صعدت نخب سياسية موالية للرئيس اليمني الشرعي المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي، من خطابها تجاه المجلس الانتقالي الجنوبي المفوض شعبيا، الأمر الذي باتت الكثير من هذه الاطراف تفسر الصراع في عدن حسب ما تعتقده تلك النخب. وتصاعدت حدة الخطابات والتصريحات الإعلامية بين القوى الجنوبية التي تطالب بالاستقلال وكذا القوى الجنوبية المتحالفة مع الرئيس عبدربه منصور هادي الذي لا يزال يتمسك بمشروع الأقاليم الستة التي أعلن الجنوبيون قبل الحرب الأخير رفضهم لها. ورفض الجنوبيون في تظاهرات شعبية مؤتمر الحوار اليمني ونتائجه، وحتى ان الفريق الجنوبي الذي شارك في مؤتمر حوار صنعاء، كممثل للجنوب انسحب من المؤتمر احتجاجا على مشروع تقسيم الجنوب. وتقول مصادر سياسية في عدن ل(اليوم الثامن) "إن قيادات حراكية موالية لهادي بعضها يقيم في السعودية، تعمل ليل نهار على تصوير الصراع في عدن بأنه صراع بين قوى جنوبية، وان لا دخل للقوى الشمالية في هذا الصراع". وفسرت تلك المصادر "أن هذا التوجه الهدف منه توجيه رسالة للمبعوث الأممي الجديد البريطاني "مارتن غريفيث"، ان الحراك الجنوبي مجمع على مشروع الرئيس هادي والذي قضى بتقسيم بلادهم إلى أقليمين (عدن وحضرموت)، وانه صاحب الصوت الأقوى في هذا المشروع". وقدمت اطراف اقليمية دعما كبيرا لهذا الحراك الذي يعد جزء من قياداته على ارتباط بإيران وقطر وتركيا. وكثفت قيادات حراكية موالية لهادي من خطاباتها، التي يصفها جنوبيون بالمضللة، تصور الصراع في عدن بأنه صراع بين قوى جنوبية وأن لا دخل للشماليين في ما يحصل في عدن من صراع. وبرأ القيادي في الحراك الجنوبي عبدالكريم السعدي في تصريحات صحافية، حزب الإصلاح اليمني من مشاركته في الحروب التي شنت على الجنوب، واختصر ذلك على ان اعداء الجنوب هم "الحوثيون والعفاشيون". وقال السعدي في تصريحات السبت "إن حقيقة الصراع هي جنوبية بحتة وتنحصر بين عدة مشاريع منها "مشروع العودة إلى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية قبل 1990م، والمشروع الثاني، هو مشروع العودة إلى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بعد يناير العام 1986م، والمشروع الثالث، هو مشروع دولة الجنوب العربي". وأما المشروع الرابع، يقول السعدي "هو مشروع الجنوب الجديد الذي لا يتفق مع المشاريع الثلاثة السابقة والذي يلقى الإجماع الجنوبي الأكبر". وزعم السعدي أن "هذه هي المشاريع المتصارعة وبوضوح والمحاولة التي يبذلها البعض لتصوير الصراع على أنه صراع مشاريع جنوبية شمالية فهو إنما ينطلق من حالة هروب من واقع مخجل وإدراك هذا البعض من هيافة واضمحلال مشاريعهم الداخلية الجنوبية التصارعية". وتسعى اطراف يمنية مدعومة من اطراف اقليمية السيطرة على عدن واقصاء الاطراف الجنوبية التي تطالب بالاستقلال، الأمر الذي يؤكد ان مشاريع ما دون الاستقلال واستعادة الدولة السابقة، مشاريع تقف خلفها اطراف اقليمية يقول جنوبيون إنها تريد اعادة الهيمنة الشمالية على الجنوب مرة أخرى. ويرفض غالبية الجنوب ما يصفوها بالمشاريع المنقوصة والتي تنتقص من حقهم في استعادة دلتهم السابقة على ترابها الوطني بحدود العام 1990م.