تزداد يوماً ورا يوم معاناة وهموم متقاعدي الجيش والأمن والمدنيين، الذين لم يتسلموا رواتبهم ومعاشاتهم منذ خمسة أشهر متتالية، ولا يزالوا ينتظرون ما قد تجود به الأنفس الكريمة ليعيلوا أسرهم وأبنائهم، بعد أن قست الحكومة عليهم وتناست حقوقهم، ولم تعد تجدي صرخات استجدائهم المستمرة للمطالبة بأبسط حقوقهم من (راتب ومعاش) لا يكاد يفي إلا بالنذر اليسير، ومع هذا لم يجدوه. ثمة تساؤلات نطرحها على طاولة كل عضو في حكومة الشرعية بشأن مصير تلك الشريحة المكلومة من حولنا، والتي أفنت عصارة حياتها وجل جهدها خدمة للوطن والمجتمع، وأضحت تتعرض الآن بصمت لكل صنوف القهر والظلم، ولم تجد آذان مسؤول صاغية تسمع معاناتهم، أو ذرة من مسؤولية – دولة - تتفهم معنى حقوق الحياة الكريمة، والرعاية العادلة لمواطنيها.. لماذا كل هذا الصمت والتجاهل الرسمي حيال شريحة (المتقاعدين) ومعاشاتهم الموقوفة منذ أشهر، هل نسى وتناسى وزراء الحكومة، حقوق -آبائنا وأمهاتنا- من المتقاعدين الذين بلغوا من العمر عتية، وكست ملامحهم تجاعيد الكهولة، فبدلاً من أن نكرمهم ونمنحهم حق الاهتمام والرعاية، وضمان الراتب والمعاش والحياة الكريمة، صرنا نجبرهم اليوم قسراً ليكونوا عرضة للتسول والذل والمهانة، واستجداء الحق والراتب أمام مكاتب البريد المؤصدة أبوابها على الدوام ؟.. فيما وزرائنا ومسؤولينا يتقاضون شهرياً رواتبهم وعلاوتهم وبدلات سفراتهم بانتظام.. يأكلون ويبذرون.. يسافرون ويتنزهون.. تاركين شريحة واسعة من المتقاعدين من كبار السن.. بلا معاش أو ضمان اجتماعي.. ينامون وهم يتضورن الجوع.. يصابون بالداء ولا يجدوا الدواء.. يتمنون الموت بدلا من هذا الذل والعناء؟ سؤال نضعه على كل من له ذرة ضمير في الحكومة اليمنية.. إلى متى ستستمر معاناة المتقاعدين ؟..
