بات مطار عدن واقعا تحت حصار عسكري من وحدات يمنية تساند الشرعية، وسط تحليق مكثف لطائرات التحالف العربي واشتباكات عسكرية متقطعة. وينفي مسؤولون يمنيون في المدينة، التي تحولت إلى عاصمة مؤقتة بعد سيطرة قوات الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح على صنعاء، وجود أي مظاهر غير طبيعية في المدينة وتحديدا في محيط مطارها، بعد يوم واحد على انتهاء الاشتباكات. وقالت مصادر وصفتها يومية "العرب" الصادرة من لندن بالخاصة إن ما يحدث في عدن هو استمرار لسياسة بسط النفوذ على المرافق العامة والتي تكررت من خلال مواجهات دامية عقب تحرير عدن من أيدي الحوثيين في يوليو 2015، إذ شهدت عدن اشتباكات بين فصائل متعددة لانتزاع السيطرة على ميناء عدن ومطارها. لكن هذه المرة جرت الاشتباكات في حضور الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي والحكومة الشرعية في المدينة. وقالت مصادر مطلعة ل”العرب” إن هادي أمر بتسليم قيادة المطار لأحد ألوية الحرس الرئاسي بقيادة مهران قباطي، الذي كان يخدم على جبهة علب على الحدود اليمنية السعودية وعاد إلى عدن قبل أيام، بعد ما قيل حينها إنه استدعاء رئاسي لتكليفه بمهمة أخرى. وأضافت المصادر أن قائد حماية المطار الحالي صالح العميري رفض تسليم المطار لتحفظات تعود إلى طبيعة وانتماء القائد الجديد. والقائد الجديد هو الخضر كردة، الضابط في الحرس الرئاسي. وقالت مصادر إن التوتر الأمني الحاصل جاء عقب مرور قرابة الشهر على صدور قرار تسليم المطار، حيث تم استنفاد كل الجهود المبذولة لتسليمه بشكل سلس، مما استدعى استخدام القوة. وأشارت إلى أن هادي استدعى العميري مساء السبت للقائه في مقر إقامته في قصر المعاشيق، إلا أن الأخير رفض هذا اللقاء وأصر على التمسك بموقعه داخل المطار. وتعددت الروايات حول خلفية المواجهات، حيث تحدثت مصادر عن خلاف شخصي نشب بين نجل الرئيس هادي وقائد حماية المطار، في حين كشفت مصادر أخرى عن شحنة سلاح قادمة من أوكرانيا وصلت إلى المطار ولم يسمح العميري بنقلها إلى إحدى الجهات النافذة في معسكر الشرعية، وهو ما تسبب في توتير الوضع وإصدار هادي قرارا بإقالة العميري.