لقنت القوات المسلحة الجنوبية مليشيات الحوثي هزائم قوية وأفشلت كل محاولاتها البائسة في إحراز أي تقدم يذكر على جبهات شمال وغرب الضالع. ولقي عدد من القيادات الحوثية مصرعهم ومن بينهم المدعو عبدالحميد محمد الغرباني الملقب "أبو آدم" مع أربعة من مرافقيه وأكثر من عشرة آخرين من مقاتلي المليشيات الحوثية في المعارك الأخيرة التي اندلعت بين وحدات القوات الجنوبية ومسلحي المليشيات أثناء قيام عناصر حوثية بعملية تسلل باتجاه تبة عثمان بجبهة الفاخر شمال غرب محافظة الضالع.
وجاء مصرع القيادي الحوثي الغرباني مع 14 عنصرًا على وقع ضربة استباقية نفذتها وحدات من قوات اللواء الأول مقاومة جنوبية قبل يومين أثناء محاولة تسللهم باتجاه تبة عثمان الاستراتيجية بجبهة الفاخر شمال غرب الضالع، حيث لقوا مصرعهم بعملية مباغتة بعد أن تم رصد تحركاتهم ومراقبتهم. وأكد القائد صبري السيلة أن القوات المسلحة الجنوبية تواصل عملياتها العسكرية التي تحصد رؤوس القيادات البارزة للمليشيات الحوثية التي تصل إلى جبهات شمال الضالع، فخلال اليومين الماضيين نفذت وحدات من القوات الجنوبية عددًا من العمليات العسكرية والتي أدت لمصرع قيادي حوثي يكنى "أبو آدم" في عملية مباغتة وعملية أخرى أدت لهلاك قيادي حوثي آخر يعمل في الأمن الوقائي التابع للحوثيين ويدعى عبدالجبار البخيتي المكنى بأبي علي بعد أن تم نقله جريحا إلى أحد مشافي محافظة إب والذي فارق الحياة متأثرًا بإصابته البليغة التي أصيب بها خلال العملية التي سقط فيها عدد من عناصر المليشيات الذين كانوا بجانبه بين قتيل وجريح، وذلك خلال العمليات العسكرية المباغتة التي تم تنفيذها من قبل وحدات عسكرية تابعة للواء الأول مقاومة ومساندة القوات الجنوبية المشتركة والتي تم التخطيط لها لدك إحدى الثكنات العسكرية التي تحوي على مخزن أسلحة ومركز سيطرة تابع للمليشيات الحوثية في قطاع جبهة الفاخر شمال غرب الضالع . وقالت مصادر ميدانية: "إن جبهات الضالع شهدت الأيام الماضية عمليات هجوم حوثية باتجاه مواقع القوات الجنوبية في قطاعات الفاخر وبتار وباب غلق في مسعى جديد لاختراق التحصينات المنيعة، وكعادتها لم تعد إلا بعشرات القتلى والجرحى وهزيمة أخرى تضاف إلى سجلها. ومنذ إعلان وقف إطلاق النار من قبل الأشقاء في التحالف هناك الكثير من العمليات التي قامت بها المليشيات الحوثية منها عمليات تسلل وعمليات هجومية وتم صد وإفشال كل العمليات وتكبيد المليشيات خسائر كبيرة".
تعزيزات حوثية وأفادت مصادر استخبارية من عمق العدو أن جماعة مليشيات الحوثي قامت بدفع تعزيزات جديدة وتزج بها إلى جبهات شمال الضالع. وعززت المليشيات قواتها من مناطق حبيش والقفر بعد إجبار أهالي تلك المناطق بالقوة وتحت تهديد السلاح على القتال معهم ووصل الأمر بهم إلى اقتحام منازل المواطنين وانتهاك العادات والتقاليد والأعراف القبلية في تلك المناطق . وكشفت مصادر ميدانية عن وصول عدد من الأطقم محملة عناصر حوثية معززين بالأسلحة إلى قطاع حبيل يحيى. جاهزية عسكرية وتجدر الإشارة إلى أن القوات المسلحة الجنوبية المرابطة في جبهات محور الضالع دائما ما تكون في جاهزية عالية واستعداد تام لكل الاحتمالات وفي انتظار توجيهات القيادة السياسية في المجلس الانتقالي ممثلة بالرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي لشن عمليات نوعية. وحذرت قيادات عسكرية مليشيات الحوثي من أي محاولات تسلل أو هجوم. وقالت: "سنفاجئ المليشيات بضربات قاسمة في الزمان والمكان الذي لن تتوقعه". وأشارت إلى أن المحاولات الحوثية البائسة لم تقتصر على المواجهات المباشرة بل تعمد مرارا وتكررا للقيام بعمليات تسلل سرعان ما يتم رصدها وإفشالها قبل الوصول إلى نقطة الاستهداف.
