في البدء نعبر عن شكرنا وارتياحنا في ما توصل إليه فريق القضية الجنوبية برئاسة الأستاذ المناضل محمد علي أحمد، وما توافق عليه من تشخيص وعرض لجذور و محتوى القضية الجنوبية، انعكس في تقرير لامس جوهر معاناة أبناء الجنوب، هذا التوافق الذي عبر عنه الفريق في عرضه للمقدمة في الفقرات 1 ،2 ،3 مما يجعلنا أكثر ثقة وتفاؤل بأن هذا التوافق و الانسجام سيقودان إلى معالجات وحلول إيجابية و جرية لجميع المشكلات المتراكمة في الجنوب، وسيفضي بإذن الله تعالى إلى حل للقضية الجنوبية يرضي كل أبناء الجنوب، حلاً عادلاً يفضي إلى جنوب جديد في اطار يمن جديد، حلا يفضي الى جنوب خالي من المظالم، وترد فيه كافة حقوق أبناءه في مختلف الصراعات التي شهدتها الساحة الجنوبية منذ العام 67م وحتى الان. وفي سياق البعد السياسي لجذور ومحتوى القضية الجنوبية، أسهب الفريق مشكوراً في عرض نتائج حرب 94 المدمرة والكارثية للجنوب و أبناء الجنوب و كان عليه أن يتعمق في بحث و دراسة الاسباب الرئيسية (الذاتية والموضوعية) التي أدت إلى هذه الحرب، وخاصة اتفاقية 22مايو الاقصائية، وما حملته من مضامين اقصائية لم تضمن لشراكة حقيقية لأبناء الجنوب. ولماذا اخفقت المساعي السياسية لتجنب الحرب رغم توقيع الجميع على وثيقة العهد والاتفاق، ومدى وحجم المسؤولية التي يتحملها كل من طرفي الحرب، أما أن طرفا بمفرده يتحمل المسؤولية الكاملة عن سد افق الحل السياسي و الدفع بالأمور نحو الحرب، بما تقتضيه تلك المراجعة من ضرورة الوقوف تجاه اتفاقات وسياسات وممارسات شريكي الوحدة وما حملته من مضامين اقصائية لم تجسد الشراكة الحقيقية بين الشمال و الجنوب، بقدر ما سعت الى تحقيق الشراكة بين نظامين وشريكين شموليين تقاسما مفاصل دولة الوحدة خلال فترة انتقالية قصيرة، مارسا فيه سياسة الاقصاء و التهميش للقوى السياسية الاخرى وتم الاخذ بالأسوأ في تجارب الشطرين على سبيل المثال (إلغاء النظام المالي و الإداري، وكذا الغاء نظام الخزانة العامة) المعمول بهما في جنوب الوطن، ومارسا فيها الكثير من الاخطاء، قادت البلاد الى حرب كارثية مدمرة في 94، أقصت أحد الشركاء. وعند الحديث عن نضالات ابناء الجنوب لرفض الاقصاء و التهميش كان لابد من فريق القضية الجنوبية اتباع الموضوعية في ذكر ابرز محطات هذه النضالات و التي كانت الانتخابات الرئاسية التنافسية لرائد التغيير الجنوبي الفقيد فيصل عثمان بن شملان، أبرز هذه الادوار الرافضة للإقصاء و التهميش، والضم والالحاق، والمطالبة بدولة الشراكة والمواطنة المتساوية... كما كان ينبغي التأكيد بأن ابناء الجنوب بمختلف مكوناتهم السياسية و المجتمعية هم الحامل الحقيقي للقضية الجنوبية و ان ابناء الجنوب هم من سيقررون مصير الجنوب. كان الاجدر بفريق القضية الجنوبية الاشارة الى عدن – عدن قلب الجنوب النابض، وثغر اليمن الباسم، مدينة التنوع و المحبة والسلام، و محور القضية الجنوبية، عدن وابناءها الذين كانوا الضحايا في مختلف الصراعات السياسية- وما يزال هناك مشاريع تستهدف عدن و أبناءها حتى هذه اللحظة، حيث يراد ان تكون عدن مسرحا يكب فيها عفن الصراعات السياسية القائمة، فانعدام الامن واتشار الفوضى وانهيار الخدمات وتعطيل الحياة العامة يعد بداية لمشروع فوضوي يستهدف ضرب هذه المدينة و اذلال اهلها. ورقة ملاحظات على الرؤية التوافقية لجذور ومحتوى القضية الجنوبية