انتشر مؤخراً مقطع فيديو لشخص يذكر فيه انا تاب الى الله من مناصرة اللقاحات وانه الان يحذر من أنها قاتلة للأطفال ( هذا المقطع وصلني حتى الأن في اكثر من 50 رسالة من أصدقائي عبر الواتس ) . وانا هنا لا يهمني من الشخص ولا صفته ولا عمله ولست معنياً بالرد عليه . ولكني احببت أن أوضح أن الأبحاث والاستنتاجات الطبية والعلمية عموما تعتمد على طرق و اساليب محددة علمياً متبعة منذ مئات السنين ولا تعتمد على مشاهدات شخصية ( مغلوطة ) . والمشاهد العادي ( اقصد به المجتمع عموما ) حاليا يشاهد والبعض يعاني من إصابة أطفاله أو أطفال أقاربه أو جيرانه بمرض الحصبة . ولو رجعنا الى فترة قبل انتشار اللقاحات و سألنا كبار السن من الآباء والأمهات لتذكرنا و ذكروا لنا معاناتهم من جراء أمراض الطفولة و أن هناك وفيات تحدث بشكل يومي بين الاطفال . وكان من نتائج إنتشار اللقاحات في عموم اليمن بعد الحملات الوطنية التي نفذت في شطري اليمن قبل الوحدة في الفترة من يناير الى ابريل عام 1990م ان انخفضت بشكل كبير الاصابات بهذه الامراض . حتى انه من عام 1995 الى عام 2006م حيث كانت التغطية باللقاحات تفوق نسبة 95% من المستهدفين لم يتم تسجيل اي حالة حصبة في وادي حضرموت و كانت حالات السعال الديكي المبلغ عنها لا تتجاوز العشر حالات ( راجعوا سجلات العيادات و اقسام رقود الاطفال في المستشفيات ) . ومنذ عام 2006 م بدات الاصوات النشاز تظهر هنا وهناك ضد اللقاحات ( ولم تجد من يقف ضدها ) وبداء التراجع التدريجي بالتغطية باللقاحات وبدات الحصبة بالظهور كحالات فردية متزايدة وكانت اعلى اعداد سجلت عام 2018م حيث سجلت ما يقارب 600 حالة حصبة ( معظمها في اطفال غير مطعمين في مدينة تريم ) . تزايد الرفض و انخفضت التغطية باللقاحات حتى وصلت بالكاد الى 80% في العام الماضي . وتفشت الحصبة ابتداء من النصف الثاني من عام 2020م وتركزت بداية في المناطق ( حوطة احمد بن زين ، شحوح ، قرن سيئون ) وكانت في فئات من الوافدين او النازحين غير مطعمين ثم تفشت بين الرافضين للقاح في المجتمع المحيط بهم . خلال السبعة اسابيع الماضية من العام الحالي سجلت 450 حالة حصبة ( ارتفاع مخيف لعدد الحالات ) نسبة 96٪ منها رافضين اللقاح . منها 311 حالة في مديرية سيئون وحدها ومنها 151 حالة في قريتين صغيرة جدا من ضواحي مدينة سيئون . صاحب العقل يقارن العلاقة بين ارتفاع التغطية و انخفاض حالات الاصابات وبين ارتفاع معدلات الرفض و ارتفاع الاصابات في مناطق محددة وانحصارها على الرافضين منهم . عودة للحديث عن الفيديو : اشار المتحدث انه بعد جائحة كورونا تاب الى الله و صام شهرين ولم يطعم اطفاله واحفاده الذين ولدوا بعد ذلك و لاحظ عليهم النمو السليم و الذكاء و الفصاحة والنطق عكس ماعاناه من غباء الذين ولدوا قبل كورونا وكانوا مطعمين. كورونا تفشت في عام 2020 وهذا يعني انه لاحظ ذلك على من ولدوا خلال عامي 2021 و 2022 م اللبيب يسأل كم عدد الاطفال والاحفاد الذين يمكن ان يلدوا لشخص خلال عامين و كيف يمكن ان يلاحظ عليهم الفطنة والفصاحة و النطق السليم خلال عامين فقط ..الا اذا كانت لديهم معجزات المسيح عليه السلام . ربنا أكرمنا بالعلم والعقل والتمييز دونا عن باقي مخلوقاته والحليم يفهم . . جعفر بن عبيدالله مدير التحصين حضرموت الوادي والصحراء