تفقد المرابطين وفي السياق قام العميد عبدالله مهدي سعيد، رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي، محافظة الضالع، رئيس العمليات المشتركة، وبمعية نائب قائد محور الضالع قائد قوات الحزام الأمني رئيس اللجنة الأمنية بالمحافظة العميد أحمد قائد القبة، وقائد اللواء الرابع مقاومة العقيد أوسان الشاعري، ومدير عام مديرية الضالع الأستاذ عبدالواسع صالح، بزيارة تفقدية للخطوط الأمامية في قطاع باب غلق جنوبي منطقة العود. وخلال الزيارة تفقد العميد مهدي والقيادات العسكرية عدداً من مواقع المرابطين في القطاع، وأشادوا بثبات المقاتلين فيه، كما أشادوا بالصمود الأسطوري الذي تبديه وحدات القوات المسلحة الجنوبية والمشتركة ضد المليشيات الحوثية المدعومة إيرانياً في مختلف القطاعات القتالية لجبهات الضالع بشكل عام. واستمع العميد مهدي والوفد المرافق له إلى شرح مفصل قدمته قيادة القطاع من قوات الحزام الأمني عن سير العمليات القتالية ومدى جاهزية الأبطال فيها. وشدد العميد مهدي على أهمية الاستعداد القتالي ورفع اليقظة والتماسك والتلاحم فيما بينهم والتحلي بالصبر والحكمة لمواصلة المعركة المصيرية للدفاع عن الأرض والعرض والدين من المليشيات الحوثية التي لا تزال يراودها وَهْم دخول الضالع، مؤكداً أن قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزُبيدي على تواصل مستمر تجاه كافة الجبهات، وتبذل جل اهتمامها في كافة المجالات السياسية والعسكرية والأمنية للسير بهذا الوطن في طريق آمن. من جانبه أكد نائب قائد محور الضالع قائد قوات الحزام الأمني العميد أحمد قائد القبة أن أبطال قوات الحزام الأمني والقوات المسلحة الجنوبية في قطاع باب غلق ومختلف القطاعات القتالية في جبهات الضالع في أتم الجاهزية ويخوضون معارك متواصلة ضد مليشيات الحوثي الإجرامية، ويكبدونها خسائر فادحة بالأرواح والعتاد، وكلما حاولت هذه المليشيات التقدم تتلقى ضربات قاصمة ما يدفعها للفرار تاركةً جثث قتلاها مرمية وراءها في الشعاب. وقال القبة: "إن قوات الحزام الأمني والقوات المسلحة الجنوبية والمشتركة في جبهات محور الضالع على أهبة الاستعداد وفي انتظار توجيهات القيادة السياسية في المجلس الانتقالي الجنوبي وقيادة التحالف للتقدم صوب المناطق التي لا تزال تحت سيطرة المليشيات الحوثية جنوبي مدينة إب لتطهيرها وملاحقة هذه المليشيات إلى عقر ديارهم". فيما ثمن المرابطون في قطاع باب غلق زيارة قيادة العمليات المشتركة وقيادة المحافظة التي تؤكد مدى تلاحم الصف الجنوبي في المعركة المصيرية قيادةً وأفرادًا، مؤكدين استعدادهم التام لتنفيذ المهام العسكرية الموكلة إليهم على أكمل وجه بمعنويات عالية.