في ذاكرة جعار ثمة شخصيات عاشت في المدينة لعشرات السنين ، وكانت معروفة لكل الساكنين فيها تقريبا بأسماء شهرتها التي تقتصر على الاسم الأول أو اللقب فقط ، ومن هذه الشخصيات : بدر الحرامي الذي كان يأتي الى المدينة من حيث لا ندري في كل رمضان ثم يغيب عنها الى حيث لا ندري حتى غرّة شهر رمضان التالي . بركة العمياء التي كانت تجول وتدور في أسواق وأحياء وبيوت جعار طول الوقت . نوري التي كانت تلبس لبسا رجاليا وتقضي النهار كاملا في السوق ويقال أنها حاليا في شبوة . الحاج الزيدي صاحب أشهر مطعم للعصيد واللحم البلدي والذي كان بجانب الشرطة القديمة وسط السوق . علي خديجة الدوبي القديم والشحات في آخر سنين عمره . شعتولة الذي كان ورّادا للماء في بداية حياته ثم أصبح دلّالا ثم بائعا للشمّة وعرفنا في أواخر عمره أن اسمه خلوف . اللاصي صاحب المخبازة الشهيرة التي كانت بجانب مقهاية أمين . أبو فضل الرجل اللحجي صاحب كشك الحلويات والمشبّك الذي كان بجانب سوق الخضرة . خالد صاحب مقهاية الشاي والخمير وسط السوق . الصوملي ( عبدالله ) أشهر سكّير في جعار وصاحب المقولة الشهيرة : يا عيني على الصبر تكع تكيييع .
وغيرهم ... وغيرهم كثير .
لم تكن مدينة جعار تحفل بالسؤال الذي أصبح ملحا في الوقت الراهن : من أهل من هذا ؟ ومن قبيلة من ؟ ومن فين ؟ وما الذي جاء به هنا ؟ ولماذا ؟ الى آخر التحقيق الأمني الارتيابي الفضولي غالبا .