لا أريد أن أدافع عن حكومة مصر ولا عن الرئيس مرسي، لدّي فقط بعض الملاحظات على المنازلة الخطرة في المجتمع المصري، منازلة خارج مصلحة مصر بسبب ان العرب مازالوا يمارسون سياسة وسيلة مغالبة خارج مصلحة شعوبهم.. يبدو الرئيس مرسي بطلاً هنا ورجل القرارات الصعبة مع انني ضد تحصين قرارات الرئيس مهما كان حسن النية وضد جمع السلطات ومع استقلال القضاء لكن المؤسف ان القضاء الذي يترأسه رموز محسوبون على عائلة مبارك، قد سيس بصورة فاضحة قبل الانتخابات الرئاسية الثورية بغرض إعادة نظام حسني مبارك عن طريق إعادة احمد شفيق، فصدرت قرارات قبل يومين من الانتخابات الرئاسية حيث الغي مجلس الشعب الذي نجح فيه انصار الثورة وبنفس اليوم الغي قانون العزل السياسي الذي يمنع رموز العهد السابق من الترشح .. لا احد يقول أن هذا القرارات غير سياسية .. لم يعد هناك تشريع فقام المجلس العسكري بأكمال الصورة حيث عمل إعلاناً دستورياً يضم التشريع الى المجلس لجعل مرشح الثورة مرسي في حالة نجاحه رئيساً بلا صلاحية للتندر. فاز مرسي وتجاوز المجلس العسكري بصورة غير متوقعة وأصبح مرسي بموجب الإعلان الدستوري الذي فصلوه لشفيق يمتلك السلطة التنفيذية والتشريعية ولانه لا يريد الجمع بينهما اصدر قراراً بعودة مجلس الشعب المنتخب بحسب طلب الثوار، فقامت المحكمة الدستورية بإصدار بطلان لهذا القرار بهدف الإرباك.. طالب الثوار بعزل النائب العام الذي كان عائقاً لمحاكمة عادلة ومفرطاً بحقوق الشهداء، ولما قام الرئيس بعزله أبطل القرار امن القضاء الذي أصبح يعمل لصالح إفشال حكومة الثورة .. كان عمل الدستور اهم المهمات لتبدأ الدولة بالحركة وكلما توصلوا لدستور توافقي يتدخل القضاء لإلغاء الهيئة الدستورية التي شكلت لأكثر من مرة ..الهيئة الأخيرة شكلت بمزيد من التوافق وكادت تنتهي من عمل الدستور.. ماذا حصل، حاكوا مؤامرة تحدثت عنها الصحف المصرية وتبدأ بتظاهر المعارضين ومنهم ثوار مازالوا يمارسون الثورة بعقلية المكايدة العربية التي تقتل الجمل من اجل النحو..
ملخص المؤامرة ان تصدر المحكمة الدستورية بعد نزول المعارضين للميدان قرارات إبطال الدستورية وإلغاء مجلس الشورى المنتخب والاهم المثير إلغاء الاعلان الدستوري الذي قام به مرسي وبموجبه الغي المجلس العسكري واستلم مرسي صلاحيته كرئيس ..وبموجب هذا الحكم الذي كان سيصدر اليوم أوغداً يرمى الرئيس مرسي من الشباك ويبقى رئيساً للتندر لولا قيامه بهذه القرارات الثورية الاستباقية ومنع سقوط البلاد في فراغ يقود للفوضى المدمرة ولو لم يحصن قراراته لأبطلت من القضاء غدا ..الاصل ان ينكب الناس لاتمام الدستور وعمل انتخابات برلمانية تنهي هذا الوضع بدلاً عن المزايدات باسم الثورة، مزايدات لن يكتب لها النجاح.