نجح الكمين المحكم الذي نصبه ترامب لنظيره الأوكراني زيلنسكي في البيت الأبيض حيث أمر الإعلاميين بحضور الجلسة العاصفة (الكمين) وحثهم على نقل وقائع (المعركة على الهوى) مباشرة. شاهد العالم كيف استفز نائب الرئيس الأمريكي، زيلنسكي وتدخله بعد انتهاء ترامب من الإجابة على سؤال "محرج" من احد الصحفيين حول تحيزه الى جانب روسيا، هذا الاستفزاز الذي لم يمرره زيلنسكي بل الح عليه لتوضيح ماقاله. زيلنسكي لم يظهر الضعف والذلة التي ارادها ترامب ونائبه لكنه لم يكن في وضع يسمح له بالرد الذي يستحقه البيت الأبيض، كما انه قدم إلى الولاياتالمتحدة من اجل توقيع صفقة المعادن الثمينة (المجحفة) مع ترامب وطلب ضمانات أمريكية. السياسة الأمريكية المتكبرة الماكرة اظهرها ترامب في مواجهته مع زيلنسكي لأن قادة أمريكا تعودوا على املاء الأوامر في المكتب البيضاوي على ضيوفهم وماعلى الضيف إلا القبول والتنفيذ وعدم المعارضة. شاهدنا كيف احرج ترامب ضيفه الملك عبدالله بن الحسين في نفس المكان وبنفس الصورة بقبول تهجير سكان غزة الى مصر والأردن بعد ان سأل احد الصحفيين الملك هل تقبل بفكرة ترامب فلم يرد الملك بل قاطع ترامب الصحفي قائلا : سيقبل سيقبل!! كنا نتمنى ان يظهر ملك الأردن بالقدر الذي يستحقه الموقف وان يرد بكلة (لا لن أقبل) لكن هيهات.
المتابع لتصريحات ترامب وما يكتبه على منصة اكس يفهم ان الولاياتالمتحدة في عهد ترامب حسمت امر الحرب في أوكرانيا لصالح روسيا!! لكن قد تطلب الثمن المقابل من روسيا.
(لماذا لا تقدم الشكر لأمريكا!!) ترددت عدة مرات خلال اللقاء (المعركة). يدل هذا على محاولة اذلال الرجل وتشويه صورته امام شعبه على الرغم انه قال : قلنا شكراً لأمريكا.
زعماء أوروبا اصيبوا بالذهول والصدمة من تصرفات زعيم البيت الأبيض مع وفد أوكرانيا برئاسة زيلنسكي الذي امر ترامب بطردهم من البيت الأبيض.. أوروبا ستحاول ترميم الدمار الذي خلفه ترامب بعد هجومه على الرئيس الأوكراني ومحاولة إذلاله في المكتب البيضاوي وطرده مع مرافقيه. زيلنسكي سيلتقي في لندن برئيس الوزراء عند عودته واعتقد سيزور عواصم الدول الأوروبية الداعمه له لكن بدون الدعم الأمريكي يعتبر خسر الرحلة وسيخسر الحرب.
ترامب عازم على انهاء الحرب حتى وان عارضت أوروبا فلدى أمريكا من الأوراق ما يجبر أوروبا على عدم معارضة ترامب.
العلاقات بين أمريكا وأوروبا تحكمها المصالح قبل المبادئ وترامب يضع المصلحة فوق كل اعتبار ولايهمه اذا ضحى بكل شيء من أجلها لأنه اساسا (تاجر) وليس زعيم سياسي. ننتظر جولة زيلنسكي التي ستكون حاسمة في 10 داوننج والتي من المرجح ان ينظم اليها زعماء أوروبا وما يخرج به اجتماعهم "اذا عقد" سيحدد ملامح المرحلة القادمة في علاقات أوروبا وأمريكا في عهد ترامب.