زيارة هادي الى حضرموت تاخذ طابعين الاول كونها زيارة طبيعيه بان يقوم رئيس دوله قائمه بكيانها السياسي المسمى الجمهورية اليمنيه بزياره الى محافظه من المحافظات.. والطابع الاخر هو باعتبارها زياره كان يحتاجها الرئيس هادي وايضا كانت تحتاجها حضرموت.. هادي الذي يخوض صراع اقوى واعنف من الحرب الدائره مع القوى الدوليه متمثله ظاهريا في خطة ولد الشيخ ومبادرة جون كيري فهو محتاج لدعم معنوي لكي يرسل رسائله خارجيا وداخليا بشكل واضح وقوي.. فكانت حضرموت افضل مكان لارسال تلك الرسائل من حيث انه يؤكد على بسط شرعيته على غالبية الاراضي بدليل تنقله من اقصى الغرب الى الشرق وانه في امان تام تعكس السيطره على كل هذه المساحات كما ان عدم الاعتراض على الزياره او حتى ابداء امتعاض منها من قبل المواطنين الحضارم وترحيبهم به زاد من رصيده لدى الخارج قبل الداخل وما تنقله برا وقطع مسافات طويله تصل الى اكثر من 500 كيلومتر وهي المسافه ذهابا وايابا بين المكلا "مقر اقامته" وهضبة المسيله "موقع شركة بترومسيله" الا مؤشر على ان الرجل مرتاح ومرغوب فيه.. بعدها ارسل رسائله القويه للخارج برفض خطة ولد الشيخ وعدم قبولها الا بع ادخال التعديلات عليها.. وحضرموت ايضا كانت بحاجه للزياره لان حضور الرئيس الى المحافظه في ظل اوضاع الحرب هو بمقابة التعميد والمباركه لكل ماتم وماتريد السلطه القيام به مايمنحها مزيدا من الثقه.. كما اننا كنا بحاجه الى انتزاع اعتراف رسمي من اعلى راس الهرم الشرعي بشرعية قوات النخبة الحضرميه وانها لاتمثل مليشيا كما حاول البعض تصنيفها وما توجيهه باعتماد هذه القوه وكذا افراد المقاومه كجزء من الجيش الرسمي وقوات الامن الا تاكيد على شرعيتها الى جانب تكريم القائد فرج البحسني بوسام الشجاعه انما هو دعم معنوي اخر للنخبة وقائدها وللحضارم للتعاون واحتضان هذه القوة الوليده.. البعض يريد زيارة الرئيس اليوم كزيارة الرئيس بالامس.. بالامس كان يوزع المشاريع والهبات والمنح والمكرمات لانه كان يختزل الوطن في نفسه وان كل شئ على الارض ملكه اما اليوم فاننا في عهد جديد والرئيس الا شريك للسلطات المحليه فقط وحتى ما تم الاعلان عنه من مشاريع هي مقره مسبقا اما بتمويل ذاتي او بدعم خليجي وعلى سبيل المثال مشروع الكهرباء هو المشروع الذي تحدث عنه بن دغر بانه من قيمة حصة حضرموت من صفقة بيع نفط الضبه وكذلك مشروع بناء كلية الشرطه فقد تم اقراره ورصد الدعم له من قبل الاشقاء في المملكة العربيه السعوديه اثناء زيارة اللواء فرج سالمين الى الرياض.. باختصار الزياره كانت سياسيه لا اقل ولا اكثر وكانت حضرموت بحاجه لها مثل ماكان هادي يحتاج لها.. *- عبدالحكيم الجابري