الدلالات على حضاريه عدن والمجتمع العدني في خمسينيات وستينيات القرن الماضي واضحه وجليه وفي ما يلي اضرب بعضاً قليلاً لامثله على تلك الحضاريه الاجتماعيه في ذلك الزمن (وهناك دلالات كثيره ماديه و بنيويه وخدماتيه الا انني لن اتطرق اليها في هذه العجاله وانا هنا اذكرها كديباجه او تاسيس للسؤال الذي ساطرحه في اخر هذه الخاطره. ومن هذه الدلالات على حضاريه عدن والمجتمع العدني وقتها ما يلي: 1- التسامح بين افراد وطوائف المجتمع والقبول بالاخر .كانت تلك الظاهره منقطعه النظير في سموها وجمالها حتى والله اننا كنا لا نعير أي اهتمام على طائفه اواصل او ديانه الطالب الجالس الى جانبنا في الصف –هذا ان عرفنا ماهيتها في المقام الاول. 2- مناصره ودعم الاقل حظا في المجتمع حيث كان هناك a.جمعيه ومعهد للعميان b.كافه الجمعيات الخيريه بما في ذلك جمعيات سخيه ترعى الارامل واليتام 1. c. حتى بل كانت هناك جمعيه للرفق بالحيوان 3- وجود الجمعيات الفاعله في صنوف الفن والادب دون تمييز بين الناس او حجبها عن زيد او عبيد. 4- وجود كافه النشاطات التي كانت تعتمد في المدارس والتي كان الهدف منها صقل شخصيه الطالب وتوسيع قدراته وترسيخ ثقته بنفسه وتعريفه بمجتمعه . واذكر تماما عندما كنت طالبا في متوسطه التواهي وكان مديريها وقتها استاذي القدير والمربي المشهود له يوسف السعيدي-اقول اذكر اننا كنا نقوم بنشاطات متنوعه بما في ذلك الرحلات التعليميه المتعدده والمسرحيات بالعربيه (وحتى بالانجليزيه) والنشاطات الفلكلوريه حتى اذكر انهم اخذونا الى اذاعه عدن حيث شاركنا في احد برامجها - رحم الله استاذي العزيز يوسف السعيدي ( الصور المرفقه تبين بعض تلك النشاطات) 5- الانضباط الهائل بقوانين المرور –انضباط ذاتي المنبع بوازع ودافع شخصي وكانت تلك دلاله حضاريه واضحه الى جانب التصميم المجتمعي على ابقاء شوارع عدن دائما نظيفه 6= الشغف بالقراءه وتنوع الكتب المؤلفه من شخصيات عدنيه معروفه مع وفره في الصحف باللغه العربيه وانجيزيه التي اسست بل كانت هناك مكتبه متنقله تمتعت انا شخصيا بالاستفاده منها. انا اسأل نفسي دائما ماهي الاسباب التي ادت الى هذا السمو الحضاري واسالها ذلك من منطلق ايجاد سبل لاعادتها السؤال الذي احب التركيز عليه هو ما هي الاسباب وراء حضاريه عدن وقتها وليس السؤال عن ماهي الاسباب الي دمرت حضاريه عدن فتلك معروفه وقد كُتب الكثير عنها وخطر في بالي الامور التاليه كاسباب والله اعلم: 1. وجود جو من الحريه الفكريه وقتها والابداع والحضاره يحتاجان لجو كهذا ليتالقأ. 2. المستوى المعيشي الذي كان لا باس به وقتها اطلق الطاقات تجاه تلك الحضاريه 3. كان مستوى التعليم وقتها- بين العدنيين- جيد وذلك امر لابد منه كخلفيه وكمنصة وثب في افاق الحضاريه لعل الاسباب هذه كلها مجتمعه كانت وراء حضاريه عدن لا اشك ان هناك اسباب اخرى اخرى غيرالتي ذكرتها. انا متفائل جدا اننا سنرى في المستقبل الغير بعيد عوده عدن –حاضره الجنوب- الى رونقها الحضاري القديم- باذن الله تعالى وستكون مناره مشعه يفتخر بها كل الجنوبيين عبدالله احمد السياري
-- Abdulla A Al-Sayyari MBA, BSc (Lon), MBBS (Lon), MD (Lon), FRCP, FRCP (Edin), FACP, PhD (Non) Professor of Medicine King Saud bin Abdulaziz University for Health Sciences Head, Division of Nephrology & Renal Transplantation, King Abdulaziz Medical City, Riyadh Editor in Chief, Saudi Journal for Kidney Diseases & Transplantation
