أجمع العديد من الناشطين والمدونين الحضارم في وصفهم ل "بيان عمرو بن حبريش" صاحب ومالك "مؤتمر حضرموت الجامع" بأنه بيان صادر عن مكتب جنرال النهب والقتل والمستبيح لدماء وثروات الحضارم وأبناء الجنوب . وأجمع كل من تناول البيان بالتعليق الساخر أن "عمرو حبريش" المفرّط في دماء أبيه "علي بن حمد" وعمه "سعد بن حمد" مقابل مال وسيارات من نفط المسيلة أرض الحموم أرض آبائه وأجداده لن يستطيع وليس مستوى إنتزاع حقوق حضرموت والحضارم .
من جهة أخرى وصف الأكاديمي الحضرمي الدكتور "سعيد سالم الجريري" بيان "عمرو بن حبريش" بالهزيل" .
وقال "الجريري" في موضوع تلقاه محرر "شبوة برس": أدناه بيان صحفي أقل ما يوصف به أنه هزيل، ولا يليق بحضرموت ويقدمها بصورة المستعطف، المستضعف نفسه، المنتظر على أبواب التحالف، وشرعية بلا أرض ولاسماء، ليشرح مظلمته، قائلاً لهم: "شوفوا نحن ناس زيان، وأنتم وشرعكم"، محيلاً المجتمع الحضرمي المتمدن إلى تجمعات قبلية خارجة من وديانها، لا فئات اجتماعية تجاوزت المنظومة القبلية التي لم يبق منها في حضرموت سوى رابطة الأنساب لا أكثر .
يبدو لي، وآمل أن أكون مخطئاً، أن البيان الصحفي ليس أكثر من تهويشة إعلامية. وإن لا، فكل ما تضمنته مخرجات مؤتمر حضرموت الجامع ذات احترام ومكانة في الأجندة الجنوبية، ليس منةً من أحد، ولكن استحقاقاً لا يمكن تجاوزه، فلمصلحة من يشيح البيان الصحفي عن مسار انتزاع الحق، ويصطف مع شرعية سامت وتسوم حضرموت سوء العذاب والانتهاب، وهو يدرك أن لا دولة في صنعاء سوى دولة الحوثي، ولا شرعية إلا في الفنادق والعواصم، حيث لا شرعية على الأرض إلا للشعب على أرضه في حضرموتوشبوة وسقطرى والمهرة وأبين والضالع ولحج وعدن، وهو ما ينبغي أن يوليه الجامع أهميته برؤية واقعية لترتيب البيت المشترك على قاعدة شراكة كاملة وحقيقية في صناعة الحدث، ويكون لحضرموت دور بحجم إرادتها الشعبية الذي تستصغره مثل هذه البيانات. ينبغي ذلك بدلاً من منهجية كلما تقدم الجنوب خطوة لاستعادة الحقوق المستلبة، يطيّر هذا أو ذاك في حضرموت بياناً أو تصريحاً لا يقدم ولا يؤخر للتهويش، فالجالس على مدرجات التفرج ليس كاللاعب في الميدان، المنافس على نيل البطولة.
* ازدواجية عمرو الرسمية والشعبية تضر حضرموت، فلا تجعلوها هُزأة (للي يسوى واللي ما يسوى) ، مع كل التقدير الشخصي للأخ عمرو ، فهو أخ عزيز ابن أخ و شهيد عزيز ، لكن السلطة والمعارضة لا تجتمعان في شخص، وسبحانه تعالى "ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه".