طلب "ديفيد كاميرون" وزير خارجية بريطانيا في زيارته الأخيرة لعمان قيام مسقط بإقناع الحوثي بالكف عن العمل كمتعهد لرعاية المصالح الإيرانية، ووقف استهداف السفن، أو الشروع في الخطوة التالية، تكسير عظام قوته المسلحة وتجهيز البدائل المحلية السياسية والعسكرية". وقال الكاتب السياسي المقيم في لندن الأستاذ "خالد سلمان" في موضوع حصل محرر "شبوة برس" على نسخة منه من على نافذة الكاتب على منصة إكس: هي دبلوماسية الفرصة الأخيرة أو الإنذار الأخير أو التمني الأخير. بين ثلاثية هذه التقديرات تأتي زيارة وزيرة الخارجية البريطانية ديفيد كاميرون لسلطنة عمان، لبحث التصعيد الخطير الذي يمضي به الحوثي ،مهدداً الإقتصاد والملاحة الدوليين، وفي ضوء نتائج هذه الزيارة ومخرجاتها يمكن أن تتضح صورة الخطوة التالية: إقناع مسقط للحوثي بالكف عن العمل كمتعهد لرعاية المصالح الإيرانية، ووقف استهداف السفن، أو الشروع في الخطوة التالية، تكسير عظام قوته المسلحة وتجهيز البدائل المحلية السياسية والعسكرية. ليست الرسالة التي سيبلغها كاميرون لصنعاء عبر مسقط ، وحدها من ستحدد مصير المواجهات، بل بالتزامن مع نتائج هذه الزيارة إنتظار طبيعة القرار الذي سيتخذه بايدن، وتحديد طبيعة الرد الذي سيقدم عليه على إثر مقتل الجنود الإمريكيين في الأردن: حدوده ومدى جذريته وما إذا كان سيذهب بعيداً في ضرب إيران، أو حتى بُناها البحرية العسكرية خارج المياه الاقليمية لايران، مكتفياً بمواقع تواجدها في الخليج، ما يفتح على إغلاق قوس المخاوف والتردد لدى الإدارة الديمقراطية، من توسيع نطاقات الحرب، والإنتقال بقواعد الإشتباك الرخوة مع الحوثي إلى موقف أكثر قوة وشمولية وصلابة. الزيارة المتزامنة للمبعوث الأممي لسلطنة عمان مع زيارة رئيس الدبلوماسية البريطانية، هي تنويع الخيارات أمام الحوثي، ففيما يطرح كاميرون إنذاره الحاسم، يقدم جروندبرغ جائزة السلام للحوثي، مقابل الرضوخ لمتطلبات خفض التصعيد في المياه الدولية التهدئة، وكذلك طلبت ذات الشيء مصر عبر قناة خلفية. ضرب إيران بقوة وتصحيح سياسة الردع الإمريكية نحو مزيد من الشدة والصرامة، سيخلط أوراق كل وكلائها في المنطقة، وسيجعلهم يتأرجحون بين مستويين: توسيع نطاق عمليات الإنتقام، أو إدراك أن ردود الفعل الإمريكية بعد كل استهداف، ستكون باهضة وبكلفة عالية فوق قدرة أذرع طهران بل إيران نفسها على الإحتمال.