توقيع عقد تسويق وتجميد 100 طن من الدجاج المنتج محلياً عبر جمعية المنصورية    الحر الشديد يحرق محل تجاري بالمهرة    رسميا.. تحديد موعد قرعة كأس العرب 2025    بين هوية الغربة واسرار الفنتازيا في الجني وران ل"حميد عقبي"    "المجاهدين الفلسطينية": قرار اليمن الحظر على ميناء حيفا يعمق أزمات العدو    العليمي وبن دغر أشعلوا الجنوب وعلى الانتقالي مكاشفة التحالف    مجلة أمريكية تعلق على الحظر اليمني على ميناء حيفا    وزير الدفاع الأمريكي: ما حصل في العراق وافغانستان لن يتكرر في اليمن    اسعار الذهب في صنعاء وعدن الثلاثاء 20 مايو/آيار 2025    البكري يناقش مع البرنامج السعودي سير أعمال التعشيب في ملاعب "الروضة والميناء والجزيرة"    البيضاء.. الشرطة تضبط المتهمين باغتصاب وقتل طفلة    البيضاء.. مقتل شاب وإصابة آخرين باشتباكات مسلحة في نقطة تفتيش برداع    بريطانيا وفرنسا وكندا تدعو إسرائيل لوقف هجماتها على غزة "فورا" وتهاجم حكومة نتنياهو    أهمية ميناء حيفا كعادة بحرية للكيان    آثار تعز يوضح حول القطع الاثرية المضبوطة في ساحل باب المندب    الذكاء الاصطناعي: أداة لا تصنع العبقرية    الكشف عن سر إشراك محمد صلاح رغم حسم الدوري الإنجليزي    الصين تعلن خفض معدلات الفائدة الرئيسية لمستويات قياسية    عمران.. الشرطة تضبط متهماً بجريمة قتل    باب الحارة يفقد أحد أبطاله.. وفاة آخر فرد بعائلة "أبو إبراهيم"    زهرة الجنوب تناديكم.. لتعشيب ملعبها التاريخي    أطباء: النوم لأكثر من 10 ساعات يوميا قد يسبب الإصابة بأمراض خطيرة    في الرياض من أخفى الملف بلا معروف    قصاصات في مهبّ أيار    منذ اليوم الأول للإستقلال واليمنيون يقودون الفوضى في الجنوب    الحوثيون.. من مليشيات متمردة إلى قوة إقليمية تخشاها أمريكا    كهرباء التعذيب والقهر    الكشف عن 67 جريمة غامضة    المياحي يمثل امام الجزائية المتخصصة مقيدا وينكر التهم والمحكمة تقرر الفصل في الدفوع والطلبات    الطريق مفتوح… فهل تسقط الأقنعة؟    اليمن الجديد: من ركام الحرب إلى قوة إقليمية صاعدة    بن عزيز يؤكد جاهزية الجيش والإرياني يقول إن مشروع الحوثي محكوم عليه بالفشل    جراء الإهمال المتعمد.. انهيار قلعة تاريخية في مدينة يريم بمحافظة إب    كيف علق عطوان على اعلان اليمن بدء الحظر على ميناء حيفا    انطلاق أولى رحلات الحجاج جواً من مطار الغيضة إلى الأراضي المقدسة    وزير المالية في صنعاء يوقف المخصصات المالية لصندوق النشئ والشباب    تواصل فعاليات مهرجان العروض للفنون الشعبية بصنعاء    كندا تعلق بعض الرسوم الجمركية المضادة على الولايات المتحدة    -    عندما يستنوق الجمل، تحل الناقة محله    وزير الشباب يدّشن المهرجان الصيفي الرابع للموهوبين والمبدعين بالمدارس الصيفية بالأمانة    الوزير الزعوري يبحث مع منظمة رعاية الأطفال استكمال البرامج التدريبية وتوسيع الشراكة    الهيئة العامة للآثار والمتاحف تنشر قائمة جديدة بالآثار اليمنية المنهوبة    عصابات أجرام في أبين جميعهم نازحون يمنيون    اسعار الذهب في صنعاء وعدن الاثنين 19 مايو/آيار 2025    تعز تحتضر عطشاً والسلطة المحلية تبيع الوعود بدل الماء    نزالات عالمية في بطولة "971" للفنون القتالية المختلطة بدبي    لحج.. وفاة وإصابة 5 أشخاص بسقوط سيارة في المقاطرة    دشن مهرجان عروض الفنون الشعبية احتفاءً بالعيد الوطني 22مايو.. الوزير اليافعي: سيدافع عن الوحدة الشرفاء الأحرار على امتداد الوطن الكبير    محافظ الضالع يؤكد على أهمية فتح طريق الضالع صنعاء ويبدي استعداده للتفاوض    نيجيريا تحرز المركز الثالث في كأس افريقيا    مرض الفشل الكلوي (5)    العفرور ... نجم في السماء ظله في الحواري    وزارة الاوقاف تبدأ تفويج الحجاج اليمنيين براً إلى الأراضي المقدسة    أطعمة شائعة ولذيذة قد تساعد في خفض ضغط الدم المرتفع    مسلح حوثي يحرق مسنًا في إب    إب.. ضابط امن يصب الزيت المغلي على بائع مسن    دعوة للمواطنين من دار الافتاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قصاصات في مهبّ أيار
نشر في شبوه برس يوم 20 - 05 - 2025

لم يكن الفشل المتتالي للحكومات أشدّ إيلامًا من الصمت عليه، ومن تواطؤ الإعلام الشعبوي والانحيازات السياسية، وهي التي تجمّل قبح العابثين وتشوّه الحقائق.

