موقف سياسي بالغ الأهمية عبّر عنه المجلس الانتقالي الجنوبي، بعث برسالة لكل من يهمه الأمر، بأنه متمسك بحقه السياسي الأصيل في المشاركة في العملية السياسية، وأنه لن يقبل أي محاولات لتهميشه. هيئة رئاسة المجلس الانتقالي أكّدت أهمية الإسراع بتشكيل الوفد التفاوضي المشترك وفقًا لمخرجات اتفاق الرياض، وشدّدت رفضها لاستمرار التفرد بإدارة ملف المفاوضات بما في ذلك المفاوضات الجارية لتمديد الهدنة وفتح الطرقات التي تتم بشكل أحادي.
هيئة الرئاسة أكّدت كذلك مخرجات اتفاق الرياض الذي رعته المملكة العربية السعودية، والمشاورات التي رعتها الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في العاصمة السعودية الرياض، باعتبارها مرجعيات أساسية للعملية السياسية التوافقية، منوهة بأن أي حديث عن مرجعيات لاتفاقيات أخرى لم يشارك فيها المجلس، غير مُلزمة للمجلس ولا يعتد بها.
بيان المجلس الانتقالي في هذا الصدد يحمل أهمية بالغة كونه يعبر عن تمسُّك جنوبي كامل بحقه الأصيل في المشاركة بالعملية السياسية، باعتباره طرفًا أساسيًا وفقًا لمخرجات اتفاق الرياض ومن ثم مشاورات الرياض.
وعلى ما يبدو، فإنّ الفصائل المعادية للجنوب راهنت على عامل الوقت من جانب مع محاولة إثارة خلافات جانبية ونعرات ميدانية في مسعى لتشتيت الجنوب ومن ثم إقصائه من المشهد السياسي.
ولا يمكن فصل العمليات الإرهابية التي ضربت الجنوب مؤخرًا، عن مخطط استهداف الجنوب ومحاولة تهميشه، فهذه العمليات هدفت بشكل مباشر إلى محاولة استفزاز الجنوبيين وإثارة صراع مفتوح وواسع النطاق على أراضيه.
غير أنّ الموقف السياسي الأخير الذي عبّرت عنه هيئة رئاسة المجلس الانتقالي، حمل تأكيدا جديدا على أنّ الحل السياسي لن يكن مكتملًا إلا بحضور الجنوب، وبل بتمثيل عادل، والأكثر من ذلك أن يضمن المسار حلًا عادلًا لقضية شعب الجنوب وتلبية تطلعات مواطنيه باعتبار ذلك أولوية مُلحّة لن يحيد عنها المجلس الانتقالي مهما زادت التحديات.
