عندما يقولون لا وحدة بالقوة ولا انفصال بالقوة ولا انفصال في ظل الفوضى، لم نلتفت لتلك الأقاويل، لأننا ندرك ما تحمله تلك العقليات المتخلفة والمحتجرة، التي دمرت البلاد على مدى سنوات طويلة، فلم تقبلها عدن والجنوب، لأنها ليست منها، فقذفتها إلى خارج الوطن. لا خوف ولا قلق على عدن والجنوب، لأن لها رجالا مخلصين لن يتركوها للذئاب المتوحشة والحاقدة، كان أمل الشعب في الجنوب على الشرعية كبيرا، ضنا منهم أن الشرعية ستنهض بالمناطق المحررة، التي أخرجت القوات الانقلابية وانتصرت عليها، وأن تعيد للعاصمة عدن والجنوب البهجة والفرحة بعد الانتصار، ولكن للأسف الشديد لم تكن الشرعية منصفة لأبناء الجنوب، لأن خروج تلك الغازية من أرض الجنوب أزعج البعض، فخلقوا أزمات وحاربوا أبناء الجنوب بتردي الأوضاع وانقطاع تيار الكهربائي وطفح المجاري، وخلق مشكلة المشتقات النفطية، وبث نار الفتنة بين أبناء الجنوب، لكنهم فشلوا في ذلك، أرادوا أن يركّعوا أبناء الجنوب ولم يستطيعوا. هذه هي الشرعية التي لم تهتم ولم تقف يوما إلى جانب عدن والجنوب عامة، ظلت تخلق الأزمات فيها، ولكن نقول للشعب الجنوب هيهات هيهات، اصبروا وصابروا فإن الله مع الصابرين، فمهما طال عقاب الشعب لن يدوم، فسينتصر الحق وسينتصر الشعب في الجنوب عاجلا أم آجلا، شاء من شاء وأبى من أبى، وإن غدا لناظره قريب، ونقول لهم لن تنجحوا في إخضاع شعب بأكمله، الذين ضحوا بخيرات رجالهم على هذه الأرض الطيبة الطاهرة.. لا تصدقوا تلك الأبواق الإعلامية المأجورة والحاقدة على وحدة الشعب الجنوبي من المهرة شرقا حتى باب المندب غربا. وفي الأخير نقول لهم إن أبناء الجنوب حسموا أمرهم واتخذوا قرارهم، ولا رجعة عنه، وهو استعادة دولتهم مهما كلهفم ذلك من ثمن.