يذهب رئيس حكومة، ويأتي آخر من ذات "الكولكشن" المحفوظ في مستودع "الشرعية"، ومع ذلك يظن الناس أن هناك تغييرًا، لكن الحقيقة أن الوجوه ثابتة، ولا تتبدّل سوى المرايا في مقصورة سفينة تائهة.

منذ عقد كامل، وعدن ما تزال عالقة في الظلمة؛ لا تُضاء ولا تستضيء، حتى إنها لم تعد تدري بمن تستنجد، بعد أن تراجعت "المناديل التي لوّحت"ذات يوم إيذانًا بلقاء قريب... لم يأتِ.

فما هي الشرعية إذن؟ ولماذا هي باقية؟ ومن أجل ماذا؟

في الحرب، لا تملك مثقال ذرة من القرار، وفي السلام لا حول لها ولا قوة، لأن "هندسته" تتم خارج الحدود. و بالمجمل، فإنها لا تستطيع تغيير شيء في المعادلة، خاصةً وأن كل مفاتيح"الكونترول" معلّقة على حائط خارج الفضاءات المحلية.

هذه الكيانية الباهتة استنفدت رصيدها الشعبي منذ سنين، ولا ترى فيها الدول الراعية أكثر من أداة تُستخدم عند الحاجة. أما قناعات الداخل والخارج فقد باتت راسخة: إنها ليست مؤهّلة لشيء، سوى كونها "الراية الزائفة" التي يرفعها التحالف العربي و يقايض بها وقت المساومة، أو يوظفها لإتمام صفقة تخدم أهدافه أولًا.

وكلما تصاعدت كرات اللهب جرّاء قصف صنعاء، تعلو معها نبرات خطاب الشرعية حول "عام الحسم"!

والعالم يقرأ مأساة القابعين في قصور الرياض من خلال خطابهم عن النصر المنتظر، تصنعه طائرات أمريكية أو إسرائيلية... وتلك تراجيديا هي من أشدّ اللحظات حلكة في تاريخ الشعوب المنكوبة.

النصر المحتمل في خيالات الفارّين من ديارهم لا يصنعه سوى الوهم وخداع الذات. وها هو ترامب، "زعيم التحولات المنتظرة"، يختنق مداه في أسابيع قليلة، وقد يقرّر "خروجًا استراتيجيًا من مستنقع اليمن"، كما فعلت المملكة. وإن فعل ذلك نهائيًا، فسوف يطلق في الوقت ذاته رصاصة الرحمة على ما تبقّى من وهم الشرعية.

الشمال في قبضة"أنصار الله"، ومن أراد أن يغيّر هذه المعادلة عليه أن يمتلك قراره وموارده، وتلك مسألة مستحيلة في المشهد الحالي. خاصةً وأن أي حرب لم يعد هدفها انتزاع صنعاء، وكذلك أي تسوية، إن استمر "أنصار الله" بهذا الزخم، فلن تتم إلا ل"تسييدهم" على "فتوّات" الشرعية اللاهثين خلف الأموال والمناصب.

لم تكن الشرعية"حاملة قضية"، وإنما"حاملة شعار". ومشروع تحرير صنعاء لم يتحقق، لأنه منذ البداية لم يكن يمتلك مقومات أو آليات النجاح؛ وكأنه وُضع خصيصًا لإبقاء عدن رهينة في قبضة نخب وأحزاب فرّت من صنعاء وتخلّت عنها، بينما حوّلت عدن إلى مأوى تابع وبائس يتكدّس فيه الملايين تحت وطأة العتمة والمعاناة.

أما الجنوبيون، على هامش الشراكة، فقد باتوا هدفًا سهلًا لحملات إعلامية واسعة تسعى لتحميلهم وزر الإخفاق والانهيار.

والأعجب من كل ذلك هو استمرار التعاطي مع هذه المعادلة المختلّة كقدر لا مفر منه.

أيار، مذ سقط على رؤوس الحالمين، لا يقدّم كعادته خلاصة النص، بل يورّث مسوّدات باهتة، تنتظر دومًا إعادة الصياغة والتصحيح، أو تُرمى في نفايات الزمن.

فيه تُنبَش نصوص لم تكتمل، ويمرّ الماضي مجددًا، يفتح جراحًا قديمة، ويستحضر خيبات عقود من الانكسار.

وبدلاً من أن تستيقظ المساحات الصامتة في الأذهان، يتم التلهّي بأخبار الإعلام الرديء والمستثمرين سياسيًا في أوجاع الناس ومتاعبهم.

الخلاصة:
إذا لم تذهب لتحقيق حلمك، فأنت، دون إرادة أو دراية، تعمل لتحقيق أحلام الآخرين. وكل "أزمة جيدة" تهدرها دون استفادة، فأنت في الحقيقة لا تملك حسًا سياسيًا، ولا إحساسًا بالمتغيرات.

هذه ليست حكمة منسوبة لأحد قادة الحرب العالمية الثانية فقط، وإنما خلاصة تجربة الساسة الكبار في الزمن الصعب، حتى وإن لعنهم خصومهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.