قرائي الأعزاء أحييكم من عدن التاريخ عدن الحضارة من أجمل شواطئ بحر العرب لأطل على حضراتكم هذه المرة من زاوية مؤلمة تمس مستقبل جيل لا نشك أبدا في تأثيره المستقبلي على حياتنا جميعا إنهم أطفال اليمن بل عمالتهم التي تقض مضاجعنا.. وما جعلني ألقي بظلال هذه المشكلة على أفئدتكم قبل أسماعكم هو ما شاهدته وأنا أدخل أحد مطاعم مدينتينا الفاضلة عدن لأرى طفلا لا يتجاوز عمره العاشرة يستقبلني ومن معي ليحمل سفرة الأكل المتروكة على الطاولة والتي لم تطاوعه كفاه الصغيرتان الناعمتان على حملها وانى لها ذلك ومكانها الطبيعي أن تتمرن على حمل القلم وتمريره على طاولة العلم بدلا من طاولة الطعام في ظل وضع لا نراه إلا يتردى في كل لحظة إنها لحظة مؤلمة شعرت بمرارتها فلم يستطع صدري احتباسها فأخذت أثرثر بالكلام في هذا المشهد المؤلم ملقيا اللوم على من كان سببا في مشكلة هذا الطفل والآتيان به إلى هذا الموقع الذي ليس موقعه الطبيعي ..لكن احد أصدقائي اخذ يؤنبني قائلا ألم تشاهد إلا هذا أتريد أن تكون سببا في قطع رزقه الذي لربما أعال أسرته في يمنك المنكوب؟ أما رأيت طوابير الأطفال الذين يتكففون الناس على قارعة الطريق وهم في عمر الزهور التي لم تخرج من أكمامها بعد؟ أهذا أفضل حالا أم أولئك إنهم جميعا يعيشون في اليمن التعيس الذي تقول عنه سعيدا.. رجعت إلى نفسي حينها جمعت شتات أفكاري حاولت أن أدافع عن نظرتي وعن فكرتي لكن الواقع يقف إلى جوار صاحبي لكن هذا لم يثنيني على الوقوف في وجه هذا السلوك الإجرامي فعمالة الأطفال مآساة وجريمة لا يمكن تبريرها ولابد من مواجهتها لا بمحاربة ظاهرة العمالة وحسب لكن بتمكين هؤلاء الأطفال من حقوقهم في الأمن النفسي والغذائي من حقهم في التعليم والصحة فأين منظمات حقوق الطفل من أطفال اليمن الذين يتضورون جوعا إنها في مشاهد تقشعر لها الأبدان أطفالا صغارا من الجنسيين يقفون على الطرقات يتسولون وقد أضناهم التعب ونال من كرامتهم الزمن نراهم في سوق العمل الذي لا يتناسب وعقولهم وأجسامهم التي لازالت في طور التكوين فرفقا با لأطفال فإنهم أمانة في عنق المجتمع ومن يتولى إدارته.