أن المعضلة الاساسية التي يواجها المجلس الانتقالي الجنوبي هي أن الجانب الدولي لايعترف إلا بشرعية الرئيس هادي وحكومته التي هي الجمهوريه اليمنيه وهذا شكل معضلة ايضا للجانب الإقليمي وللمجلس الانتقالي الجنوبي مما جعل خطاب المجلس الانتقالي الجنوبي مزدوجا عند الحديث عن الرئيس هادي وذالك بسبب هذه المعضلة . كما أن هذه المعضلة قد جعلت المجلس الانتقالي الجنوبي يدفع دون استلام ثمن حيث أنه كان من يدفع أكبر كميه من ضريبة الدم عند تحرير الجنوب من الحوثيين باسم المقاومه الجنوبيه ولا زال يدفع ضريبة الدم في الساحل الغربي ضد الحوثيين كما يدفع أيضا في مكافحة الإرهاب أي أن المجلس الانتقالي الجنوبي كان رأس الحربه في مواجهة المشروع الإيراني في في منطقة شبه الجزيرة العربية وأداة تنفيذه الحوثيين وكذا مكافحة الإرهاب مما جعله هذا العمل شريكا أساسيا للجانب الدولي والإقليمي . ولهذه الشراكه كنا نتوقع أن الجانب الإقليمي سوف يضغط على الشرعية بفرض واقع على الارض يعني فك ارتباط الجنوب بالجمهورية العربيه اليمنيه بدون الإعلان عن ذالك بتعيين كل المحافظين في الجنوب من المجلس الانتقالي الجنوبي وبناء جيش وأمن في هذه المحافظات خاضعا للمجلس الانتقالي الجنوبي على غرار النخبه والحزام الأمني وتصفية الجيش من المحافظات الجنوبية والزج به في مواجهة الحوثيين . كما ان هناك معضلة عدم وضوح الأهداف الاستراتيجية للجانب الدولي والإقليمي في اليمن والتي من الطبيعي ان تكون تخدم مصالح الجانب الدولي والإقليمي ولن تكون من اجل خدمة مصالح الجنوب ولكن ما نأمله أنها تتلاقى مع مصالح الجنوب . كما يواجه المجلس الانتقالي معضلة مشاركته الجانب الأمني في المحافظات المحررة من الحوثيين مع الشرعيه في حين أن الجوانب الأخرى كلها في يد الشرعيه مما أظهر المجلس الانتقالي وكأنه المسؤول عن انهيار الأمن في هذه المحافظات بالرغم ان السبب الحقيقي لانهيار الأمن هي الشرعيه من خلال رعايتها لبؤر الفساد والإرهاب في تلك المحافظات . كما يواجه المجلس الانتقالي الجنوبي معضلة الكيانات الجنوبيه التي تنتجها الشرعيه بين الحين والآخر كلما رأت الشرعيه نجاحا للمجلس الانتقالي الجنوبي داخليا أو خارجيا . لذى فإن على المجلس الانتقالي الجنوبي أن يفكر كيف يحل هذه المعضلات حلول واقعيه تخدم الأهداف الاستراتيجية لشعب الجنوب المتمثلة في استعادة الجنوب وبناء الدوله المدنيه الفيدرالية فيه.
