شركات الاتصالات تراوح بين تطوير وتنويع خدماتها ومحاربة 'سكايب'، و'واتس أب' و'فايبر' بطرق قانونية. لندن - مع تزايد شعبية التطبيقات التي تسمح للناس حول العالم من التواصل عبر الإنترنت سواء عبر المحادثات الصوتية او الرسائل القصيرة المجانية، تزداد خسائر شركات الإتصالات التي تحاول جاهدة الخروج من عنق الزجاجة بابتكار عروض خاصة ومغرية على خدماتها في محاولة منها لاستعادة مكانتها المهددة في سوق الاتصالات. وتخوض شركات الاتصالات في العالم معركة "كسر عظم" مع الشركات المنتجة للتطبيقات المجانية، بعد اصبحت تخشى ان يفرمها قطار التكنولوجيا الرقمية في طريقه. وتعمل هذه الشركات على تعزيز خدماتها وتنويعها لاستعادة قاعدة عملائها وذلك من خلال ايجاد بيئة تنافسية جديدة وكسر الاحتكار في سوق الاتصالات، ورفع جودة وكفاءة الخدمات المقدمة وخفض أسعارها ومن ضمنها تكلفة الاشتراكات. وتعمل كل شركة على ابتكار أفضل المنتجات والعروض وتقديمها بأحسن الاسعار لاجتذاب أكبر قاعدة من العملاء، وتتسابق مختلف شركات الاتصالات سواء الحكومية او الخاصة على خفض أسعار اشتراكات الهواتف القارة والمتنقلة وتكلفة المكالمات والرسائل القصيرة، كما انها لا تبخل على المستخدمين بمنحهم عروض مجانية وامتيازات خاصة واستثنائية لا سيما في المناسبات والاعياد التي تتكثف فيها حركة الاتصالات. ولم تكتفي شركات الاتصالات بتطوير بيتها الداخلي واعادة ترتيبه والقيام بالعديد من البرامج لدعم كوادرها وموظفيها وتطوير قدراتهم المهنية والتقنية حتى تواكب متطلبات العصر التكنولوجي بل تعدت ذلك الى محاولة لجم التطبيقات المجانية وفرملة حركتها تحت ستار القانون. 'اتصل بحرية' يصم اذان السعودية وتعتمد تطبيقات المحادثة مثل "واتس أب" و "فايبر" على خدمة الإنترنت، ولذلك فهي مجانية سواء كان التواصل بين المستخدمين في نفس الدولة أو خارجها، ما أعطى ميزة اضافية لمستخدمي هذه التطبيقات، وهي أن مكالماتهم ورسائلهم تظل مجانية سواء كانت محلية أو دولية. وكان تطبيق "واتس أب" قد ظهر لأول مرة في العالم عام 2009، الا أنه سرعان ما تحول الى أحد أهم تطبيقات المحادثة المجانية المتوافقة مع الهواتف الذكية، الى جانب "فايبر" و"تانغو" و"كاكاو" والعديد من التطبيقات الأخرى المشابهة. وافاد تقرير نشر في وقت سابق ان تطبيقات المحادثات الهاتفية المجانية تمثل التهديد الأكبر لشركات الاتصالات في العالم، بعد أن تزايد الاعتماد عليها بصورة كبيرة وانخفض في المقابل استخدام المكالمات والرسائل النصية القصيرة التي ظلت طوال السنوات الماضية تستخدم بصورة تقليدية وعلى نطاق واسع للتواصل. وقدرت الخسائر التي ستتكبدها شركات الإتصالات حول العالم بحوالي 23 مليار دولار من عائدات الرسائل القصيرة بنهاية 2012 بسبب تطبيقات المحادثة الفورية عبر الإنترنت. وتتوقع مؤسسة "افوم" للأبحاث أن تصل الخسائر حتى 54 مليار دولار بحلول عام 2016 فقط من الرسائل القصيرة التي يتسبب بها تطبيق واتس اب. وقالت محللة شؤون الإتصالات أن شركات الإتصالات الخليوية ترزح تحت ضغط تطبيقات الرسائل الإجتماعية وتفقد شيئاَ فشيئاً عائداتها من هذا القطاع الحيوي. وبلغ إجمالي الرسائل الفورية التي تم تداولها عبر التطبيقات المجانية في 2012 حوالي 41 مليار رسالة، وهو أعلى بنحو الضعفين من الرقم المتوقع بالنسبة للرسائل النصية القصيرة. ويتخوف الكثير من مستخدمي برامج التواصل المجانية في السعودية أن يكون مصيرها نفس مصير برنامج "فايبر" الذي تم حجبه قبل عدة أيام من قبل هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات لأسباب تعزوها الهيئة إلى أنها متطلبات تنظيمية. واعلنت هيئة رسمية سعودية معنية بقطاع الاتصالات انها اوقفت في وقت سابق خدمة الفايبر لان التطبيق بوضعه الحالي "لا يفي بالمتطلبات والانظمة السارية" في المملكة، بحسب بيان على موقعها الالكتروني. وكشف الرئيس التنفيذي ومالك شركة "فايبر ميديا" ماركو تالمون أن فريق المطورين لديه يعمل حاليا على حل تقني يقوم على جعل الطرف الثالث في عملية الاتصال بين التطبيق ومستقبل الخدمة غير قادر على تعطيل الاتصال وفي أسوأ الحالات يجعل قدرته على الحظر أكثر جهداً وصعوبة. وأضاف "أن خبراء شركته نجحوا في خرق الحظر المفروض من قبل هيئة الاتصالات السعودية على تطبيق "فايبر" عبر استعادة الرسائل النصية كخطوة أولى وستتبعها إعادة المكالمات الصوتية خلال وقت قريب ومن ثم عودة الخدمة بشكل كامل". وقلل مالك "فايبر" من الضرر الذي سيلحق بشركته عقب قرار الحظر، لافتا إلى أن سوق التطبيق بالمملكة يعتبر صغيرا جدا مقارنة بالأسواق العالمية واكد انه عازم على رفع شعار شركته "اتصل بحرية"، هو ما يسعى كل طاقم العمل فيها لتحقيقه، عبر ضمان بقاء العملاء في المملكة متصلين بكل حرية ودون أية قيود. وحذّر خبراء من عودة السعوديين إلى عهد "الفاكس" و"التلكس" والمحادثات الهاتفية الباهظة الكلفة. واقر الكثير منهم بعجز هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات عن شرح المبررات التي حدت بها إلى منع تطبيق فايبر للمحادثات والرسائل المجانية في المملكة، متمسكة بعبارتها الغامضة: "عدم استيفاء المتطلبات التنظيمية ومخالفة الأنظمة السائدة في المملكة". ولفت خبير فضل عدم ذكر اسمه إلى أن تحجج الهيئة بأنها أوقفت "فايبر" لعدم استيفائه متطلبات لائحة الهيئة التنظيمية "كلام غير دقيق، لأنه لا توجد لائحة لتنظيم عمل مثل هذه التطبيقات أصلاً". وأكد أن أسباب منع "فايبر" أمنية واقتصادية. وأوضح أنه على الصعيد الاقتصادي فبرامج مثل "فايبر" و"سكايب" و"واتساب" باتت تشكل خطراً على سوق المعلومات في السعودية. وأضاف "برامج التواصل المرئي والصوتي مثل فايبر وسكايب ضربت شركات الاتصالات السعودية، فيما أثر واتساب في عائد خدمة الرسائل القصيرة".