في تأكيد واضح لأزمة حقيقية وصراع بدا غباره في صنعاء بين حليفي الانقلاب (صالح والحوثي) تجرّأ الناطق الرسمي لجماعة أنصار الله (الحوثيين) ورد بقساوة سياسية على خطاب الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي ألقاه في جمع من المؤتمريين لمناقشة الاحتفاء بذكرى تأسيس الحزب. صالح كان اتهم الحوثيين بالسطوة في حكم وإدارة المحافظات التي يسيطر عليها الحليفان، وسخر من دعوات الجماعة الحوثية لرفد الجبهات، وامتعض من تدخلات اللجنة الثورية والمكتب التنفيذي والمشرفين في صلاحيات الوزراء والمحافظين، وحمّل الحوثيين مسؤولية تدهور الوضع المعيشي وقطع المرتبات، متسائلا عن إيرادات الدولة ومصيرها، كما انتقد صالح إجراءات حركة تنقلات قضائية يعتزمها الحوثيون.. لكن الرد الحوثي كان سريعا وقويا من الناطق الرسمي للجماعة. ففي موضوع الإيرادات وهدرها أشار عبدالسلام إلى أن ما أنفقه صالح في حربه على الجنوب العام 94م والتي استمرت سبعين يوما فاق ما أنفقته الجماعة في حربها مع التحالف التي توشك أن تكمل عامها الثالث، وقال: “بالنسبة للموارد، فلا تحتاج إلى كثير كلام، فالوزارات الإيرادية بأكملها من حصص حزب المؤتمر، والمطالبةُ بمعرفة أين تُصرف مردودةٌ عليه، ونؤكد على ضرورة تقديم كشف عام ليطلع الشعب على حجم الموارد، وأين ذهبت قليلة كانت أو كثيرة، بل ومكاشفة حقيقية عن حجم تحديات الحرب ونفقاتها لما يقارب 900 يوم تقريبا، وبلا مقارنة بالحرب على الجنوب والتي استمرت 70 يوما فقط، وليس بزخم هذه الحرب الشاملة وكم احتاجت من نفقات”. وجاء في رد ناطق الحوثيين على “الملازم والكتب” التي سخر منها صالح: “وبشأن الملازم فمضحك أن تتحدث عنها وأنت من عرفتَ قبل غيرك ماذا صَنعَتْ من مواقف وأحيت من مبادئ صمدت في وجه الحروب الست، ولا تزال تصنع فعلَها بالميدان في مواجهة العدوان، وتمنع على الغزاة الجدد أن يبتلعوا اليمن”. وأضاف- مخاطبا صالح: “وكان لكم أنتم دهاقنة السياسة كما تسمون أنفسكم أن تُفعِّلوا ما لديكم من أدوات لدعم الجبهة العسكرية، لكن لا ذا تأتى ولا ذا حصل”. ووصف محمد عبدالسلام انتقاد صالح لحركة التنقلات القضائية التي تعتزمها الجماعة بأنه تخوف من أن يفتح القضاء ملفات النافذين والفاسدين في النظام السابق، قائلا: “نحن حريصون على إصلاح القضاء وتعزيز دوره للقيام بمهامه، ولسنا خائفين من ذلك، بينما غيرنا لديهم ماض فاحش في الفساد ولديهم عقود مجحفة استولوا من خلالها على مقدرات الشعب وهم حريصون على عرقلة أي خطوات في القضاء حتى لاتنكشف سوءاتهم وأخطائهم”. واتهم عبدالسلام وصف صالح للحوثيين بالمليشيا بأنه “آتٍ من غرف عمليات العدوان ويندرج ضمن توزيع الأدوار فقط”، مضيفا القول: “أما الإشارة إلى المليشيا فلم يكن مفاجئا، بقدر ما كشف حقيقة أن التشويه بحق أنصار الله هو نتاج توجيهات مباشرة تصل من غرف عمليات العدوان، ويندرج ضمن توزيع الأدوار فقط”.
