في تواصل لأحداث العنف التي يشهدها اليمن، هزت العاصمة صنعاء، صباح أمس، عملية تفجير بحافلة ركاب مفخخة استهدفت عدداً من منتسبي جهاز الشرطة الذين أرادوا الالتحاق بكلية الشرطة، أثناء وقوفهم في طابور للتسجيل للمقابلات أمام مبنى الكلية وسط العاصمة صنعاء. وأعلنت الداخلية اليمنية عن مقتل 37 جنديا من المتقدمين الجدد للالتحاق بكلية الشرطة، وإصابة 66 آخرين في هذه العملية التي خلقت الرعب في الأوساط الشعبية والسياسية، وأعطت مؤشرا على المستقبل الدموي الذي ينتظر اليمن، خاصة وأنها جاءت بعد سلسلة من الانفجارات الدموية التي ضربت العديد من المناطق، سقط بواسطتها العشرات من المدنيين. وأعلن نائب مدير عام شرطة أمانة العاصمة صنعاء العميد الدكتور عبد العزيز القدسي أن «الضحايا من أفراد أجهزة الشرطة الجامعيين الذين كانوا يرغبون بالتسجيل للالتحاق بكلية الشرطة بغية الحصول على الترقية الى رتبة ملازم ثان وكانوا يصطفون بمحاذاة السور الذي يربط بين بوابتي كلية الشرطة ونادي ضباط الشرطة من الجهة الغربية». وقوبلت هذه العملية باستهجان كبير من قبل كافة الأطراف السياسية والشعبية، وحمّل بعضها الحكومة المسؤولية حيال وقوع هذا الحادث، فيما وجهت أطراف أخرى اللوم والمسؤولية نحو جماعة الحوثي التي تسيطر على كل شيء في العاصمة صنعاء وأخذت على عاتقها مسؤولية حماية الأمن والسلام في صنعاء والمناطق التي تسيطر عليها. وأدان الرئيس عبد ربه منصور هادي هذا التفجير الكبير والذي أدى إلى مقتل 37 شخصا، وإصابة 67 آخرين وخلق جوا من الرعب في كافة أرجاء العاصمة اليمنيةصنعاء. في غضون ذلك دان المجلس السياسي لحركة أنصار الله (جماعة الحوثي) هذه الحادثة ووصفتها ب(الإجرامية البشعة) وأكدت ان قوى الإجرام التي أقدمت على تفجير سيارة مفخخة في أوساط جموع الطلبة المتقدمين للالتحاق بكلية الشرطة وكل من يقف خلفها لن يفلتوا من العقاب. من جانبه طالب حزب الإصلاح بتحقيق جاد وشفاف في حادثة تفجير كلية الشرطة بالعاصمة صنعاء لكشف المتورطين في ارتكابها والجهات التي تقف وراءها وكل الجرائم السابقة، وتقديمهم للعدالة. وعلمت «القدس العربي» من شهود عيان من الناجين من هذه العملية أنه لم يقتل فيها أي من المحسوبين على جماعة الحوثي في هذه الحادثة، حيث تم إدخالهم الى مقر كلية الشرطة من الداخل وأبقي عامة المتقدمين في طابور طويل بجوار سور الكلية في الشارع. وفجر قيادي في جماعة أنصار الشريعة مفاجأة من العيار الثقيل كشف فيها عن عدم ارتكاب جماعته لهذه العملية وحمل جماعة الحوثي المسؤولية بالوقوف وراء ذلك، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. ونفى صالح الذهب القيادي في جماعة أنصار الشريعة صلة جماعته بهذا التفجير الذي استهدف المتقدمين للتسجيل في كلية الشرطة بالعاصمة صنعاء. وقال على صفحته في (فيسبوك) «نقول للجميع القاعدة ليس لها أي صلة بهذا الحادث وإن من فجر المواطنين هو الحوثي والدولة النجسة العميلة». وأضاف «بعد ما أكمل الحوثيون تسجيل أصحابهم في كلية الشرطة واكتمل العدد بقي المواطنون الأبرياء الذين يريدون التسجيل».