البيض شخصية اعتبارية وطنية مناضلة لها تاريخ يحترم من قبل الجميع هذا فضلا عن أنه الشخصية الوطنية الوحيدة التي امتلكت الشجاعة للولوج إلى عالم الوحدة التي لم تكن في حسبان أكثر الناس تفاؤلا بها بغض الطرف عن الأقاويل التي فسرت هذا الأقدام وفق أهوائها لتجرد صاحب الحق من حقه وهؤلاء لسنا منهم في شيء وبعد فترة وجيزة من عمر الوحدة نكص على عقبيه متأسفا لما حدث فازدادت الأوضاع سوءا حتى أطلت الفتنة برأسها في 94م والتي أجهزت على الوحدة لكن ليس على مستوى الجغرافيا وإنما على مستوى الروح الوطنية الواحدة التي ظل أبناء الشمال والجنوب يتغنون بها طيلة العهد التشطيري . لا أحد يستطيع أن ينكر كائنا من كان داخل السلطة أو خارجها عدالة القضية الجنوبية وحجم الظلم والإقصاء والتهميش الذي تعرض له الجنوبيون جراء نظام علي عبدالله صالح البائد الذي عاث فسادا في الأرض وترك من المشكلات السياسية والاجتماعية والاقتصادية ما يثقل كواهل المخلصين ووضع العراقيل في طريق الجميع .
إن الثورة الشبابية التي اليوم بصدد تحقيق أهدافها ومنها إعادة الحقوق إلى أهلها اصطدمت بأجندات داخلية وخارجية فالحوثيون في الشمال والحراك - المختلف الأهداف في الجنوب في مثل هذا الظرف التاريخي كان لدينا بارقة أمل أن يستعيد البيض تاريخه من أرشيف الماضي ليكون إحدى أهم الأدوات التي تنقذ اليمنيين ومنهم ابناء الجنوب من الكارثة- لا قدر الله - لكن الملاحظ أن التيار الذي يحمل لواءه البيض قد بات يلصق تهمة التخوين على كل الأطياف السياسية التي لا تؤيد مسعاه وهذا لا يخدم القضية الجنوبية في شيء كون المتربصون بالجنوب وأهله ينتظرون بفارغ الصبر أن ندخل في صراع مناطقي أو طبقي قد لا يستطيع أحد تقدير مداه ولذا فعلى السيد علي سالم البيض استعادة تاريخه من بين ركام الأحداث ومن أرشيف العابثين الذين يحاولون بعثرته في مهب الريح لتضعه في عالم النسيان.