جاء العيد واتسعت بيداء "أبي الطيب"، وعلى مداها تُغلَق فضاءات الأحبة. ليس وجعًا بطعمٍ إخشيدي، ولا نجوى بروحٍ حمدانية، ولا جرحَ المسافات بين مثلث الفسطاط وحلب والكوفة، بل هو حالُ دولةٍ مبعثرة، ومجد خاص لم يُكتب له أن يتحقّق. فلا مُدامٌ تُحرّك القلب، (...)
في 30 نوفمبر 67م تم إعلان الاستقلال وقيام دولة الجنوب، على كامل الرقعة الجغرافية التي كانت تحت السيادة والحماية البريطانية (عدن ومحمياتها الشرقية والغربية والجزر التابعة). وقد سبق الاستقلال مخاض سياسي اتسم بتعدد التيارات وتباين المرجعيات الفكرية (...)
لم يكن الفشل المتتالي للحكومات أشدّ إيلامًا من الصمت عليه، ومن تواطؤ الإعلام الشعبوي والانحيازات السياسية، وهي التي تجمّل قبح العابثين وتشوّه الحقائق.
يذهب رئيس حكومة، ويأتي آخر من ذات "الكولكشن" المحفوظ في مستودع "الشرعية"، ومع ذلك يظن الناس أن (...)
بينما فرشت العواصم الخليجية السجاد البنفسجي والأحمر واستدعت عدسات العالم، حطّ دونالد ترامب رحاله في الرياض، مدشّنًا مرحلة تأسيسية ثانية تختلف عن تلك التي بدأت في زمن فرانكلين روزفلت. لم يأتِ كرئيس دولة عظمى فحسب، بل كمبعوث فوق العادة من زمن (...)
يُعتقد أن كثافة الغارات الأمريكية على مواقع "أنصار الله" قد تشكل مدخلاً لحلحلة الملف اليمني سلماً أو حرباً، ومع ذلك لا تتحرك الجهود شمالاً لاستغلال نتائج الحملات الجوية وإنما كالعادة تنشط جنوباً وبالذات في حضرموت التي يعتبرها "البعض" جوهرة تاجهم (...)
تتطلّع الشرعية إلى قدوم "المخلّص المنتظر"، في ظل تراجع دورها السياسي وتفاقم فشلها في إدارة المناطق المحررة. ومع الكثير من (اللاشيء) في خطابها، تترقّب هذه المرة الدور الأمريكي، خاصة بعد تصنيف "أنصار الله" "منظمة إرهابية أجنبية" وتدشين هجمات جوية على (...)
لم تُطوَ رايات الماضي أو تبهت سيرته، ما يزال يتغلغل فينا على نحو مضطرب. كأنه نسيج من فصول بعيدة ومتفرقة تشابكت في شواش كوني، لكن أثره يظل ناصعاً كقمر يتأرجح عند حافة الأفق، حاضراً رغم البعد.
أعزائي أبناء الماضي والحاضر القادمين من دروب الزمن، هذه (...)
السعودية، "قائدة التحالف"، دولة محورية بقدرات اقتصادية وسياسية كبيرة ودور جيوسياسي يتصاعد على خلفية المتغيرات الاقليمية الأخيرة، ولديها إمكانية أن تنجز أكثر مما فعلت. لكنها ليست مكلّفة بتحقيق أماني أحد، وكل ما تفعله هو لذاتها أولاً وأخيراً، ولا احد (...)
كان الكارتل النفطي أو ما عُرف ب "الأخوات السبع" يتحكم بأسعار النفط و توازن العرض والطلب، بمستوى سعري يقل أو يزيد قليلاً عن 3.5 دولار للبرميل. بعد ذلك لعبت المتغيرات والأحداث في الشرق الأوسط دوراً حاسماً في زيادة الأسعار.
مثلت حرب أكتوبر عام 1973 (...)
الوعود التي أطلقها ترامب للشعب الأمريكي خلال خطاب القسم كثيرة وكبيرة قياسًا بتلك المألوفة ممّن سبقه. وربما نفخ من خلالها أبخرة ساخنة في مزاج الصقيع الشتوي الذي حل على الأجواء خارج الكابيتول وأفقده نشوة الذروة بعد أن تسبب بغياب الحشود الكبيرة (...)
ممنوع الاقتراب من "دولة صنعاء"، لا سلماً ولا حرباً، فهي مملوكة حصرياً لأصحاب الصرخة المدوية. وبالرغم من أن الغرب والشرق اعتبروا أنصار الله سلطة أمر واقع ورفعتهم خريطة السلام المفترضة مكاناً عَليّا، إلا أنهم لم يكتفوا، بل أنهم، رغم المتغيرات (...)
كان السُهد يأتي من مفردات القيرواني في صوت فيروز: "ياليل الصبّ متى غده"، أو يورده الليل بلهجة العاشق (رامي) الذي "فضحته قصائده" ونثرها صوت (الست) الأسطوري فوق المساءات النقيّة العذبة. وكأنها تخرج من جوف الجدران العتيقة حين يمرر المذياع من خلف (...)
