الظرفي، فالحذر منهم واجب وأخذ الحيطة للتعامل معهم وفق مصلحة الدولة الوطنية في اليمن هو الذي يديم على هذا الشعب اليمني الأبيي حكمته وسعادته.