غامضاً مظلماً يتدحرج الوقت منذ سنين، لا أفق واضح ولا نهاية محددة للمراوحات الراهنة. فهل ينتظر الناس مساراً آمناً تتحقق فيه تطلعاتهم أم دورة جديدة من الصراعات؟ كل شيء في (صندوق الاحتمالات). وللنصر قيمة أبهتَ الزمنُ الرديء محتواها وأعادتها حالة البلد (...)
الخارطة العسكرية لمنظومة الشرعية لا تشير بأن هناك تغييرات واستعدادات لأي معركة فاصلة ضد "أنصار الله"، وليس فيها ما يدل على إعادة تموضع التشكيلات العسكرية المتعددة.
القوات الجنوبية، كما هي، تصد هجمات حوثية متكررة منذ سنوات وتحارب الإرهاب المدعوم من (...)
دع سمائي فسمائي محرقة.. هذا الشعار الملتهب انتقل إلى "تل أبيب" التي وضعت أجواء الشرق العربي في قبضتها النارية ولم يشهد العالم منذ الحرب الكبرى الثانية بلدانا تقصف على مدى عقود مثل بلدانه.
أما أزرار التحكم بصواريخ حزب الله فلم تكن قد انضغطت بما (...)
اعتقدَ كثير من المحللين أن رئيس تركيا في مرحلة حكمه هذه قد تخلى عن مشروع "العثمانية الجديدة" وعاد لطلب الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وتصفير المشاكل مع الجيران العرب، لكنه في الحقيقة كان يجهز جيوشاً من التنظيمات الإسلامية الموالية بهدف اجتياح سوريا (...)
أدركت المملكة أن تعقيدات الملف اليمني لا يمكن مقاربتها من خلال معادلة رياضية بسيطة بمجهول واحد، ولهذا تدفع نحو سلام الخروج، سلام خاص بها مع أنصار الله، بالتوازي مع تحركاتها المتعددة (قبل حرب غزة) لاحتواء ملفات المنطقة في عملية قد تبدو محاولة للتغيير (...)
تم اجترار تاريخ الشرق الأدنى القديم من خلال "أسفار حديثة" تُستغل فيها الفكرة الدينية القديمة لإعادة رسم الخرائط. وهناك حالات من التشابك في الكيمياء السياسية عبر الزمن انعكست في وعود وعهود الدول الكبرى، مع فارق الأهداف. منذ كورش (قورش) الفارسي الى (...)
ما كنا نعتبره "تحرير محافظات الجنوب"بات خلفنا بعشرٍ عجاف، بينما غرق الكل، وما يزال، في محطة الانتظار لما ستؤول إليه الأوضاع الغامضة. وفي الانتظار يموت الزمن وتلفُّ الاحلامَ خيوطٌ رمادية، وفي الانتظار يصبح البؤس كائناً لصيقاً، ويصير "الليل عديم الطعم (...)
غزة لا تصمت مثل هيروشيما، وليس لديها بروتوكولات الاختباء من الموت. هكذا يفهم عبود.. لذلك يصعد إلى السطوح وينقل بطريقته الساخرة أخبار القطاع. كوميديا سوداء، بفطرته البريئة، تجعله يتقمص شخصية مراسل إحدى القنوات و ينقل الأخبار وتعليقات خفيفة الظل بينما (...)
يذهب زمن الثورات لكنها تعيش في الأناشيد وفي مواسم الاحتفالات السنوية والعشرية. وعليك أن تتخيل عزيزي القارئ أنْ تكتمل المئوية بينما الأجيال تتوارث سيكولوجية الجماهير القديمة دون فهم ماهية الثورة و ما كانت مآلاتها. الآن يتم الاحتفاء بمناسبة سبتمبر وسط (...)
ليس السياسي الرائد من لديه عقل وحكمة ولكن من لديه أتباع.. وليس الإعلامي الرائج من لديه ثقافة ومعرفة ويحمل امانة المهنة ولكن من لديه القدرة على الإثارة والتلاعب بالحقائق! هكذا يقال في زمن حرية الميديا أو بالأصح عشوائيتها و فوضويتها، خاصة في بلاد الله (...)
حوّل "أنصار الله" اليمن الجمهوري إلى دولة دينية طائفية يحكمها إمام جديد... تدور في فلك إيران وتخوض حروبها لاستنزاف المنطقة العربية.
ومن "أم قراهم" يتلقون الدعم العسكري والمادي وكل ما يحتاجونه في مشاريعهم الحربية. ولديهم سلطنة عمان، العضيد الوفي وقت (...)
يعتقد كثيرون أن اتساع فضاء "الميديا" في بلاد العرب، التي تعاني من هزات عنيفة في الوقت الحاضر، ساهم في تعقيد المشهد العام، وفي خلط الألوان، ومهّد لظاهرة تداخل الوظائف وتنازع الصفات عند النخب العربية أو بالأصح عند "بعضها". فعالِم الدين الملتحي أصبح (...)
الجنوبيون لديهم قصور سياسي متوارث منذ أن تجمهروا وانزاحت عنهم بريطانيا.. وهذا "العيب المُكتسَب" يتركز في عجزهم عن رؤية ما سيأتي.. بمعنى آخر عدم معرفتهم بالخطوات اللاحقة في كل عمل يقومون به. حين تحقق الاستقلال لم يكن الجنوبيون يعرفون ماهي الخطوة (...)